استهل المبتعث مصطفى أحمد فطاني المتخرج حديثا من مرحلة البكالوريوس من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا حديثه ل(عكاظ) بالدعاء بالرحمة والمغفرة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- وأن يجزيه خير الجزاء على الإستراتيجية التعليمية الفريدة التي انتهجها من خلال برنامج الابتعاث الخارجي، وقال «وفي الوقت نفسه نبايع مليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على أن نكون عونا له ومساهمين في تأمين مستقبل المملكة وبناء نهضتها التنموية». وتطرق فطاني خلال حديثه عن رحلته الدراسية إلى ماليزيا بقوله «ودعت أهلي بالقول المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم إني استودعتك ديني ونفسي وخواتيم أعمالي وأهلي ومالي) كانت لحظة صعبة بالنسبة لي ولهم، إذ لم أفارقهم طيلة 18 سنة». وتحدث عن الخمس السنوات التي قضاها في ماليزيا وعن اختياره للجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا (IIUM)، حيث قال إنها من الجامعات المعتمدة والموصى بها من قبل وزارة التعليم السعودية ولها مميزات كثيرة لا توجد في الجامعات الأخرى وهذا من خلال جولة البحث التي قمت بها عن الجامعات، فالجامعة تتميز بموقعها الاستراتيجي وجمال مبانيها المتأثرة بالفن المعماري الإسلامي الأندلسي وتحيطها أجواء طبيعية بعيدة عن ضوضاء العاصمة، والمواصلات العامة متوفرة، كما أنها قبلة لطلبة العلم من جميع أنحاء العالم، إذ يدرس فيها أكثر من 30 ألف طالب وطالبة وبها عدد كبير من الطلاب الدوليين من 100 دولة وهذا بحد ذاته ساعدني في تنمية قدراتي في التواصل مع الآخرين والاطلاع على ثقافات متعددة، كما تحدث عن توفر السكن الداخلي للعزاب والمتزوجين، إذ ساعده السكن على المذاكرة مع أصدقائه وعدم تفويته للمحاضرات وتخفيف عناء الغربة. وأضاف أن الجامعة توفر ألوانا وأشكالا من الأطعمة حتى العربية وبأسعار في متناول الجميع. وتحدث عن يومه الدراسي موضحا أنه يبدأ في الساعة الثامنة صباحا وينتهي في الساعة الخامسة عصرا يتخلل ذلك أوقات للراحة وساعة الغداء والصلاة، كما كنت أنتهز أوقات الراحة لحل الواجبات لتخفيف ذلك عند رجوعي للسكن. وعن تخصصه هندسة الكيمياء الحيوية أشار إلى أن هذا التخصص تأسس بهدف تطوير وتدريب الطلاب على القيم (كون الجامعة تقدم البرامج الأكاديمية كافة وتضع القيم الإسلامية أولوية لها) والريادة والإبداع والابتكار في حل المشاكل المتعلقة بمجال التقنية أو التكنولوجيا الحيوية والهندسية. وأضاف أن هذا التخصص يتمحور حول عدة أقسام، منها الهندسة الكيميائية والهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية وعلم الأحياء الجزيئي. وذكر فطاني أن التخصص ليس من السهل التخرج منه إذا حدث تهاون منك شأنه شأن جميع التخصصات واستعرض فطاني طريقته التي ساعدته في تجاوز الصعاب في مرحلة البكالوريوس إذ قال إن التحضير للمحاضرات والتركيز في القاعة مهم جدا ويساعدك على الفهم الجيد، مضيفا أنه يفضل مذاكرة وتلخيص الدروس في مكتبة الجامعة، حيث الهدوء وقربه من الكتب والمراجع وأضاف أن مقاطع اليوتيوب ساعدته في شرح بعض النقاط بالتفصيل، ولم يذكر أي صعوبات واجهته في اللغة الإنجليزية وأرجع ذلك إلى والده الذي كان يأخذهم خلال الإجازة الصيفية الى بعض الدول للسياحة وإدخالهم معاهد اللغة الإنجليزية هناك وذكر أن هذا ساعده في تجاوز امتحان اللغة للطلاب الجدد في الجامعة. كما ذكر أن السنة التحضيرية مهمة قبل دراسة هذا التخصص، حيث تتركز مواد السنة التحضيرية على مواد علمية وحاسوبية وتعتبر موادها من متطلبات الكلية وباستطاعة الطالب إنهاءها خلال فصل دراسي واحد. وأشاد فطاني بالطلاب الماليزيين كونهم يتميزون بقدرات هائلة في الحفظ، فتعلمت منهم كيفية التلخيص المفيد وسرعة الحفظ وفهم الدروس، وذكر أنه اكتسب اللغة الماليزية من خلال تواصله مع الطلاب الماليزيين وجيرانه في السكن الداخلي وبالكتابة والقراءة تحت إشراف مدرسين مختصين وأضاف أن الممارسة دائما في تعلم أي لغة جديدة تكون العامل المساعد الأول لإتقانها، وكذلك الاستماع الى الأخبار وقراءة الكتب والصحف اليومية، كل ذلك ساعدني على اكتسابها بسرعة، وذكر أن السبب الرئيسي في تعلمها يكمن في حرصه على تكوين علاقات مع رواد في مجال تخصصه من العلماء الماليزيين ولتحقيق هدف الابتعاث في التواصل الحضاري والثقافي وعكس صورة مشرفة عن المملكة في المجتمع الماليزي، كما أن ذلك ساعدني كثيرا في المشاركة في الفعاليات والأنشطة التي تقيمها الجامعة، حيث مكنتني اللغة الماليزية من الاتصال والتواصل الجيد مع الماليزيين، موضحا ان مشاركته كانت تحتسب له كنقاط تسجل عند استلامه لشهادة التخرج وتحدث كذلك عن مشاركته في نادي الطلبة السعوديين في كوالالمبور ومشاركته في الأعمال التطوعية التي ساهمت في تكوين شخصيته وقال: ليس المنهج الدراسي وقاعة الدراسة هي التي تصنع الإنسان فحسب بل الأعمال التطوعية كذلك، خاصة إذا كانت في بيئة صحية كبيئة الأندية السعودية في ماليزيا وتطرق الى مشاركته في معرض إندونيسيا للكتاب الدولي 2014، حيث اتصل عليه الملحق الثقافي السعودي بماليزيا الأستاذ الدكتور زايد الحارثي يدعوه للمشاركة ووصف فطاني هذه الفرصة بأنها كانت ذهبية وكان ينتظرها ليقوم بدوره في تشريف المملكة وتمثيلها خير تمثيل، حيث تم اختياره ضمن اللجنة الثقافية في جناح المملكة في جاكرتا وكان مسؤولا عن الكتب الدينية والتاريخية والجغرافية واللغوية، وقال «كنت أتواصل مع الزوار الإندونيسيين الذين سرهم تواصلي معهم باللغة الماليزية». وختم حديثه بنصائح لزملائه الراغبين في الدراسة في ماليزيا، حيث دعاهم إلى البحث الدقيق عن الجامعات الموصى بها واختيار التخصص حسب الرغبة والميول والاستفادة من الثقافات فالمجتمع الماليزي متعدد الثقافات واختيار ما يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا والمعرفة المسبقة عن القوانين والأنظمة للبلد والتواصل المستمر مع سفارة المملكة وملحقيتها والحرص على المشاركة في الفعاليات التي تقيمانها.