قليلون يعرفون أن «الكاميرا» التي يستخدمها الملايين، ويرددون اسمها في العالم كل يوم، اشتقت اسمها من كلمة «القمرة» العربية، لأن عالما عربيا ولد قبل 10 قرون في العراق، استخدمها كثقب في غرفة مظلمة أجرى فيها أبحاثه عن الضوء والبصر، فتذكرته «اليونيسكو» بمناسبة افتتاحها «السنة الدولية للضوء وتكنولوجيا البصريات» المنعقدة مؤخرا، وقامت بتكريمه كما يستحق. ابن الهيثم، الممهور رسمه على العملة الورقية في العراق، واسمه أطلقوه على كويكب في الفضاء اكتشفه عالم الفلك السويسري ستيفانو سبوزيتي قبل 16 سنة، وسماه العلماء 59239 Alhazen تقديرا لما قدمه من ابتكارات، هو الحسن أبو علي بن الحسن بن الهيثم، المولود في البصرة عام 354 هجرية، المصادف للعام 965 ميلادية، والذي برع في علم البصريات وعبّد الطريق لاختراع «الكاميرا» باستخدامه «قمرة» في غرفة سوداء، ليجري فيها أبحاثه عن الضوء والبصر والنظر فأفاد البشر. يكتبون عن ابن الهيثم أنه كان عازفا عن اللهو، مقبلا على القراءة والاطلاع وكثير التساؤل، ولأن خطه كان جميلا، فقد بدأ العمل باكرا بنسخ الكتب للآخرين، أما في شبابه، فقرأت فكان يمشي على طريق العلماء، وسافر يطلب العلم في بغداد وسوريا ومصر، فدرس الطب في عاصمة العراق، واجتاز بنجاح قل نظيره امتحانا مقررا لكل من يريد مزاولة المهنة، فمارسها متخصصا بأمراض العيون.