ما إن ينفض سامر الاختبارات سواء النصفية أو النهائية، حتى تبدأ السلوكيات الشاذة في الانتشار، سواء أمام المدارس أو في أماكن منزوية، البعض يميل للتفحيط، والآخرون يتابعون ويفضلون المشاهدة، والبعض الآخر يميل لمجالسة رفقاء السوء، لأنه سينقطع عنهم لفترة سواء أسابيع أو أشهر، لكن الخطورة تكمن في جلساء السوء، ممن ينتهزون الفرصة للترويج بأفكار «روحوا عن أنفسكم بعد نهاية الاختبار». ويؤكد العديد من المختصين التربويين بضروره التعامل الصحيح مع الطلاب في هذه الفترة على وجه الخصوص، وخاصة بعد أداء الاختبار؛ لإنهاء المظاهر السلبية في هذه الأوقات. وأكد الشيخ أحمد الجرفان الداعية بمركز الدعوة والإرشاد بأبها، أن ما يشاع بين شبابنا بعد الاختبارات، واللجوء لبعض السلوكيات والتي يعتبرونها متنفسا من ضغط المذاكرة، مثل التفحيط وارتياد المقاهي، ظاهرة مؤسفة يجب الاعتراف بها، وهنا لابد أن يظهر دور الأب في مراقبة ابنه وتوجيهه الاتجاه السليم للحفاظ على مستقبله. ويرى المعلم حسن مهجري أن الشارع المدرسي يتحول بعد أيام الامتحانات إلى ثلاث فئات هي المشبوهون، المتفرجون، والمقلدون، مضيفا أن دورنا كمجتمع يقوم على توجيه المتفرجين وإرشاد المقلدين وردع المشبوهين، مؤكدا أن هذا لا يتم دون تضافر كافة الجهود المتمثلة في المدرسة والجهات الأمنية والمنزل. ويرى عنفري آل محيا أن فترة الاختبارات عادة ما تشكل هاجسا كبيرا على الأسرة وكذلك على الأجهزة الأخرى، لما فيها من حوادث ومشكلات اجتماعية تنشط لدى الشباب لانشغال الآباء بالدوام كممارسة التفحيط وارتياد مقاهي الشيشة ومخالطة أصحاب المخدرات، لذا يجب أن يتم أخذ الاحتياطات اللازمة خاصة في اليوم الأخير لهذه الاختبارات. ودعا المعلم مهدي عاطف أولياء الأمور إلى أن يعرفوا جدول أبنائهم ويتواصلوا معهم بشكل مباشر بعد انتهاء فترات الاختبار إن تيسر لهم ذلك، وإلا فإنه يجب أن يحضروا بأنفسهم في الأيام الأخيرة على وجه الخصوص لاستلامهم بعد نهاية الاختبار مباشرة، كما أن الدعاة والأخصائيين والأطباء النفسيين وإدارات مكافحة المخدرات يجب أن يقفوا سدا منيعا لحماية الطلاب وتوعيتهم بالأخطار المحدقة بهم بعد الاختبارات.