واجهت «عكاظ» الملحق الثقافي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، الدكتور محمد العيسى بجملة من الشكاوى والملاحظات التي يبديها الطلاب على مستوى الخدمات التي تقدمها الملحقية، من واقع التجاوب مع طلباتهم واتصالاتهم، واهتزاز ثقتهم بتفاعل الملحقية حيث صاروا يلجأون إلى السلطات المحلية الأمريكية عند تعرضهم لحدث طارئ، وفيما قال العيسى إن عدد المبتعثين يفوق 92 ألفا.. كان السؤال «وهل أدوات الملحقية قادرة على التجاوب مع هؤلاء ال92 ألفا؟».. وإلى تفاصيل المواجهة: الدراسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية تشهد إقبالا كبيرا من المبتعثين لوجود كبريات الجامعات العالمية؛ كيف ترون حضور المبتعثين والمبتعثات العلمي ومنافستهم على تحقيق أعلى المراكز بين طلاب الجامعات؟ من المعروف أن الجامعات الأمريكية تعتبر من أرقى جامعات العالم من حيث المستوى العلمي ومستوى التدريس بها؛ ولذلك فإنها تعتبر مقصدا لطلاب وطالبات المملكة الذين وصل عددهم الى أكثر من 92 ألف مبتعث ومبتعثة في مختلف المراحل الدراسية، بدءا من البكالوريس فالماجستير والدكتوراه، إلى جانب دراسات إضافية متخصصة في مجالات علمية رفيعة، لاكتساب تجارب عملية تفيدهم عند العودة للوطن، ونلمس من خلال متابعتنا لطلابنا وطالبتنا تفوقهم المستمر في دراستهم وتخصصاتهم، وتحتفل الملحقية بتخرج دفعات كبيرة منهم عاما بعد عام. وما الأدوات التي تملكها الملحقية لنقول إنها قادرة على التواصل مع 92 ألف طالب، سيما وسط الملاحظات التي يبدونها مع ضعف مستوى التجاوب معهم.. فما تعليقكم؟ مع هذا العدد الكبير من المبتعثين والمبتعثات الذين يدرسون في مئات الجامعات الأمريكية في مختلف مدنها وولاياتها؛ فإن تواصل الملحقية الثقافية معهم يتخذ أشكالا متعددة؛ فبجانب مواقع التواصل الاجتماعي والموقع الالكتروني الخاص بالملحقية ومطبوعات الملحقية كمجلة المبتعث، إضافة إلى أننا أضفنا مؤخرا التواصل من خلال (video conference) حيث يمكن الطلاب من التواصل عبر الانترنت بالصوت والصورة، حيث يجتمع الطلاب في القاعة الرئيسية في جامعتهم مع مسؤولي الجامعة ومن مقر المحلقية يتواجد معنا مدير الإقليم ومشرفو الإقليم للاطلاع على جميع مشاكلهم وحلها مباشرة. وفي هذا الصدد لا بد من الإشارة إلى الدور المهم لأندية الطلاب السعوديين التي وصل عددها إلى ما يقارب 250 ناديا في الجامعات الأمريكية، ويشمل التواصل الاجتماعات الدورية لرؤساء الهيئات الإدارية للأندية، من خلال مجلس إدارت الأندية الذي يرأسه معالي سفير خادم الحرمين الشريفين عادل بن أحمد الجبير. ولكن ما يدلل على عدم ثقة بعض المبتعثين بتجاوب الملحقية مع قضاياهم؛ أنهم يتواصلون مع الجهات الأمريكية مباشرة عند تعرضهم لأية مشكلة، والملحقية لا تعلم عن ذلك في بادئ الأمر.. فما ردكم؟ الملحقية الثقافية تتواصل دائما مع الطلاب المبتعثين؛ وفور علمنا بوجود أي مشكلات أو قضايا أمنية يتعرض لها أحد طلابنا؛ فإن الملحقية تتواصل معه مباشرة ومع الجهة الأمنية المسؤولة للتعرف على أسباب المشكلة، وكذلك التواصل مع السفارة السعودية أو القنصليات العامة لتقديم المساعدة اللازمة لمن يتعرض لأي مشكلة أو قضية من أي نوع. دائما ما يتعرض الطلاب لعمليات سرقة ونهب نتيجة سكنهم في مناطق غير آمنة.. فهل تمارس الملحقية دورا في تجنيبهم ذلك؟ نعم، تحذر الملحقية الطلاب الجدد من السكن في أماكن غير آمنة، من خلال برامج التوعية التي توجهها لهم؛ وتتولى أندية الطلاب السعوديين مساعدة الطلاب في إيجاد السكن الآمن والمناسب لهم، وفقا للبرنامج التعريفي الموجود على موقع الملحقية. أعلنت وزارة التعليم العالي عن ابتعاث دفعة جديدة إلى الولاياتالمتحدة.. ألا يشكل ذلك تكدسا للطلاب السعوديين في بعض الولايات والجامعات؟ تتخذ الملحقية الثقافية في الأساس عدة تدابير وبرامج لمنع تكدس الطلاب السعوديين في الجامعات، وبحسب الإحصاءات ونتائج متابعاتنا للأعداد المبتعثين في الجامعات، جرى الاتفاق مع وزارة التعليم العالي بإيقاف الابتعاث -مؤقتا- إلى بعض الجامعات، أو إيقاف الابتعاث لمراحل دراسية محددة، أو تخصصات معينة في أي جامعة، للحيلولة دون تكدس الطلاب في الجامعات. هناك طلاب ما زالوا يدرسون على حسابهم الخاص، وفيما كانوا ينتظرون إلحاقهم للبعثة فوجئوا بابتعاث دفعة جديدة دون ضمهم لبرنامج الابتعاث.. فما تعليقكم؟ بالنسبة للطلاب السعوديين الدارسين على حسابهم الخاص فإنه يتم ضمهم لعضوية البعثة التعليمية وفق شروط خاصة، من بينها التفوق الدراسي في مرحلة دراستهم للغة الانجليزية، والحصول على قبول جامعي في التخصصات المناسبة، ويتم ضمهم فور صدور الأمر السامي بضم الدارسين على حسابهم الخاص للبعثة. مع حرص المبتعثين والمبتعثات لحضور المؤتمرات والندوات.. إلا ان النتائج العملية تكاد محدودة.. فهل تلقيتم رغبة هيئات أو منظمات أمريكية للاستفادة من قدرات المبتعثين أو تقديم تجاربهم؟ لتشجيع الطلاب والطالبات على تنمية مهاراتهم العلمية في مجال تخصصاتهم؛ فإن الملحقية تساهم في تكاليف حضورهم للمؤتمرات الندوات العلمية التي تعقدها جهات أمريكية متخصصة في مجالاتها، كما تقدم بعض الشركات والمؤسسات العلمية لطلابنا وطالبتنا منحا للعمل بها لفترات محددة لاكتساب التجارب والمهارات في مجال تخصصاتهم. وما حصيلة ذلك.. وأعني بذلك ما يتعلق ببراءات الاختراع؟ حقق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي؛ خصوصا في الولاياتالمتحدةالأمريكية تفوق كثير من الطلاب وحصول عدد منهم على براءات اختراع لمخترعات علمية قبلتها وسجلتها الجهات الأمريكية المعنية بذلك، وتم بالفعل تسجيلها بأسماء طلاب سعوديين.