الزائر لمنطقة جازان هذه الأيام يلحظ كثافة عدد المتسولين، حتى أن أحد المواطنين يعتبر انتشارهم بات خطرا المواطنين، في إشارة إلى زيادة العدد. وتعد ظاهرة التسول في منطقة جازان آفة خطرة تستوجب استئصالها لما تشكله من خطر على حياة الناس، إذ تتزايد أعداد المتسولين في معظم المحافظات، وأغلب هؤلاء قدموا عبر الحدود وتضم النساء والرجال والأطفال. ووراء كل متسول حكاية نسجها لكسب العطف بعضهم يحمل أوراقا وآخرون يبتكرون عاهات مصطنعة يتم عرضها في الشوارع والطرقات. متسول قال إن اسمه علي السعدي، اعترف أنه «تسلل» عبر المناطق الوعرة مع مجموعة من معارفه، إذ ينقسمون إلى مجموعات كل مجموعة تتمركز في موقع معين وآخر النهار يجتمعون في مكان خفي لفرز الحصيلة وتقسيمها بالتساوي ويحصل كل واحد منهم في نهاية اليوم على 200 ريال. وعلى تقاطع أحد الشوارع يقف عدد من النساء المتسللات حيث تتخذ كل منهن إشارة خاصة بها لاستعطاف العابرين وتجمع ما يمكن جمعه من نقود من شروق الشمس حتى ساعات متأخرة من الليل. ويقول عمر حكمي إن عدم وجود مكتب مكافحة التسول في المنطقة ضاعف العدد في الشوارع. فيما يلفت جبران معشي إلى أن المواطن يعد المسؤول الأول قبل الجهات الحكومية إذ إنه لو لم يتفاعل مع مثل هذه المظاهر من التسول لما رأيت متسولا واحدا في الشوارع. وانتقد عدد من المواطنين قيام بعض المتسولين بالتسول في المساجد عقب انتهاء أداء الصلاة حيث يقف أحدهم حاملا طفلا في يده ومعه اسطوانة أوكسجين، ليبين أن الطفل الذي يحمله يعاني من مرض خطير وبحاجة إلى إجراء عملية باهظة الثمن، فيروي قصصا مأساوية لينال استعطاف المصلين. إلى ذلك كشفت إحصائيات التسلل عبر الحدود الجنوبية، أن أعداد المتسللين تصل إلى 3 آلاف يوميا، يمارس 50 في المائة منهم التسول بمجرد وصولهم إلى قرى المنطقة، بينما يصل عدد المقبوض عليهم في المنفذ الحدودي ما يقارب 80 ألفا شهريا. من جانبها أكدت امارة منطقة جازان مجدداً اهتمامها ومتابعتها لظاهرة التسول باعتبارها آفة اجتماعية خطيرة وسلوكيات سلبية تتطلب تضافر جهود الجميع لمحاصرتها والقضاء عليها حفاظاً على الوجه الحضاري لبلادنا الغالية. وأوضح الوكيل المساعد للتطوير والتقنية والمتحدث الرسمي للإمارة علي بن موسى زعله أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز اطلع مؤخراً على بعض التقارير الصحفية التي ترصد استمرار وتزايد حالات التسول وظهور جماعات عائلية تضم نساء وأطفالا تجوب قرى المنطقة لهذا الغرض، حيث أصدر سموه تعليماته العاجلة لوكالة الامارة للشؤون الأمنية بسرعة التنسيق مع محافظي المحافظات ومديري الجهات الأمنية المختصة وإبلاغهم بضرورة مضاعفة التواجد الميداني وتكثيف الحملات على المواقع التي يتردد عليها المتسولون في المراكز التجارية والأسواق الشعبية وأمام اشارات المرور وأجهزة الصرف الآلي، واتخاذ الاجراءات النظامية حيالهم وتطبيق التعليمات بحق المخالفين ورفع تقارير دورية لسموه بما تم اتباعه من خطوات لمكافحة التسول وما أسفرت عنه من نتائج.