يمارس بعض الشباب سلوكيات خاطئة فترة الأعياد، كالتفحيط وارتياد المقاهي لشرب الشيشة وغيرها، فيما أرجع اختصاصيون هذه السلوكيات إلى وجود خلل في نموهم الانفعالي. وأكدت الاختصاصية النفسية هيفاء آل خالد ل”الشرق”، أن المراهق يحتاج للتقبل الاجتماعي واحترام الآخرين له، خاصة أصدقاءه، وأرجعت ظاهرة التفحيط بين الشباب إلى وجود خلل في نموهم الانفعالي، حيث يحتاج المراهق إلى ما يغذي شعوره بالاستقلال ويؤكد هويته ونضجه، وتقول “قد تؤدي رغبة المراهق القوية لكسب احترام الآخرين ولفت الأنظار إليه، إلى تغيير جذري في شخصيته وسلوكه، مدفوعاً برغبة ملحّة لإشباع دوافعه الاجتماعية، حيث يحرص (المفحط) على أن يكوّن له جمهوراً من المعجبين والأصدقاء، فيضع لنفسه اسماً حركياً يُسهم في شهرته وذياع صيته بين الشباب الذين يشعرونه بأهميته وتميزه”، مشيرةً إلى أن “المفحط” عانى في الغالب من الاستهانة بقيمته كشخص مستقل له أفكاره وميوله الخاصة، فيتمرد من خلال التفحيط على من تدخل في استقلاله. وأضافت آل خالد “من خلال تحليلنا لتلك الحركات الخطيرة التي يقوم بها المفحط بسيارته، والتي قد تكون مميتة في بعض الأحيان، نجد أن المراهق يلجأ إليها كنوع من الثورة على ظروفه الصعبة، أو أسرته ومجتمعه، رافضاً الخضوع والانصياع للقوانين والأنظمة التي يجدها مكبلة له، فيعود باستمرار لهذه الهواية القاتلة، دون اكتراث للعواقب، ويجب أن ندرك في تعاملنا معه أن سرعة نموه النفسي لا تتناسب مع نموه الفكري والاجتماعي، حيث يؤثر الدعم الذي يتلقاه في محيطه تحديداً سلباً وإيجاباً، خاصة أسرته ومدرسته، وكل من له تأثير في سلامته النفسية. من جهته، أوضح المعلم السابق جمعان محمد الرمثي أن سلوك التفحيط استخدمه الشباب للتمرد منذ عشرين سنة ماضية، خاصة في فترة الاختبارات، مشيراً إلى أن الحلول التي تبذل من قبل إدارات المدارس وبعض الأجهزة الأمنية لم تحد فعلياً من انتشارها في الوقت الحالي، فما إن يكبر الشاب قليلاً الآن حتى يمتلك سيارة، ويرى الرمثي أن الحل في القضاء على هذه الممارسات يكمن في أن يتم التعامل مع أيام الاختبارات كأيام الدراسة الفصلية، مؤكداً على أن بقاء الطالب في المدرسة لمدة يوم دراسي كامل يوفر له الحماية، ويقلل من الظواهر الاجتماعية السلبية، التي تزيد بسبب خروج الطلاب من المدرسة بعد أداء الاختبارات مباشرة، وبالتالي ينخرط مع أصحاب السوء بسهولة، خاصة مع قلة الرقابة والمتابعة من قبل الأسرة بحكم انشغال الوالدين إما في أعمالهما أو كونهما نائمين في هذه الأوقات الباكرة.