رغم احتوائها على ثلاث جامعات موصى بها ويدرس فيها قرابة 800 مبتعث ومبتعثة إلا أن مدينة «ديترويت» في الولاياتالمتحدةالأمريكية تربعت على قائمة أخطر المدن الأمريكية للعام الثاني على التوالي وفقاً للبيانات الصادرة من مكتب التحقيقات الفيدرالي مؤخراً. 45 جريمة قتل لكل 100 ألف نسمة جعلت «ديترويت» تقتحم قائمة أخطر مدن العالم لتحل في المرتبة ال 24، وهو ما يدق ناقوس الخطر المحدق بالمبتعثين في هذه المدينة التي تضم جامعات «وين ستيت» و«هنري فورد» و«لورنس تك». وفي هذا الإطار قال عبدالرحمن باجمال «مبتعث في تخصص إدارة الأعمال بجامعة لورنس تيك» وعضو نادي الطلاب السعوديين بنفس الجامعة والتي تقع بإحدى ضواحي ديترويت، إن مكمن الخطر والجرائم تقع غالبا في وسط المدينة بشكل أكبر من الضواحي، ولكن يبقى الخطر قائماً خاصة عند الخروج من السكن في فترات متأخرة من الليل وهو ما يعزز فرص الوقوع كضحية لجرائم العنف المنتشرة في هذه المدينة بشكل ملموس يومياً. وشدد على أهمية السكن والإقامة في محيط الجامعات، حيث ينتشر فيها أفراد الأمن بكثافة لحماية الطلاب من الظروف المحيطة بوسط المدينة، مشيراً إلى أن الجامعات وأندية الطلاب السعوديين في جامعات مدينة ديترويت تقدم باستمرار منشورات ونصائح للطلاب حول إرشادات الأمن والسلامة في المدينة، وأفضل أماكن السكن والتجول الآمنة في المدينة، مفيداً بأن الالتزام بهذه التعليمات والنصائح يساهم بشكل فعال في ضمان عدم تعرض الطالب المبتعث لأي ضرر. كما روى محمد باشيخ تجربة إقامته في مدينة ديترويت لأكثر من عام أثتاء دراسة اللغة الإنجليزية في جامعة «وين ستيت» قبل ثلاثة أعوام، مشيراً إلى أن فترة الدراسة كانت محفوفة بالمخاطر ودفعته للانتقال إلى ولاية أخرى. وقال اعتدت سماع دوي إطلاق النار عدة مرات في اليوم، ما دفعني وزملائي المبتعثين إلى قضاء عطلة نهاية الأسبوع في مناطق بعيدة عن المدينة لضمان سلامتنا. وذكر أن أكثر مايميز «ديترويت» هو وجود حي كبير للجاليات العربية ما ساهم في تقبل مجتمع المدينة لوجودهم كغرباء، بعد أن أصبح هناك وعي كبير بثقافة العرب والمسلمين، إلا هذا الأمر لا يعفي من واقع المدينة المدجج بجرائم العنف في جميع أركانها. من جهته وصف رئيس النادي السعودي في جامعة «وين ستيت» طارق العفيف، منطقة وسط ديترويت التي تقع فيها الجامعة بالخطرة جداً وتختلف طبيعة ونمط الحياة فيها عن الكثير من المدن الأمريكية بسبب انتشار الجريمة والفقر والبطالة والتشرد بمعدلات قياسية، ولذلك يقوم نادي الطلاب السعوديون في الجامعة بتقديم دورات إرشادية ومحاضرات دورية تقدم فيها نصائح أساسية لتجنب هذه المخاطر. وحذر المبتعثين من السكن في وسط ديترويت أو حمل مبالغ مالية كبيرة أثناء التجول داخل المدينة وعدم الخروج في أوقات متأخرة في منطقة وسط المدينة (Downtown). وحول تعرض المبتعثين لأي حالة تعد أو سرقة في المدينة.. أكد العفيف عدم تعرض أي من المبتعثين لأي أذى، مشيراً إلى تعرض شقة اثنين من الطلاب للسرقة أثناء تواجدهم خارج مقر السكن ولأنهما أقاما في منطقة وسط المدينة التي حذرنا الطلاب من السكن فيها. وقال يعتبر السكن في منطقة الحرم الجامعي آمن جدا. يشار إلى أن آخر التقارير الإحصائية عن معدلات الجريمة في مدينة ديترويت «ذكرت أن معدل جرائم العنف بلغ 2027 حالة لكل 100 ألف مواطن، وجاءت جرائم السرقات في المقدمة بأكثر من 14 ألفا و603 حالات تليها عمليات السطو التي بلغ عددها 10 آلاف و725 عملية، ثم سرقة السيارات والتي بلغت 10 آلاف 564 مركبة، كما سجلت قرابة ألفي عملية سرقة بالإكراه، فيما بلغ عدد الاعتداءات الجنسية 322 حالة، و315 جريمة قتل. وتشير التقارير إلى أن الجريمة والعنف في ديترويت ارتفعت عقب إفلاسها العام الماضي بسبب ارتفاع نسبة البطالة والفقر وإغلاق العديد من مصانع السيارات التي اشتهرت بها المدينة، حيث بلغة نسبة البطالة 14.9 % فيما يعيش 38.1 % من سكانها تحت خط الفقر. الابتعاث مستمر لأخطر مدن أمريكا وفي هذا الصدد تواصلت «عكاظ» مع الملحق الثقافي في واشنطن الدكتور محمد العيسى حول خطورة الإقامة في ديترويت والمناطق المشابهة، والذي قال رغم خطورة منطقة وسط مدينة ديترويت إلا أن الملحقية لم تتلقى أية شكاوى أو بلاغات عن تعرض أي مبتعث للضرر، مشيرا إلى أن غالبية الطلاب يسكنون خارج نطاق وسط المدينة وهي مناطق آمنة، مستشهداً بمدينة «آن اربر» التي تبعد مسافة ربع ساعة عن ديترويت وتصنف ضمن أكثر المدن أماناً في الولاياتالمتحدة. وأضاف بأن الملحقية تواصلت مع جامعات «وين ستيت» و«لورنس تك» وأكدت إداراتها على ضمان أعلى درجات الأمان داخل محيط الحرم الجامعي، كونها جامعات عريقة ولا نية لدى الملحقية لطرح فكرة سحب توصية الدراسة بها من قوائم التعليم العالي. ولكن بالرغم من هذه الضمانات أكد الدكتور العيسى أن الملحقية لن تتأخر عن نقل أي مبتعث من هذه المدينة لدواع أمنية في حال تقدم بأي طلب في هذا الخصوص، مشيراً إلى أن الخطر الدائم يكمن في التواجد في الأماكن المشبوهة والخروج في أوقات متأخرة من الليل إلى تلك الأماكن هو ما قد يعرض الطالب لعواقب وخيمة.