كثرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع لسعوديين يقومون بتعذيب الحيوانات بشكل سادي حتى الموت، والحمد لله أن هناك ما يكفي من الحساسية لدى الرأي العام لاستنكار مثل هذه الممارسات المريضة والتي تحمل دلائل خطيرة لا تكفي معها الاحكام التعزيرية على المتورطين بمثل هذه الممارسات، فمثل هذه الممارسات في علم النفس الجنائي تعتبر من أقوى الدلائل على أن من يقومون بها لديهم نزعات جنائية خطيرة تستوجب وضعهم تحت الملاحظة والمعالجة النفسية المتخصصة وإلا تطورت لما هو أخطر، فالمراهق الذي يعذب الحيوانات بشكل سادي حتى الموت، هو الذي بالمستقبل سيفعل ذات الشيء مع زوجته واطفاله وغيرهم وسينجذب للجماعات الارهابية التي تتيح له ممارسة متعة السادية المريضة، فدراسات علم النفس الجنائي للسفاحين المتورطين بجرائم القتل والاغتصاب للبشر بينت ان تعذيب الحيوانات هو أهم مؤشر مشترك يدل على ان لدى الشخص نزعة سيكوباتية وسادية تجاه البشر وسلوكا معاديا للمجتمع والانحرافات الجنسية الدافعة للانتهاك والاغتصاب العنيف الذي المحرك الاساسي فيه ليس الشهوة بحد ذاتها إنما السادية في تعذيب الضحية، ولهذا يصنف التلذذ بتعذيب الحيوانات من الانحرافات الجنسية، وقد يلاحظ الأهل ان ابنهم منذ طفولته يقوم بتعذيب الحشرات والحيوانات بشكل متعمد ويبدو مستمتعا بذلك، وقد يدل على تعرض الطفل بذاته للعنف السادي من قبل أهله، وعادة عندما يتعود الطفل على ممارسة تعذيب الحشرات والحيوانات ينتقل لممارسة التعذيب السادي على الأطفال الأصغر والاضعف في محيطه ومدرسته وهكذا يتكرس لديه هذا النمط المرضي ويكبر معه وغالبا سيمارسه على البشر، ولهذا يجب على الأهل والمدرسة والنظام القضائي عدم أخذ تعذيب الحيوانات على أنه مجرد افعال طائشة، فهي مؤشر على ما قد يكون أخطر ويتسبب بالجناية على ضحايا من البشر مستقبلا.