تحتفل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" هذا العام بأعمال العالم العربي ابن الهيثم الذي يعد منارة من منارات التنوير في العصر العباسي وقد أطلقت المنظمة حملة للاحتفاء به تحت عنوان "عالم ابن الهيثم". وابن الهيثم هو أبو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم عالم موسوعي قدم جهودا كبيرة في علوم شتى كالرياضيات والبصريات والفيزياء، وُلد في البصرة سنة 354ه/965م حيث بدأ طلب العلم، في البصرة، وتنقل بين العديد من الكتب الدينية والعلمية، ثم رحل إلى مصر حيث عاش معظم حياته فيها قبل أن يسافر بعد ذلك إلى الأندلس. عُرف في الغرب باسم Alhazen "الهَزَن" وهي لكنة لاسم "الحسن" ، ولقّبوه ببطليموس الثاني باللاتينية، وبالفيزيائي في أوروبا بالقرون الوسطى وتكريمًا لاسمه، أُطلق على إحدى الفجوات البركانية على سطح القمر، وفي عام 1999م أُطلق اسمه على أحد الكويكبات المكتشفة حديثًا، أما في باكستان فقد تم تكريمه بإطلاق اسمه على كرسي طب العيون في جامعة آغاخان. إنجازاته اكتشف ابن الهيثم ظاهرة انكسار الضوء أي انحراف الصورة عن مكانها في حال مرور الأشعة الضوئية من وسط معين إلى وسط غير متجانس معه. كما أن الانعطاف يكون معدوماً إذا مرت الأشعة الضوئية وفقاً لزاوية قائمة من وسط إلى وسط آخر غير متجانس معه. في جانب آخر ترك ابن الهيثم بحوثاً فيما يتعلق بتكبير العدسات، ممهدا السبيل لاستعمال العدسات المتنوعة في معالجة عيوب العين. وكان بذلك أول من قدم وصفاً دقيقاً لأجزاء العين وأعطى تفسيراً للكيفية التي ترى بها. وكانت الآراء قبله ولاسيما مايراه بطليموس يتلخص في أن الرؤية تتم بواسطة أشعة تنبعث من العين إلى الجسم المرئي، وقد تبنى العلماء اللاحقون هذه النظرية. لكن ابن الهيثم نسف هذه النظرية في كتابه المناظر، حين توصل إلى أن الرؤية تتم بواسطة الأشعة التي تنبعث من الجسم المرئي باتجاه عين المبصر وليس العكس، فبعد سلسلة من اختبارات أجراها ابن الهيثم تكشّف له أن الشعاع الضوئي ينتشر في خط مستقيم ضمن وسط متجانس. كما واصل ابن الهيثم جهوده حد اكتشاف وهم بصري مرده أن المبصر، إذا ما أراد أن يقارن بين بعد جسمين عنه أحدهما غير متصل ببصره بواسطة جسم مرئي، فقد يبدو له وهماً أن الأقرب هو الأبعد، والأبعد هو الأقرب. كذلك قدم تفسيراً علمياً لعملية الرؤية من خلال المنظار وأعطى بذلك شرحاً صحيحاً لسبب ازدياد حجم القمر والشمس عندما يقتربان من الأفق. ويعد بذلك أول من استخدم الحجرة المظلمة لمراقبة التغيرات في الرؤية. فهو بفضل عمله المكثف هذا وأبحاثه يحمله التاريخ كأب حقيقي لعلم البصريات. مؤلفاته: تعددت مؤلفات ابن الهيثم لتشمل مختلف أغراض العلوم. وأهمها: كتاب المناظر، كتاب الجامع في أصول الحساب، كتاب في حساب المعاملات، كتاب شرح أصول إقليدس في الهندسة والعدد،كتاب في تحليل المسائل الهندسية، كتاب في الأشكال الهلالية، مقالة في التحليل والتركيب، مقالة في بركار الدوائر العظام، مقالة في خواص المثلث من جهة العمود، مقالة في الضوء، مقالة في المرايا المحرقة بالقطوع، مقالة في المرايا المحرقة بالدوائر، مقالة في الكرة المحرقة، مقالة في كيفية الظلال، مقالة في الحساب الهندي، مسألة في المساحة، مسألة في الكرة، كتاب في الهالة وقوس قزح، كتاب صورة الكسوف، اختلاف مناظر القمر، رؤية الكواكب ومنظر القمر، سمْت القبلة بالحساب، ارتفاعات الكواكب، كتاب في هيئة العالم. ويرى البعض أن ابن الهيثم ترك مؤلفات في الإلهيات والطب والفلسفة وغيرها. هذا هو ابن الهيثم.. بحث في الضوء ليحفظه التاريخ لنا شمسًا في كل العصور.