ذكرت مجلة فوربس في تقرير نشرته الأسبوع الماضي أنه مع الزيادة المطردة في عدد الأثرياء في العالم وعدد الأموال التي يملكونها، لا يكف مجال المنتجات الفاخرة عن الازدهار؛ إذن على ماذا يبدد أغنياء العالم أموالهم؟ ليس من السهل الانضواء تحت مجموعة محدودة وحصرية من الرجال الأكثر ثراء في العالم. حسب التحقيق الخاص لمجلة فوربس، سجل عدد قياسي في السنة الماضية من الأثرياء حول العالم، إذ حوت القائمة ما لا يقل عن 1645 شخصا في أنحاء العالم كله، من الذين يمكن أن يكون في حساباتهم ما يربو على مليار دولار. تسيطر نفس الشريحة المحدودة وحدها على أموال طائلة تقدر بمبلغ 6.4 تريليون دولار، وهو ارتفاع ملحوظ بالنسبة لسنة 2013، إذ امتلك أغنياء العالم حينها 5.4 تريليون دولار. ومع الارتفاع المستمر في عدد الأثرياء ومع تضخم الثروة التي يملكونها، لن يكون مفاجئا إذا عرفنا أن سوق المنتجات الفاخرة لا يهدأ لحظة. يحب الأشخاص الأكثر ثراء، على ما يظهر، إنفاق الأموال، وكثيرا لشراء: سيارات فاخرة، طائرات خاصة، قوارب فاخرة، جواهر نادرة، وغيرها من الترف. أي مجال جعل هؤلاء الأثرياء ينفقون ما يزيد على 400 مليار دولار؟ وفي أي مجال اكتفوا بتبذير 1.2 مليار «فقط»؟ يظهر التقرير، ما ملخصه أن أثرياء العالم أنفقوا خلال السنة الماضية أقل قليلا من تريليون دولار على منتجات فاخرة ترفيهية للغاية. يتوزع هذا المبلغ الطائل، بالطبع، على عدة مجالات وخدمات، لكن ثلاثة منها تبرز أكثر من غيرها: سيارات فاخرة، ملابس وجواهر، وفنادق فاخرة. المجال الأكثر تفضيلا على الأثرياء، وهذا ما تبين، هو السيارات الفاخرة: خلال سنة 2014 أنفق أثرياء العالم ما لا يقل عن 437.8 مليار دولار على السيارات الفاخرة والسيارات العتيقة. في المرتبة الثانية يحل ما يعرف بمجال «البضائع الخاصة». يتعلق جل البضائع بملابس مصممين، أحذية، حافظات، عطور ومنتجات تجميلية، وطبعا، جواهر ثمينة للغاية وساعات فاخرة مزخرفة. لقد أنفق أغنياء العالم على ما ذكر ما يقدر بمبلغ 278.1 مليار دولار في السنة. في المرتبة الثالثة، يحل مجال فيه بعض المفاجأة، وهو المبيت في الفنادق، التي أنفق عليها الأثرياء 187.1 مليار دولار. يوضح معدو التقرير أن أثرياء العالم يدأبون على الترفيه في أجنحة فندقية فاخرة للغاية، وطبعا بسبب أشغالهم وأسلوب حياتهم، يقومون في أكثر من مرة بالسفر دائما عبر البحار، مما يجعلهم ينزلون في الفنادق المختلفة. هذه المجالات الثلاثة، كما ذكر، تحتل مرتبة أعلى من غيرها للغاية، وعلى ذروة القائمة بعدها يمكن أن نجد مجال الطعام (سواء شراء الطعام شخصيا، أو الإنفاق على وجبات في المطاعم)، الذي بلغ حتى 48.6 مليار دولار في السنة. تحل الطائرات الخاصة في المرتبة الخامسة، إذ اشترى أثرياء العالم هذه السنة طائرات تقدر أثمانها بمبلغ 23.7 مليار دولار. لقد اشتروا أيضا أثاثا بما يبلغ مجموعه 22.4 مليار، وقوارب فاخرة بما يبلغ 8.7 مليار دولار. في المرتبة الأخيرة في القائمة يمكن أن نرى رحلات الإبحار الفاخرة التي يصل فيها الأثرياء إلى سفن فاخرة للإبحار الترفيهي لعدة أيام. لقد أنفق هؤلاء الأثرياء على هذه الرحلات البحرية ما يقدر بمبلغ 1.2 مليار دولار.