اطمأن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم على المعلم بسام العبدالله، الذي تعرض للطعن من قريب أحد الطلاب وهو يؤدي عمله في ابتدائية الغويبة في الأحساء، يوم الخميس الماضي، مؤكدا سموه في اتصال هاتفي أجراه بالمعلم العبدالله أن الوزارة ستتابع الحالة مع الجهات الأمنية والقضائية. وأعلنت وزارة التربية والتعليم في بيان صحفي أن أحد معلميها تعرض صباح الخميس الماضي للاعتداء من قبل مواطن داخل مدرسة بمحافظة الأحساء، مبينة أنها أحالت القضية للجهات المختصة وأنها ستتابع باهتمام مجرياتها مستنكرة التصرفات التي تلحق الأذى والإساءة بمنسوبيها. وشددت الوزارة على أهمية الوقوف بحزم وقوة ضد الاعتداء على أي موظف داخل مؤسسة حكومية، مؤكدة أنها ستسخر كل إمكاناتها لحماية منسوبيها من مثل هذه التصرفات. وكان المعلم بسام العبدالله تمسك بحقه ضد قريب أحد الطلاب في ابتدائية الغويبة في الأحساء، الذي سدد له طعنات عدة في يده وكتفه الأيسر مؤخرا، مؤكدا أنه لن يتنازل عن حقه. ورفض المعلم العبدالله عزم إدارة تعليم الأحساء نقله في القطاع نفسه الذي تقع فيه مدرسة الغويبة، حتى لو كان الثمن فصله من عمله، مطالبا بنقله إلى مدرسة قريبة من سكنه ليشعر بالأمان بدعوى أن الجاني يتهدده ويتوعده بالقتل. وذكر أن القضية تعود لأسبوعين عندما تشاجر طالبان في الصف الثالث، وأدى دوره كمعلم وأب وفض الشجار بينهما وانتهت المشكلة، مبينا أنه فوجئ في اليوم التالي بوالد أحد الطالبين قائلا له: «لماذا تسمح لأحد الطلاب بضرب ابني؟»، ويضيف المعلم العبدالله: «فشرحت له الأمر وكان متفهما وغادر بكل رضا»، وزاد: «بعدها جاء إلى المدرسة الطرف الآخر وهو كما يزعم ابن عم الطالب ودخل علي الصف وكان مهددا ومشددا في كلامه لماذا تسمح لهم بضرب الطالب؟، فشرحت له الوضع إلا أنه غادر والغضب يملأ عينيه». وبين العبدالله أن قريب الطالب وهو الجاني استدعاه لخارج المدرسة عن طريق أحد أصدقائه ممن كانوا معه، مشيرا إلى أنه وبعد مشاورة وكيل المدرسة رفض الخروج من المدرسة، فدخل إليه في الفصل مرة أخرى معاتبا إياه لعدم توجهه إلى خارج المدرسة، قائلا: «لماذا لم تأت إلى خارج المدرسة فقد أرسلت لك من يستدعيك؟». وأكد العبدالله أنه أوضح لقريب الطالب أنه يستطيع أن يتفاهم مع إدارة المدرسة إن أراد شيئا، مبينا أنه غادر، إلا أنه وجده في اليوم التالي صباحا أمامه في مواقف المدرسة وتحدث إليه بنبرة تهديد وكان يضمر الشر إلا أن حضور المدرسين تباعا في مواقف المدرسة حال دون ذلك ومضى الأسبوع الأول بسلام. وأضاف العبدالله: «في يوم الخميس الماضي، وهو اليوم الذي نفذ فيه الجاني فعلته، حضر للصف ومعه طالبان وقال لهما أمامي هل ضربكما الطالب الآخر؟ فقالوا: نعم، فضربني الجاني على وجهي، وبعد محاولة المدرسين الإمساك به أخرج سكينا وقال سأطعن من يقترب منكم، ولاحقني ووجه لي طعنة في كتفي ويدي ولولا أنني استمررت بالهروب لكنت في عداد الموتى»، مبينا أن الجاني غادر المدرسة وهو لا يزال يهدد ويتوعد. وذكر العبدالله أنه تعرض لنزيف حاد ما أدى إلى تعرضه لشبه إغماء، وأجريت له أربع غرز في كتفه، مشيرا إلى أن مدير التعليم في الأحساء وعده بالنقل في القطاع نفسه الذي تقع به مدرسة الغويبة الابتدائية إلا أنه رفض الفكرة بشكل قاطع وأصر على أن ينقل إلى مكان قريب من سكنه لكي يشعر بالأمان بدعوى أن الجاني يتهدد ويتوعد بالقتل. ورأى العبدالله أن نقله في القطاع نفسه لن يحل المشكلة، بل سيكون عرضة للقتل في أي وقت، موضحا أنه لن يعود للمدرسة وسيواصل عمله في إدارة تعليم الأحساء حتى يجد حلا، قائلا: «حتى لو كان الثمن فصلي من الخدمة.. فحياتي أهم من كل شيء»، مناشدا وزير التربية والتعليم بأن ينظر في وضعه ويتخذ قرارا بشأنه حتى يواصل مهنة التعليم في أجواء آمنة ومطمئنة. بدوره، أوضح ل(عكاظ) الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية زياد بن عبدالوهاب الرقيطي أن مركز شرطة الصالحة تبلغ عن تعرض مواطن ثلاثيني يعمل معلما بإحدى المدارس للطعن من قبل أحد الأشخاص بواسطة سكين كان يخفيها والهرب بعد دخوله للمدرسة التي يعمل بها المجني عليه والتهجم على معلمي المدرسة، مؤكدا أن المختصين بالشرطة باشروا إجراءات الضبط الجنائي للبلاغ والبحث والتحري عن الجاني. من جهتها، أصدرت الإدارة العامة للتربية والتعليم بالأحساء بيانا جاء فيه: «تلقت الإدارة العامة للتربية والتعليم بالأحساء محضرا من مدير مدرسة الغويبة الابتدائية يتضمن تعرض معلم فيها إلى الطعن من قبل ولي أمر طالب وقد باشر مدير المدرسة الحادثة وتم نقل المعلم إلى مستشفى الملك فهد بالهفوف لتلقي العلاج اللازم»، مبينة أن المدير العام للتربية والتعليم أحمد بن محمد بالغنيم اتصل على المعلم للاطمئنان على صحته.