** يوجد في الولاياتالمتحدة قرابة ثمانين ألف مبتعث بين طلاب ومحارم وأبناء مرافقين للمبتعثين وغالبيتهم العظمى سواء كانوا أزواجا أو إخوانا أو أقارب يدرسون إلى جانب من يرافقهم حيث الفرصة متاحة لهم ضمن منحة الابتعاث وخصوصا بعثات خادم الحرمين الشريفين التي وصلت حتى اليوم إلى تسع دفعات في بادرة غير مسبوقة تحمل في أهدافها تصورا لمستقبل جميل ينتظر بلادنا وهي تحتضن أبناءها المؤهلين في شتى فروع المعرفة والعلم والذين سيسهمون في التقدم والنمو الذي نعيشه. ورعاية هذه الآلاف من المبتعثين مسؤولية كبيرة خصوصا في بلاد كالولاياتالمتحدة الممتلئة بالجامعات والمعاهد والكليات الغث منها والسمين.. فهناك مثلا جامعات الدكاكين والشقق التي تمنح الشهادات لمجرد التسجيل في موقعها وهناك جامعات تصدرت كل التصنيفات العالمية في التعليم والتأهيل، فهناك سبع جامعات أمريكية وثلاث بريطانية ضمن أقوى عشر جامعات في العالم. تلك مقدمة قادتني إلى تصور حجم العمل والمسؤولية التي تواجهها الملحقيات التعليمية وأخص هنا ملحقيتنا في «أمريكا» والتي عليها العبء الأكبر نتيجة أعداد المبتعثين الذين يكونون حقيقة أي جامعة كبيرة يفوق أعداد طلابها عشرات الآلاف.. العمل كبير جدا ويحتاج إلى تنسيق متقن وتوزيع مقنن للطلاب والطالبات على الولايات الخمسين وما تحتويه مدنها من جامعات وكليات تصل إلى العشر أحيانا في مدينة واحدة.. والتوزيع في حد ذاته جعل وزارة التعليم العالي ممثلة في ملحقية أمريكا توقف اعتماد بعض الجامعات وبعض المدن بسبب «التكدس» فولاية مثل «فلوريدا» تشبعت بالمبتعثين السعوديين.. وسوف تليها ولايات أخرى تستهوي الطلاب مثل «كاليفورنيا». و «كلورادو» و «ماساشوستيس». ما أود قوله في هذا الصدد أن هناك جامعات قوية ومشهورة وعريقة في تلك الولايات ومنها مثلا «هارفارد» و «ستانفورد» وجامعة وسط فلوريدا وجامعة ميتشجين فلماذا نوقف الالتحاق بها لمجرد أن مدينة مثل «بوسطن» فيها ثلاث جامعات ومنها «هارفارد» و «إم آي تي» وبوسطن مليئة بالعرب أولا وبالسعوديين ثانيا. وهناك مدن في ولايات أخرى تصنف كأخطر مدن أمريكا ومنها على سبيل المثال مدينة ديترويت في ميتشجين و «كامدن» في ولاية نيوجرسي ومدينة «ايست سان لويس» في ولاية الينوي. ويقابلها مدن تعتبر الأكثر أمنا ومنها «اريفاين» في ولاية كاليفورنيا. فهل توافق الملحقية على إرسال أبنائنا وبناتنا إلى مدن خطيرة لأنها غير مشبعة بالسعوديين ونحجم عن إرسالهم إلى مدن آمنة بحجة تشبعها.. لربما يكون هذا المعيار هو الأهم في توزيع طلابنا وطالباتنا.. لكنه معيار لا يعترف بالتوجه نحو إيقاف الالتحاق بولايات ومدن أمريكا «المتشبعة».. سؤال أعتقد أنه يستحق الإجابة من ملحقيتنا.