جردت الورش الصناعية، المنازل المجاورة لها، من وصف «السكن»، بعدما صدرت لها كل أنواع الإزعاج من «طرق وخبط»، فيما لوثت مخلفاتها الشوارع والبيئة المجاورة. وفيما طالب الأهالي بوضع حد لمعاناتهم التي استمرت طويلا على مدى سنوات ماضية، اعتبروا جيرانهم من الورش ليسوا في محل ترحيب، في ظل الضرر الكبير الذي يتعرضون له يوميا، حتى أنهم ما عادوا يعرفون لمنازلهم لا سكنا ولا سكينة. ولم يقتصر سوء موقع الورش بتوسطها للأحياء السكنية على ذلك فحسب -على حد وصف الأهالي- بل امتد الضرر ليجبر البعض منهم على الانتقال من منزله بحثاً عن أحياء تنعم بالراحة والهدوء في ظل ما تحدثه هذه الورش من ضوضاء وإزعاج. وتساءل أهالي المحافظة عن سبب تأخير نقل هذه الورش الصناعية بعيداً عن النطاق العمراني والسكني، واستحداث مدينة صناعية جديدة، وبينوا أنه لا جدوى من وجودها بجوار منازلهم إلا الضجيج أثناء راحتهم وخلودهم إلى النوم، وطالبوا بلدية شرورة بضرورة إيجاد حل عاجل وإنهاء معاناتهم بنقل هذه الورش سواء الخاصة بالسيارات والميكانيكا أو ورش الحدادة والنجارة والصناعة وتخليصهم من إزعاجها. «عكاظ» قامت بجولة على صناعية شرورة والتقت بعدد من السكان المجاورين لها والذين أبدوا انزعاجهم من مجاورتها لمنازلهم، ويأملون في إيجاد حل عاجل لها وتخليصهم منها بنقلها بعيداً عن أماكن سكنهم لأنها باتت صداعا يوميا يحرمهم من لذة النوم والراحة، ومصدر قلق على أسرهم. ولم يكن أهالي حي سلطانة وحي النزهة بأحسن حالا من أهالي أحياء الفهد والعزيزية والبلد، إذ يعانون الأمرين من وجود الورش الصناعية بجوار منازلهم، وقال محمد العركي إن هذه الورش أصبحت هاجساً يؤرق حياته نتيجة الإزعاج والضوضاء التي تحدثها المعدات، مضيفا ان وجودها بجانب منزله حرمه لذة النوم والراحة، مما أجبره على التفكير للانتقال إلى أحد الأحياء التي تنعم بالهدوء والراحة بعيداً عن إزعاج هذه الورش التي تعمل ليلا ونهاراً، مطالباً بلدية شرورة بضرورة إيجاد حل عاجل وتخليص الأهالي من هذه المعاناة التي استمرت طويلا. ويتفق كل من علي البارقي وياسر السواط، على أن وجود هذه الورش في قلب المحافظة ومجاورتها للأحياء يشكل خطرا على السكان ومصدر إزعاج وهاجسا يؤرق ويكدر صفو حياة السكان الذين بحت اصواتهم وهم يطالبون بنقلها إلى خارج النطاق العمراني. وأشارا إلى أن الورش تشوه المنظر الحضاري والتنموي للمحافظة، ومصدرا للتلوث البيئي والبصري. وأوضح محمد علي وهادي عسيري ومحمد كعبي، أن موقع الصناعية حالياً يعتبر وسط الأحياء السكنية، وأن أغلب ورش اصلاح السيارات مجاور لمنازل المواطنين، ويخشون من كارثة بيئية لا سمح الله، فضلا عن أن أغلب من يعملون في هذه الورش هم من العمالة الأجنبية ومن الصعب أن تكون ورشهم أمام منازل السكان، إضافة إلى ما تسببه هذه الورش من حوادث مرورية خاصة وأن المركبات الكبيرة تحتل مواقع من الطرق الرئيسية، وقالوا ان السيارات الخربة تشكل عبئا إضافيا كونها تقع على جنبات الطرق، وتساءلوا عن أسباب تأخير نقل هذه الورش الصناعية بعيداً عن النطاق العمراني والسكني واستحداث صناعية جديدة، وطالبوا بسرعة معالجة الوضع بدلا من الانتظار لحين وقوع كارثة بسبب الاهمال وعدم المبالاة. من جهته أوضح ل«عكاظ» رئيس بلدية شرورة المهندس مانع المحامض، أنه لا يتم تجديد الرخص لأصحاب الورش القائمة الآن لأكثر من سنة، مع أخذ إقرار عليهم بالانتقال إلى الصناعية الجديدة فور الانتهاء منها، مبينا أن الصناعية التي تقع على طريق الوديعة في مراحلها الأخيرة وبمجرد اعتماد مشاريع السفلتة والإنارة سوف يتزامن مع ذلك تسليم المواقع لأصحاب هذه الورش.