في محاكمة الإخوان الأخيرة لجرائمهم المتعددة بحق مصر وأهلها، ظهر مدى وحشية هذه الجماعة وتعطشها لسفك الدماء وزهق الأرواح وحب المؤامرات، لم تمنعهم مصريتهم ووطنيتهم التي ينفرد بها المصريون ويحسدهم عليها الآخرون من العبث بأمن وطنهم واستباحته دون أن تطرف لهم عين أو يرف لهم جفن؛ لذا فإن من حق الشعوب الأخرى أن تدافع عن وجودها وتحافظ على أمنها وتتوجس خيفة تترقب من هذه الجماعة الإرهابية وغدرها وأعمالها التي أسست للقتل متبنية فكر الخوارج مطالبة بالخروج على الحكام لإشباع نهمهم للاستيلاء على السلطة، فتاريخهم ارتبط بالعنف والدم أنهكوا جسد الأمة وما زالوا حتى اللحظة يتحينون الفرصة لينقلبوا على الجميع. في العام 1960م، في مقابلة إذاعية يؤكد فاروق المنشاوي أحد وجوه الإخوان التي تبنت العمل المسلح عن رأيه في المجتمع المصري، فأجاب لو أن عمر بن الخطاب معنا الآن فلن يستطيع أن يفعل شيئا، في دلالة على أن لا أمل في الإسلام إلا بالجهاد العسكري المسلح، وقد وضح هذا الفكر في قضية الفنية العسكرية وضلوع الإخوان فيها وما تفرع منها من عمل سري فرخ للإرهاب بكل أشكاله وأسس له، لقد وضع الإخوان منهجا ثقافيا يرتكز على فكر القطبيين سيد ومحمد، وكلاهما ترك إرثا مليئا بالدم والقتل وتكفير الأمة، ليس في مصر وحدها، وإنما في كل الدول التي فروا إليها، فكانت معالم الطريق والمستقبل لهذا الدين وشبهات حول الإسلام وهل نحن مسلمون وجاهلية القرن العشرين هي اللبنة الأولى للإرهاب، والذي بنى داعش والقاعدة والنصرة وجماعات التكفير كان في الأصل إخوانيا، إضافة إلى كتب المنظر الإخواني فتحي يكن، وسعيد حوى الذي اعتبر أن المجتمع المسلم في حالة ردة عن الإسلام. تاريخهم منذ حسن البنا ملطخ بالدم والنار والعمل السري، يقول صالح سرية في منزل الهضيمي مرشد الإخوان آنذاك، وبحضور زينب الغزالي إن هناك أساليب وطرقا للوصول للسلطة وحصرها في ثلاثة أساليب: إما بأسلوب برلماني وديمقراطي، أو أسلوب شعبي، وإما عن طريق الانقلاب والأخير هو الأقرب لمصر، وهذا ما سعوا إليه في مصر منذ بداياتهم حتى أتتهم الفرصة في يناير 2011م عندما اقتحموا السجون وخطفوا وقتلوا الجنود والضباط واستغلوا ثورة الشباب واندسوا وسط الانفلات الأمني وتعدوا على الوزارات والممتلكات العامة والمنشآت الأمنية والأقسام التابعة لها واقتحموا السجون المصرية وأطلقوا الصواريخ وهربوا ما يزيد على 20 ألف سجين، إضافة إلى قتل رجال الأمن وحرق مكاتب الشرطة والاستيلاء على أسلحتهم، وقاموا بتهريب عناصر حزب الله وحماس والجهاد والإخوان المسجونين في قضايا ضد مصر وقتلوا أبناء مصر وأوجدوا فتنة بين الشعب والشرطة ولم يكترثوا لجثث المواطنين المصريين، بل داسوا عليها لتنفيذ أغراضهم وأعمالهم الدنيئة. يقول النائب العام المصري في محاكمته للإخوان إن ألسنتهم عسل وقلوبهم قلوب ذئاب، وأنهم أرادوا إسقاط البلاد مستغلين ضعفها وتآمروا للقضاء على الدولة وخططوا ومكروا وعقدوا اجتماعات ولقاءات خارج مصر وداخلها، والقاسم المشترك بينهم كان الخيانة والهوان، لكن الله كشفهم كشف جماعة تتستر خلف الإسلام. (مؤكدا أنه في زخم الأحداث، تمكنت الشرطة من القبض على المتهمين محمد مرسي والعريان والكتاتنى والحسينى وأبو شعيشع وأيمن حجازى وأحمد عبدالرحمن وماجد الزمر وآخرين، وأدخلوا السجون يوم 29 يناير ولم يعبأ المتهمون بحبسهم وأعلنوا بأن هذه الساعات هي آخر عهدهم بالسجون، مؤكدين لمن أودعهم السجون "لن نبقى في السجون طويلا.. أيام وسنحكم البلاد" . في دلالة على مدى تمكنهم من حياكة المؤامرة ضد مصر وثقتهم في القدرة على التنفيذ) صحيفة الأهرام ديسمبر 2014م. وقد أثبتت تحقيقات النيابة بأن مكالمة مرسى لقناة الجزيرة كشفت عن خيانة الإخوان وأنهم لا ينتمون إلى الوطن، إن المتابع لسنة مرسي حاكما لدولة هي أكبر منه ومن جماعته يرى كيف عفا عن العناصر التكفيرية وعن القتلة والمجرمين والإرهابيين بأوامر من مرشد الجماعة مصدرهم المشهد الاحتفالي السنوي بمناسبة نصر أكتوبر لأول مرة ردا لجميلهم، وقد قالها صراحة البلتاجى إن أحداث العنف في سيناء ستقف حين خروج مرسي من سجنه، مما يدلل على أن ارتكاب جرائم الإرهاب وما حدث في سيناء كان رهن إشارة من الإخوان. وما زالوا حتى اللحظة يستهدفون أمن مصر بقنابلهم ونسف أبراج الكهرباء وتخريب القطارات والمواصلات العامة؛ لذا فإن المصالحة الخليجية وقرارات قمة الدوحة (35) بدعم مصر ووقف دعم الإخوان يؤكد مدى رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في تبنيه الصادق للأزمة المصرية واستشعاره خطر الإخوان، فهم منذ السبعينات الميلادية قد نفثوا سمومهم في مدارسنا وجامعاتنا ومساجدنا وشوارعنا، ونحن ما زلنا في معاناة من صحوتهم ومخيماتهم ومطوياتهم وفكرهم المسيس وبقايا من سخامهم عالقة بنا. متوجا حفظه الله بتعيين الشيخ سليمان أبا الخيل وزيرا للشؤون الإسلامية لتكون قراراته التصحيحية موجهة لإخوان الداخل، فألغى الملتقيات والمحاضرات والبرامج والمخيمات الدعوية وما يبث فيها من فكر ضال اكتوينا بناره، كما حل لجنة البرامج الدعوية، مانعا أحد الدعاة من تقديم محاضراته، واضعا معاليه الإخوان مع داعش والنصرة في خندق واحد للإرهاب مع حزمة إجراءات أخرى تتفق والمرحلة. [email protected]