تشهد هذه الأيام مرور الطلاب والطالبات بفترة مهمة في حياتهم الدراسية تتعلق بتحديد مستقبلهم التعليمي وهي مرحلة الاختبارات، والتي يصاحبها غالبا نوع من القلق والتوتر، كما تنتشر بين الطلبة العديد من الظواهر السيئة، كممارسة التفحيط وتناول المخدرات والبحث عن الرذيلة. ويشدد كثير من الباحثين والمختصين على ضرورة التعامل النفسي الصحيح مع الطلاب والطالبات في هذه الفترة على وجه الخصوص, وخاصة قبل وبعد وأثناء أداء الاختبار. "عاجل" التقت عددا من المختصين من أجل مساعدة الطلاب وأولياء الأمور على اجتياز هذه الفترة بسلام ونجاح. في البداية قال عبدالله المنصور، المتحدث الاعلامي لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقصيم، إنه شاع بين شبابنا خلال موسم الاختبارات اللجوء لبعض السلوكيات والتي يعتبرونها متنفسا من ضغط المذاكرة، إلا أنها غالبا ما تعطلهم عن رسالتهم، ومن بين هذه الممارسات "التفحيط"، وهنا لابد أن يظهر دور الأب في مراقبة ابنه وتوجيهه الاتجاه السليم للحفاظ على مستقبله. اما الناطق الإعلامي لشرطة منطقة القصيم النقيب بدر السحيباني فأوضح أن شرطة المنطقة أكملت استعداداتها الأمنية والمرورية لمواكبة فترة اختبارات الفصل الدراسي الأول وذلك سعيا لتوفير الأجواء المناسبة للطلبة والطالبات والتي تمكنهم من أداء هذه الاختبارات بكل يسر واطمئنان . وأضاف أن دوريات المرور ودوريات الأمن والشرطة وبتوجيه من مدير شرطة منطقة القصيم اللواء بدر الطالب ستكثف جهودها للحفاظ على الحالة الأمنية والمرورية في الطرق والميادين الرئيسية وعند المدارس والمجمعات التعليمية وذلك منذ ساعات الصباح الأولى إلى حين عودة الطلبة إلى منازلهم بعد فراغهم من أداء هذه الاختبارات . ويرى المستشار النفسي الدكتور عبدالرحمن بن عبيد عضو جمعية الارشاد الأسري، أن الشارع المدرسي يتحول في أيام الامتحانات إلى ثلاث فئات هي: المتفرجون والمقلدون، ثم المشبوهون، مضيفا أن دورنا كمجتمع يقوم على توجيه المتفرجين وإرشاد المقلدين وردع المشبوهين، مؤكدا أن هذا لايتم دون تضافر كافة الجهود المتمثلة في المدرسة والجهات الأمنية والمنزل . اما سالم رمضان أمين عام جائزة التميز بمكتب التربيه والتعليم بشرق الرياض فقال ان فترة الاختبارات عادة ماتشكل هاجسًا كبيرًا على الأسرة وكذلك على الأجهزة الأخرى، لما فيها من حوادث ومشكلات اجتماعية تنشط لدى الشباب لإنشغال الآباء بالدوام . وتعتبر هذه الفترة من العام أرضا خصبة لأصحاب السلوكيات السيئة والمنحرفة في التأثير على الطلاب سواء الايقاع بهم في المخدرات أو الرذيلة أو ممارسة التفحيط ، مايعني لنا ككل سواء كرب أسرة أو مسؤول بالتعليم أخذ التدابير المناسبة والاحتياطات الأمثل؛ للتخفيف من عبء أضرار مايقال عنهم "أصدقاء السوء". من جهته، قال الدكتور إبراهيم الحسينان وهو المهتم بقياس الشخصية والإرشاد النفسي والتربوي الاجتماعي إن حوالي 20% من طلبة المدارس يعانون من قلق الاختبار بدرجات متفاوته ، وهذا كله قد يكون عاملاً مساهماً في ممارسة الطلاب للتنفيس السلبي الذي قد يدفعهم في اتجاهات غير سوية وممارسة سلوكيات غير منضبطة قد تعرضهم لإيذاء الذات أو ايذاء الآخرين. ودعا الحسينان ولي الامر أن يعرف جدول ابنه أو ابنته وأن يتواصل معه/ ها بشكل مباشر بعد انتهاء فترات الاختبار إن تيسر له ذلك والا فإنه يجب أن يحضر لاستلام ابنه بعد نهاية الاختبار مباشرة، كما أن الدعاة والإخصائيين والأطباء النفسيين وهيئة مكافحة المخدرات يجب أن يقفوا سدًا منيعًا لحماية الطلاب وتوعيتهم بالاخطار المحدقة بهم أيام الاختبارات. أما من الناحية الاجتماعية فأكد أن:"الطلاب بحاجة إلى توفير جو أسري هادئ يساعدهم على التركيز في مذاكرة دروسهم ، ولذا أنصح الآباء والامهات بتأجيل النقاش في المشكلات الأسرية إلى ما بعد انتهاء الاختبارات". بدوره قال عبدالله الفهيد المنسق والمدرب في التعليم النشط بمكتب التربيه والتعليم بمحافظة الاسياح إن من أبرز الظواهر السلبية الأخرى التي تصاحب الامتحانات هي رمي الكتب والتي كلفت الدولة الكثير، داعيا إلى ضرورة التوعية من قبل المدرسة ممثلة بالارشاد الطلابي لخطورة هذا السلوك. وقال مدير مدرسة مالك بن سنان بحي النزهة بمدينة الرياض، إنه يجب على وسائل الإعلام أن تكثف من البرامج للتوعية من تلك الأضرار سواء الإعلام المرئي أو المقروء.