قدّم معرض عالم من الضوء، المقام ضمن برنامج أرامكو السعودية للإثراء المعرفي بالظهران، جملة من البراهين التجريبية المؤكدة للنظريات الفيزيائية والبصرية والضوئية متجاوزا بذلك الأبعاد الفلسفية في علم الفيزياء، ليجد الزائرون الذين فاق عددهم 100 ألف زائر للمعرض بمختلف أعمارهم أنفسهم أمام حقائق علمية، أبدع في تأكيدها العالم العربي المسلم الحسن بن الهيثم كأول عالِم يدخل البرهان التجريبي كشرط في قبول النظريات. وكانت منهجية التجريب العلمي التي تربط طلاب وطالبات المدارس خاصة بمناهجهم التعليمية ماثلة في هذا المعرض، الذي تم تطويره كمشروع مشترك بين المؤسسة العالمية "ألف اختراع واختراع" ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي. ووفقا لمشرفة المعرض هالة الناصر فإن هذه المنهجية تبدأ بعرض فيلم وثائقي اكتملت فيه عناصر العمل الفني في مشهد يستمر لعشر دقائق تقريبا، يحكي قصة هذا العالم العربي المولود بالبصرة والمنتقل إلى مصر بدعوة حاكمها؛ للتخفيف من أضرار فيضانات نهر النيل إلى جانب عرض مغامراته العلمية وبداياته المرحلية في علم الضوء وكيف توصل إلى تطبيق هذه النظريات التي هي مادة يتدرب عليها طلاب اليوم في مدارسهم وسبيل لمكتشفات نراها اليوم في أنماط متنوعة وتستخدم بشكل مباشر في حياتنا ككاميرا التصوير وغيرها. تشرح الأجنحة التي يحويها المعرض بالأسلوب البسيط، طبيعة الضوء وفيزيولوجيا الإبصار وآليته وبنية العين وتشريحها والانكسار والانعكاس في الضوء، إلى جانب اشكال المرايا ودرس العدساتوتشرح الأجنحة التي يحويها المعرض بالأسلوب البسيط، طبيعة الضوء وفيزيولوجيا الإبصار وآليته وبنية العين وتشريحها والانكسار والانعكاس في الضوء، إلى جانب اشكال المرايا ودرس العدسات بتجريب المرايا المختلفة المسطحة والدائرية وذات القطع المكافئ والأسطوانية والمقعرة والمحدبة جميعها حاضر للتطبيق في هذا المعرض، إلى جانب التفصيل في رؤية العين التي تعتمد على نظام انكسار ضوئي الذي طبق فيها هندسة الانكسار عليها وكذلك دراسة اكتشاف ظاهرة الانكسار الجوي وإدخال الحسابات الرياضية بكثافة لدراسة الظواهر الضوئية. مقدمو المعلومات الثرية عن هذا العالِم ونظرياته العلمية، جميعهم أجابوا على تساؤلات الجمهور عن علم البصريات، حيث يقول عماد عريّض إن مقدار المعلومات التي تقدم في أجنحة المعرض تستقي التفسير العلمي عن علم الضوء والذي أكده ابن الهيثم وأجرى عليه تجارب دقيقة جدا قبل ألف سنة، مكنتّه من تقديم تفسير علمي يقول إن الإبصار يتم بانعكاس الضوء على الأشياء ومن ثم بدخوله إلى العين، وبهذا كان أول من رفض نظرية الإغريق في جملتها التي تقر بأن الرؤية تتم عن طريق أشعة تخرج من العينين وتقع على الأشياء لنراها. وأضاف "حتى نوصل الفكرة الصحيحة لذهنية الزائرين نأخذهم إلى الحجرة المظلمة (القمرة) المصممة لتأكيد نظرية ابن الهيثم في قالب انطباعي فني يجسد حجرته المظلمة ونشرح لهم كيف توصل هذا العالم بملاحظاته الدقيقة إلى صدق ذلك الزعم، حيث كان ذات يوم في حجرة فلاحظ أن النور يدخل من ثقب صغير في مصراع النافذة ويقع على الجدار المقابل على شكل نصف قمر عند كسوف الشمس، معتبرا أن صورة الشمس وقت الكسوف تبين، ما لم يكن الكسوف كليا، وأنه عندما يمر ضوؤها عبر ثقب صغير مدور ويقع على سطح مقابل للثقب فإنه يتخذ شكلا مخروطيا كالمنجل القمري وبهذا نوضح للجمهور بأنه بفضل هذه التجارب أن الضوء يسير في خط مستقيم، وعندما تنعكس الأشعة من سطح ساطع وتمر عبر ثقب صغير ولا تتبعثر، يعاد تشكيله بهيئة صورة مقلوبة على سطح أبيض مسطح مواز للثقب، ثم الاستنتاج والإقناع بأن الصورة تكون أوضح كلما كان الثقب أصغر، وزاد بأن من أهداف المعرض التفاعل المباشر مع هذه النظريات.