ينتشرون في مقاهي وشوارع وتقاطعات القنفذة، بجوار إشارات المرور، ليس لديهم مصدر رزق، ولا جهة ترعاهم ولا أهل يملكون قلوبا رحيمة تحتويهم، رفضهم المجتمع وتخلى عنهم الأهل والأصدقاء واستقبلتهم الشوارع ومحطات الوقود في انتظار من يرعاهم ويمد يد العون لهم. «عكاظ» حاورت عددا من المختصين حول المريض النفسي، إذ يقول محمد صالح الزبيدي رئيس قسم الإرشاد الطلابي بتعليم القنفذة إن المريض النفسي سواء كان مرضه نتيجة مشاكل نفسية أو إدمان مخدرات أو غيرها من الأسباب يعادي من يتهمه بالمرض أو يعرض عليه المساعدة ولو كان من أقاربه، ومن هؤلاء المرضى من تفاقم المرض عليه وانتهى إلى الهلوسة فيتخذ الكباري والمقاهي ومحطات البنزين والإشارات المرورية مسكنا لهه والبيوت الخربة ملجأ لهه، ويعتمدون على الناس في الأكل والملبس، ويجوبون الشوارع والأسواق وأكثر الحالات تذهب دهسا. والسؤال: لماذا يهمل هؤلاء المرضى وماهي الجهة الواجب عليها رعايتهم وكف خطرهم عن المجتمع. اما عبدالله الشاردي أخصائي اجتماعي بمركز التنمية بالقوز فيقول إن المريض النفسي يحتاج العلاج باستمرار ولكنه لا يظهر تحسنا ملحوظا، فما يزيد على 25 % من المرضى النفسيين تتدهور حالتهم ويصبحون مرضى مزمنين برغم تناولهم العلاج، ويبقى كيف نتعامل معهم في المجتمع من جميع النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وهنا يأتي دور وزارة الشؤون الاجتماعية في مساعدة الأسر التي يعاني أحد أفرادها من مرض نفسي وربما يكون عبر الجمعيات الخيرية. وأحيانا المرضى النفسيون لا يقدرون على العمل ويصبحون عالة على المجتمع، ويجب أن نقول بأن هناك نقصا وعدم وعي في الأمراض النفسية من قبل المسؤولين والذين يعمل تحت إدارتهم مرضى نفسيون، ونأمل التعاون مع الأطباء المعالجين لمرضاهم لمافيه مصلحة المريض. أما الدكتور إبراهيم الشيخي رئيس قسم الصحة النفسية بمستشفى القنفذة العام فيقول: إن المصابين بالاضطرابات النفسية يعانون في كل أنحاء العالم، وبعض الدول أولت اهتماما أكبر لهم وبعض الدول لا زالت تحتاج جهودا أكبر لاحتوائهم، وأثبتت الدراسات الحديثة أن 48 % من سكان العالم مصابون باضطرابات نفسية تجدهم يهيمون في الشوارع دون أي جهة ترعاهم، وهذا المرض ابتلاء من الله ولا يملك الإنسان مناعة تجاهه، والمجتمع يحتاج تثقيفا أكثر ووعيا وإدراكا لمعنى وواقع المريض النفسي. ويمكن احتواؤهم بإنشاء مستشفيات نفسية وإنشاء بيوت اجتماعية للمرضى الذين لا يملكون مساكن وكذلك التثقيف بخطر المخدرات والتي تلعب دورا مهما في انتشار الاضطرابات النفسية. من جهته أوضح مدير الشؤون الصحية بالقنفذة الدكتور مصطفى جميل بلجون أن المديرية تطالب الوزارة بإنشاء مستشفى للصحة النفسية ولازلنا في انتظار الموافقة.