أكدت إحصائية حديثة لوزارة الصحة أن نصف مليون سعودية وسعودي ترددوا على العيادات النفسية في العام الماضي، وأن منهم 60 في المائة من فئة الشباب بزيادة 20 في المائة عن عام 2010م، وأن أعداد المصابين غير دقيقة والكثير منهم لا يلجأ إلى العيادات النفسية خوفاً من النظرة الاجتماعية والعادات مما يؤدي إلى صعوبة وتدهور حالتهم وتشردهم في الشوارع بلا مأوى ولا هوية. من جهته أشار الدكتور سهيل عبد الحميد خان، مدير إدارة الصحة النفسية والاجتماعية بصحة جدة، إلى أن مشكلة المرضى النفسيين في الشوارع هي مشكلة عالمية، وأغلبية هؤلاء المرضى يعانون من الانفصام نتيجة التخلف عن التطور والتمدن في البلدان وفاقدون للمهارات الشخصية والنظافة والاهتمام بالنفس وإهمال النواحي الاجتماعية والتعليمية، موضحاً أنه من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة وانتشار الحالات النفسية البطالة وصعوبة الحصول على مقعد في الجامعة والوظيفة وانتشار المخدرات وأيضاً فقدان الدعم الأسري بسبب أعباء الحياة. أما الدكتور فهد المنصور، استشاري الطب النفسي بمجمع الأمل للصحة النفسية، فأكد خلال برنامج «الثامنة» على قناة «mob» أن الأفراد الذين يتجوّلون في الشوارع مشردين هم عبارة عن ثلاثة وجوه؛ فهم إما مدمنو مخدرات أو مصابون بالتخلف العقلي أو مرضى نفسيون، وتكون الصورة العامة للثلاثة وجوه واحدة يسيطر عليهم التوهان والتشرد، مبيناً أن المرضى النفسيين يصابون بالانفصام وهو الذي يتوهم فيه الإنسان أنه يعيش في عالم آخر ويشعر بالخوف من هذا العالم، موضحاً أن مسئوليتهم كأطباء نفسيين وكمستشفيات حكومية وأهلية احتواء هذه الفئة حتى لا تتم عملية استغفال واستهداف لهم في ترويج المخدرات وغيرها فضلاً عن التوعية العامة لأهالي هؤلاء المرضى. وفي نفس السياق قال الدكتور أسعد صبر خان، استشاري الطب النفسي بعيادات «ميدي كير»، إن المريض النفسي لابد أن يجد في بداية مرضه من يقدِّم له الرعاية النفسية وأول مَن يكتشف الحالة هم أهل المريض، والمشكلة في المجتمع السعودي هو عدم اللجوء إلى العيادات النفسية خوفاً من النظرة الاجتماعية والعادات ويتركون المريض إلى أن تتفاقم الحالة ويصبح علاجها صعباً للغاية. ومن جهته علق الدكتور عبد العزيز الدخيل، رئيس الجمعية السعودية للدراسات الاجتماعية بجامعة الملك سعود، على أنه لابد على وزارة الصحة ووزارة الشئون الاجتماعية الوقوف من أجل احتواء هؤلاء المشرّدين في الشوارع.