أعلن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رفضه الشديد لما أقدمت عليه مجلة «شارلي إبدو» مجددا من نشر صور مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، داعيا المسلمين إلى تجاهل هذا العبث الكريه. وقال شيخ الأزهر في تصريحات خاصة ل «عكاظ»: «وإذ يستنكر الأزهر الشريف هذا الخيال المريض، فإنه يدعو جميع المسلمين إلى تجاهل هذا العبث الكريه، لأن مقام نبي الرحمة والإنسانية - صلى الله عليه وسلم - أعظم وأسمى من أن تنال منه رسوم منفلتة من كل القيود الأخلاقية والضوابط الحضارية، وأدعو كل عقلاء العالم وأحراره إلى الوقوف ضد كل ما يهدد السلام العالمي». وأكد شيخ الأزهر أن أبلغ رد على الإساءة للإسلام وللرسول صلى الله عليه وسلم هو التجاهل التام لهذه الأعمال المسيئة، لأن الحديث عنها خدمة للقائمين عليها لا يستطيعون تحقيقها بكل ما يمتلكونه من وسائل، مشيرا إلى أننا يجب أن لا ننسى موضوع سلمان رشدي الذي جعل منه الخميني بطلا عالميا حين أهدر دمه، وما الحادث الأخير في باريس ببعيد فمن الآن يجب أن نجهل ونهمل اسم الصحف ووسائل الإعلام وما تقوم به تجاه رسولنا الكريم فلو أهملناها لبقيت هي ومن وما فيها نسيا منسيا. وأشار الطيب إلى أن الأزهر الشريف، أطلق حملة إسلامية مضادة لمواجهة حملات الإساءة للإسلام في الدول الغربية تحمل عنوانا «دعوة للتسامح»، لإظهار سماحة الدين الإسلامي وإظهار حقيقة رسالة الإسلام التي جاء بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة للعالم، وذلك لمواجهة حملات الإساءة من الجهات اليمينية المتطرفة في الغرب من خلال نشر رسوم مسيئة للإسلام وللرسول عليه الصلاة والسلام، داعيا المسلمين في مختلف أنحاء العالم إلى تجاهل إساءات صحيفة «شارلى إبدو» للإسلام وللرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وقال شيخ الأزهر إن الأزهر الشريف بدأ في الإعداد لنشر سلسلة من الكتب العلمية بعدة لغات للتعريف بالقيم الإسلامية التي تدعو لنشر الخير والتسامح والتعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم، والتأكيد على مكانة الرسول عليه الصلاة والسلام وأخلاقه الكريمة التي تدعو للتسامح والعدل والمساواة بين البشر جميعا والرحمة للجميع مسلمين وغير مسلمين. وأضاف الطيب: وكذلك سيتم تكثيف انتشار علماء الأزهر في كافة أنحاء العالم للتأكيد على هذة القيم والرد على كافة الاستفسارات المتعلقة بحقيقة الدين الإسلامي وخاصة في المجتمعات الغربية في المنتديات والمؤتمرات والجامعات، بالإضافة إلى دعم كافة مبادرات التقارب والتفاهم بين المسلمين وغيرهم من خلال الدعوة التي أطلقها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لإنشاء بيت عائلة على المستوى العالمي يجمع الجميع تحت سقف المودة والمحبة والرحمة بين جميع أصحاب الأديان. وشدد على أن هذه الحملة ستعمل على إظهار حقيقة سماحة الإسلام وعظمته وقيمه النبيلة الخالدة التي يسمو بها الزمان والمكان، وتستوعب الآخر وثقافته وتهذب منها وتصلح من شأنه وشأنها حتى لو بقي بعيدا عن دائرة الإسلام من دون التعرض للمتطاولين وأفعالهم، مؤكدا أن هدف المبادرة نابع من الفقه الإسلامي الذي شرع عهود الأمان ومنحها للجميع دون تفرقة مع غير المسلمين، ليختلطوا بالمسلمين ويتعايشوا معهم فيقفوا على محاسن الإسلام وقيمه من خلال سلوك أتباعه وليس كما يظن كثير من الناس زيادة موارد بيت مال المسلمين، أو إذلال وإهانة غير المسلمين. وطالب شيخ الأزهر في مبادرته الحكومات والمنظمات الدولية بإعلان رفضها لأي عمل مسيء للأديان والرسل، والعمل على وقف الأعمال التي تثير الفتن الدينية والنعرات الطائفية وتعميق الكراهية والبغضاء، وتؤجج الصراع بين أتباع الحضارات والديانات، والتأكيد على ضرورة إصدار قانون دولي يجرم الإساءة للأديان كافة، وهو الأمر الذي طالما طالب به الأزهر الشريف دون استجابة.