صنف روبن سبيكيولند في كتابه الناس في نقاشهم وحوارهم وتحديد وجهتهم، سواء في العمل أو الاجتماعات أو لقاءات الأصدقاء والعوائل وحتى في محيط الأسرة الواحدة إلى ثلاثة أنواع: النوع الأول هم المتحمسون ويشكلون حوالي 20 % وهم دائما الموافقون من أول سماعهم بالفكرة أو المبادرة، المتطلعون إلى الحيوية والإبداع، يعشقون الحماس ويعيشونه في جميع شؤون حياتهم، ينعشون محيطهم بالحيوية والنشاط، الجميع يتطلع لهم ويأنس بوجودهم. النوع الثاني من الناس هم المعارضون ويشكلون 20 % وهم دائما مخالفون للجماعة، معارضون لأي أمر، مقاومون للتغيير، معارضون لأية فكرة لمجرد المعارضة حتى قبل معرفتهم هل تناسبهم أم لا، كثيرا ما يتسببون بإفشال الخطط والمشاريع والأفكار أو مقاومتها، وغالبا ما يكونون عائقا في طريق التغيير والتجديد، مجالستهم مملة، أفكارهم سطحية، جبلوا على المعارضة واستفزاز الآخرين، يدعون الإلمام والمعرفة بكل شيء، لا يأنس ولا يستفيد جليسهم. أما النوع الثالث من الناس فهم الجماعيون ويمثلون حوالي 60 % ويشكلون الأغلبية من الناس يحرصون على كسب الناس ورضاهم، يتحملون الكثير من أجل إسعاد الآخرين، مسالمون في طبعهم، يهتمون في تنفيذ ما يطلب منهم بنفس طيبة، الجميع يتقبلهم ويحاول كسب ودهم، ينالون الاحترام الصادق من أغلبية الناس. من الأخطاء الفادحة التي يرتكبها الأغلبية، سواء في العمل أو الحياة الاجتماعية، الاهتمام والتركيز على النوع الثاني (المعارضون) بهدف إقناعهم وكسب ودهم وإهمال النوع الأول والنوع الثالث، وهنا قد يتحول بعض المتحمسين والجماعيين إلى معارضين، وهذا كثيرا ما يحدث في بيئة العمل على وجه الخصوص. سر النجاح في جميع نواحي الحياة بما فيها العمل هو التركيز على المتحمسين والجماعيين وإعطاؤهم الاهتمام الكامل والمحافظة عليهم دائما وأبدا ليكونوا عونا لنا لا عونا علينا، ومن ثم محاولة إرضاء المعارضين قدر المستطاع من غير مبالغة أو تهميش للآخرين. ولقد حدد القرآن الكريم أنواع الناس إلى ثلاثة أصناف: المؤمنون والكافرون والمنافقون، وبين مواصفات وعلامات كل نوع. وقد صنف الماوردي أيضا الناس إلى أربعة أقسام، حيث قال «تنقسم أحوال من دخل في عداد الإخوان إلى أربعة أقسام: (منهم من يعين ويستعين، ومنهم من يعين ولا يستعين، ومنهم من يستعين ولا يعين، ومنهم من لا يعين ولا يستعين)». وقد قيل بأنواع الأصدقاء بأنهم يتميزون بثلاث خصال: الصعوبة في إيجاد الوفي منهم، الصعوبة في فقدهم، والصعوبة في نسيانهم. القاعدة الذهبية للتعامل مع الناس بجميع أنواعها واختلاف فئاتها هي تطبيق قاعدة 20 + 60 لكسب فئة المتحمسين وفئة الجماعيين وعدم إضاعة الوقت لإقناع المعارضين، وهنا نكسب 80 % من الناس. إلى أي فئة تنتمي؟ هل أنت قادر على تغيير نفسك ومن حولك؟ هل أنت مستعد لتطبيق قاعدة 20 + 60؟.