رفض الملحق الثقافي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في ماليزيا، الدكتور عبدالرحمن فصيل، بقاء أي مبتعثة بلا محرم، إلا في وقت مؤقت، وبظروف تعلم عنها الملحقية وتكون شرعية، وكشف فصيل في حوار خاص مع “الشرق” أن أكبر مشكلة تواجه المبتعثين هي قيادة السيارات في ماليزيا في الجهة اليمنى، معترفاً بوجود فشل للمبتعثين، ولكنه لم يتجاوز 3 %، مقراً بإحالة مبتعثين الى عيادات نفسية بعد تعثرهم دراسياً، مؤكداً أن الملحقية تساند المبتعثين والمبتثعات عموماً في النواحي الاجتماعية والمادية، إضافة إلى مهامها الرئيسية. وأضاف أن هاتفه المحمول موجود لدى جميع المبتعثين، وإيميله وجميع عناوينه؛ كون ذلك متاحاً في الموقع الإلكتروني للملحقية، واصفاً هذه الخطوة ب”المريحة” للطلاب، ودعا فصيل خلال “الشرق” جميع مصوري المملكة المحترفين بالمشاركة قريباً في مسابقة سيتم من خلالها اختيار مائة صورة، لتكون في معرض متنقل في ماليزيا، وتعكس تراث المملكة وتنميتها وثقافتها. • ما المهام والواجبات المنوطة بعملكم في الملحقية الثقافية في ماليزيا؟ – الإشراف التام على جميع الطلاب المبتعثين، ومتابعتهم أكاديمياً، ومتابعتهم صحياً واجتماعياً وخلافها، والملحقية تهتم بكل الجوانب، حتى الجوانب الاجتماعية، كالمشكلات الاجتماعية، أو حتى القضايا الأمنية التي تتعلق بالدولة المضيفة، والتنسيق مع السفارة ومع الجهات المعنية، وهنالك تعاون جيد ومثمر وعلاقات جيدة مع السعوديين، وهنالك دور ثقافي يتعلق بإبراز ثقافة المملكة واستقطاب الكفاءات الماليزية إلى المملكة، بالتنسيق ما بين الجامعات، وهنالك مشروع لتعريف الماليزيين بالنهضة التنموية في المملكة، من خلال الصور الفوتوغرافية، وستكون الدعوة إلى جميع المصورين المحترفين في المملكة لتوثيق النهضة العمرانية، وغيرها من جوانب التنمية الأخرى، ونجري حالياً مسابقة، وهنالك محكمين، ونحاول الخروج بمائة عمل لإقامة معارض في الجامعات والمدن؛ لتعريف الماليزيين والسيّاح، لاسيما أن هنالك 26 ألف سائح يقدم إلى ماليزيا سنوياً. • كم يبلغ عدد المبتعثين حالياً؟ وكم نسبة الدراسين ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي؟ – هنالك حوالى ألف و100، ومنهم ما نسبته 80 % من ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين، ويدرسون في تخصصات مختلفة، تمثل التقنية والهندسة النسبة الأعظم، وبعضها في تخصصات الإدارة والتسويق والطب. • ما أكبر العوائق التي تواجه الطلبة السعوديين في ماليزيا لحظة وصولهم لماليزيا؟ – أكبر مشكلة في ماليزيا هي قيادة السيارات في الجهة اليمنى، وتسبب لنا مشكلات حقيقة وفقاً لقوانين البلاد، وتحدث جراءها حوادث بسيطة وحوادث سير، وأنا شخصياً مكثتُ شهراً حتى تأقلمتُ، رغم أن هنالك بعض موظفي السفارات يسيرون وفق سيارات قدموا بها من بلدانهم، وتمثل جهة القيادة إزعاجاً، ولابد من التقيد بنظام البلد، وهم متساهلين في البداية ومرنون، ولا توجد لديهم إشكاليات أخرى، ولكن تبقى إشكالية أمام المبتعثين من خلال القيادة في الشوارع، ووقوع حوادث. • كم نسبة النجاح في برامج الابتعاث؟ وكم حالات الفشل التي سجلت؟ – العام الماضي احتفلنا ب160 خريجاً وخريجة في جميع برامج الابتعاث، وهنالك نسبة فشل قليلة، ولكنها لا تتجاوز 3 % من إجمالي النجاح، ونحن حريصون على تكريم الخريجين كافة. • ما أكبر أسباب الفشل الدراسي والتعثر لدى الطلاب؟ – الأسباب الأكبر تعود للناحية الدراسية، وهنالك إنذارات توجه للطالب، وعددها ثلاثة إنذارات، وبعدها تتخذ الإجراءات، وخلال الإنذارات نتواصل بالطلبة المخفقين، ولدينا قائمة بأعدادهم، فندرس وضع الطالب، ونقدم له المساعدة. • ماذا عن الجانب النفسي للطلاب؟ هل استعنتم بعيادات أو استشاريين في هذا المجال؟ – نعم، نحيل بعض الطلاب للعيادات النفسية المتخصصة، وهم من المتعثرون دراسيا، أما فيما يخص الأمور الاجتماعية، فلدينا القدرة على حل مشكلاتهم، وكذلك الأمور المادية و الصحية. • هل هنالك قضايا أمنيّة سجلت على بعض المبتعثين، وتم إخطاركم أو تدخلتم بشأنها؟ – عندنا قضية واحدة فقط؛ بسبب جهل أحد الطلاب بنظام السكن، حيث يمنع الطالب المبتعث من الدخول للسكن بعد الحادية عشرة، وأصرّ على دخول السكن، وحدثت بينه وبين حارس الأمن مشادّ،ة وأحيلت للمحكمة، وتم إبلاغنا بها. • كم جامعة ومعهد يدرس فيها الطلبة السعوديون في ماليزيا؟ – هنالك 11 جامعة معتمدة من برامج الابتعاث كافة، وهنالك عشرة معاهد أخرى متعدده، والمبتعث يحصل على اللغة الإنجليزية، وعلى الدراسة في البكالوريوس والماجستير والدكتوراة. • ما الاتفاقيات التي جرت بين وزارتي التعليم العالي في البلدين حول تبادل الخبرات؟ – هنالك مذكرات تفاهم يتم من خلالها تبادل عمل أعضاء هيئة التدريس والخبرات، وكذلك تبادل الزيارات الطلابية. • ماذا عن الكشف عن حالات تزوير لأساتذة جامعات أو خبراء كانوا قادمين للعمل في المملكة؟ – يتم التنسيق مباشرة ما بين الجامعة والأستاذ، ونقوم بتوفير متطلبات عضو هيئة التدريس من التذاكر، وإبرام العقود وخلافها، وتتم عن طريق الجامعة مباشرة، ونحن بدورنا نتأكد من شهادات طالب العمل في المملكة، ونخضعها للتدقيق، ونتأكد من مصدرها وتختميها من وزارة التعليم العالي الماليزية، ثم نوافق عليها، وهنالك حالة تم الكشف عنها قبل أسبوع، بعد قيام أستاذة جامعية بتزوير خطاب خبرة للعمل في الجامعة، وعدنا إلى الموظف الموقع على الخطاب، وأثبت أن توقيعه مزور، وأنه لم يعرف الشخص، وتم رفع الخطاب والأوراق إلى الجامعة التي كانت تنوي التعاقد معها. • هل هنالك توجّه لزيادة عدد أعضاء هيئة التدريس الماليزيين في جامعات المملكة؟ وهل طلبتم ذلك؟ – هنالك حاجة، وهنالك متخصصون في الكيمياء والفيزياء والتقنية والهندسة، وهنالك إعلانات من جامعات سعودية تصلنا حول الحاجة إلى أساتذة من ماليزيا، وأحياناً لا يوجد العدد، ولكننا نوجه الإعلان إلى الجامعات الماليزية. • ماذا عن العوائق والمعاناة فيما يتعلق بوجود محارم مع المبتعثات؟ وهل رصدتم حالات مخالفة؟ – هنالك معاناة، وبعض أولياء الأمور قد يترك ابنته لشهر أو أكثر لبعض الظروف، ونحن نقدرها ونتجاوب معه إذا كانت فترة قصيرة، ولظرف واضح وشرعي، وإذا زادت المدة يوجه ويطالب ولي الأمر بأهمية وضرورة رجوعه للمكوث مع ابنته أو أخته أو زوجته؛ لأهمية الأمر من عدة جوانب، وتم تسجيل حالات، ولكنها لم تصل إلى درجة إنهاء بعثة؛ لأن الأمر عولج، فإذا كان ذهاب المحرم لظرف معين، فإن الوضع يتم حله. • ما الخطة الموضوعة من قبلكم لمتابعة الطلاب وسكنهم ورصد مشكلاتهم وتتبع مسيرتهم الدراسية؟ – هنالك قاعدة بيانات لجميع الطلاب والطالبات في برامج الابتعاث، موضح فيها تفاصيل وعناوين وبيانات سكنه ودراسته ومستواه وخلافها، ولا يأتي الطالب إلينا في الملحقية نهائياً إلا من أراد أن يأتي من جراء نفسه؛ فالبرنامج التقني يتيح وجود حساب لكل مبتعث أو مبتعثة، فيما يخص أمور الدراسة أو السكن أو المعاملات أو المطالبات أو الرواتب أو أي طلب، ويستطيع الطالب أن يعرف ما جرى على أي معاملة، وهو في مقر سكنه، بالرجوع إلى موقع الملحقية عبر حسابه، وأنا أضع هاتفي الشخصي وحسابي في تويتر والفيس بوك وإيميلي للتواصل مع جميع الطلبة، وأتلقى جميع استفساراتهم على مدار الساعة. • ما مدى رضاكم عن المبتعثين والمبتعثات في ماليزيا؟ وماذا تنصحهم به؟ – المبتعثون والمبتعثات رسموا صورة مميزة للمملكة، من خلال مشاركة فاعلة، وحصولهم على إشادات وجوائز من جامعات ماليزية، وتقديمهم أفكاراً وابتكارات، وتميزهم بالحصول على مراكز متقدمة، ووجدوا كل التكريم. وأنصحهم بمواصلة الجد والاجتهاد وعكس الصورة المميزة عن المبتعثين والمبتعثات، وأن يكونوا أهلاً للمهمة التي تغرّبوا من أجلها، وأن يعودوا حاملين الإنجاز لخدمة بلدهم.