يواجه اليمن تحديات تراكمية جسيمة أصبحت تشكل تهديدا كبيرا للشعب اليمني بكامله مع استمرار الإرهاب الذي يضرب أنحاءه خاصة عملية التفجير التي حدثت في صنعاء وأوقعت العشرات من القتلى، الأمر الذي سيزيد من تعقيدات المرحلة وقد يحول اليمن لميدان حرب طائفية وإرهابية لا تهدد اليمن وحده بل المنطقة بكاملها. وينبغي على جميع الأحزاب اليمنية دعم حكومة بحاح وجهود الدولة في بسط الأمن والاستقرار وردع الأطراف التي تسعى إلى تأجيج الوضع خاصة ميليشيات الحوثي المسلحة التي تحاول التغلغل في مؤسسات الدولة وتغييب حكم الدولة وتحويل اليمن إلى ميدان حرب طائفية. وعلى هذه الميليشيات الالتزام ببنود المبادرة الخليجية واتفاقية السلم والشراكة ومخرجات الحوار الوطني وتسليم الأسلحة للدولة، وبدون ذلك ستتفاقم أجواء التوتر وستزيد حالة الاحتقان التي تضر وتؤثر على اليمن من شماله إلى جنوبه وستؤدي لحدوث شلل في المؤسسات الرسمية بسبب تعنت الحوثي واستمراره في نشر الفوضى والعبث بالأمن. إن التطورات المتسارعة في اليمن تشير إلى أن المتمردين الحوثيين يريدون الهيمنة على كل مقدرات الدولة، وهذا سيؤدي إلى مرحلة خطيرة من التشظي تنتظر اليمن. وبات على المجتمع الدولي المبادرة والتحرك السريع لوقف هذا التمدد الحوثي المدفوع بقوى إقليمية قبل أن يستفحل وتصعب السيطرة عليه، وعلى جميع الأحزاب اليمنية والتيارات السياسية والقوى الشعبية بكافة انتماءاتها دعم مؤسسة الرئاسة الشرعية وحكومة رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح والالتزام باتفاقية السلم والشراكة التي وقعت عليها جميع الأطراف السياسة ومن ضمنها جماعة الحوثي المتمردة، لكي يعيش الشعب اليمني بأمن وأمان بعيدا عن التدخلات الإقليمية والمؤامرات الطائفية التي تديرها إيران لتحويل اليمن إلى معقل للإرهاب الطائفي. وعلى عقلاء اليمن التحرك بهدف الحفاظ على مكتسبات اليمن ووقف نزيف الدم واستعادة اليمن الذي تحاول ميليشيات الحوثي اختطافه وتحويله لمرتع للفكر الطائفي القميء.