تبنت وزارة السياحة والثقافة الماليزية رسالتي الدكتوراه للمبتعث عبدالرحمن صالح الفيصلي العلياني وزوجته ووقعت معهما اتفاقية لدعمها مستقبلا، كما حصل العلياني في عام 2013م على جائزة أفضل مرشح للدكتوراه من الجامعة الوطنية وهي جائزة تمنح سنوياً لكل تخصص. ووصف المبتعث العلياني، تجربة الابتعاث في الخارج بغير العادية وكما يظن الكثير بأنها أعوام دراسية كغيرها بل على العكس تماما فهي مرة المذاق، وكيف لا وفيها البعد عن الأرض والوطن والحنين للأهل والأصحاب والخوف من الفشل، وقال تجربتي الاغترابية جعلتني أعيش أنماط حياة مختلفة لكن ما خفف معظم مشاعري تلك وجود رفيقتي المبتعثة زوجتي ريم عبدالرحمن الفيصلي العلياني، بجانبي في هذه التجربة. وأضاف، ابتعثت وزوجتي من جامعة الطائف إلى ماليزيا لإكمال الدراسات العليا في إدارة الأعمال، ووصلنا إلى العاصمة كوالالمبور ولم يبق على بدء الدراسة إلا أسبوع وكان ينتظرنا كم هائل من الترتيبات من استئجار الشقة إلى ترتيب أوضاع أبنائنا، ولم نكن قد زرنا ماليزيا من قبل، لكن والحق يقال إن الشعب الماليزي ودود ومتعاون، فوجدنا حولنا الكثير من الماليزيين الذين بذلوا جهودا معنا فقدموا لنا العديد من النصائح في شراء الأثاث وفي التفاوض مع الباعة. وأشار إلى أن ماليزيا تختصر ثلاث حضارات وقد درست وزوجتي الماجستير في جامعة ملتميديا والدكتوراه حاليا في الجامعة الوطنية وهي تعتبر ضمن أفضل 200 جامعة عالمياً لعام 2014م حسب تصنيف QS وكذلك تحتل الجامعة المرتبة 19 عالميا كأفضل 50 جامعة ناشئة عالميا خلال ال50 عاما الماضية حسب نفس التصنيف، وكلا الجامعتين تعتمد في التدريس على اللغة الإنجليزية التي ساهمت بشكل كبير في تطوير لغتنا وكذلك أساتذتنا الذين تتلمذنا على أيديهم تخرجوا في جامعات غربية عالمية لها تاريخها وسجلها العلمي فقدموا لنا عصارة تجربتهم وعلومهم ومعارفهم وأفكارهم.. فالدراسة في جامعتين مختلفتين، أضافت لنا أكاديمياً ومهنياً التعامل مع المستجدات الحديثة لآخر ما توصل له العالم في مجال تخصصنا بتسابق الجامعتين وتنافسهما لجلب المختصين عالميا للاستفادة منهم وتحقيق مراكز متقدمة في السنوات المقبلة. وتحدث العلياني عن الصعوبة التي واجهته في إدارة حياته في ماليزيا من ناحية العائلة والدراسة قائلاً: لم تكن البداية في حقيقة الأمر سهلة، فمن أطفالي من يحتاج إلى محاضن ومنهم من يجب أن يلتحق بالمدرسة وفي الوقت نفسه أنا وزوجتي ندرس لكن بتوفيق من الله ثم بخبراتنا الإدارية التي اكتسبناها استطعنا أن نحول النظريات الإدارية التي تعلمناها إلى واقع نطبقها فيه وأن نتغلب على هذه المشاكل وأن نجد لها الحلول في دور الحضانة المرخصة من الحكومة والمدارس العالمية المعتمدة وتفرغنا بعدها أنا وزوجتي للجامعة فنذهب سويا إلى جامعتنا ونحضر قاعة المحاضرة وكل همنا التركيز على الدراسة والتفوق. وذكر أنه واجهته الكثير من المواقف الطريفة وخاصة مع بداية وصوله خاصة في قيادة السيارة، إذ أن مقود المركبة في ماليزيا على اليمين بخلاف ما هو عليه في المملكة، وقال كنت أرى وكأن الجميع يسير في الاتجاه المعاكس، احتجت شهرا كاملا لكي أتأقلم على الوضع. وعن المواقف الصعبة التي واجهها قال إن الواجبات الكثيرة والبحوث التي يتطلب إنجازها وقت طويل ويجب تقديم ذلك في المواعيد المحددة لنا سوياً أنا وزوجتي مع الأخذ بالاعتبار أن لا يؤثر ذلك على تربية أطفالنا ومعظم يومنا نقضيه بين الدراسة والأبناء ولا نتمكن من أخد القسط الكافي من الراحة، ولكن بفضل من الله ثم بإدارة الوقت تغلبنا على هذه الصعوبات ولله الحمد. وعبر أنه يشعر بالفخر والاعتزاز بما قدماه في مسيرتهما التعليمية هو وزوجته وقال إن الشعور بالخوف من الفشل تبدد مع حصولي أنا وزوجتي على الماجستير بتفوق مع مرتبة الشرف وتم تكريمنا على ذلك من وزير التعليم العالي الأسبق الدكتور خالد العنقري وكذلك من الملحقية الثقافية السعودية بماليزيا وجامعة ملتميديا، واستمر تحقيق الإنجازات في مرحلة الدكتوراه بالتكريم والدعم من الملحقية الثقافية والملحق الثقافي الدكتور زايد بن عجير الحارثي حتى حققنا في عام 2013م جائزة أفضل مرشح للدكتوراه من الجامعة الوطنية وهي جائزة تمنح سنوياً لكل تخصص وهذا بفضل الله ثم بفضل الدعم والتشجيع الذي لقيناه ويلقاه زملاؤنا جميعا من الملحقية والوزارة وجامعتنا وجامعة الطائف. وأضاف نشرت عدد من البحوث العلمية في مجال تخصصنا في المؤتمرات ومجلات علمية محكمة، وقد تبنت رسالتي وزوجتي في الدكتوراه وزارة السياحة والثقافة الماليزية وعقدت اتفاقية في هذا الشأن تؤكد دعم الرسالتين والاستفادة من نتائجهما ما يعكس اهتمام الجهات الحكومية الرسمية الماليزية على تبني البحوث والدراسات الأكاديمية المتميزة ونشرها وتطبيقها عمليا.