حفظ مع استمرار تدهور الأوضاع في اليمن أمنيا، تسود العاصمة صنعاء أجواء مشحونة بالتوتر والترقب جراء تصاعد ممارسات المتمردين الحوثيين الذين يسعون جاهدين ليس فقط لتدمير مكتسبات الشعب اليمني بل ينتظرون اللحظة الفاصلة للانقضاض على السلطة وتحويل اليمن إلى مستنقع للحرب الطائفية وإحداث حالة عدم استقرار في المحافظات اليمنية. ويبدو أن حادثة خطف رئيس جهاز الأمن الداخلي التابع للمخابرات اللواء يحيى المراني، تشير إلى المخطط الذي ينفذه المتمردون منذ احتلال العاصمة اليمنية، وتدل على الفكر الحوثي المتشبع بالفوضى والتدمير. وليس ذلك فحسب، بل إن فرض انتشار مجاميع ممن يسمونهم «مسلحي اللجان الشعبية» التابعة لجماعة الحوثي في أنحاء متفرقة من صنعاء لا سيما قرب منزل الرئيس اليمني هادي، يعكس نوايا سيئة لدى الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران وهو الأمر الذي يفاقم من أجواء التوتر ويزيد من حالة الاحتقان التي تضر وتؤثر على اليمن من شماله إلى جنوبه، وأدى إلى حدوث شلل في المؤسسات الرسمية بسبب تعنت الحوثي واستمراره في نشر الفوضى والعبث بالأمن. إن التطورات المتسارعة في اليمن خاصة من جانب التمرد الحوثي الذي بدا أنه يريد الهيمنة على كل مقدرات الدولة، تنبئ بأن مرحلة خطيرة من التشظي تنتظر اليمن واليمنيين، وانطلاقا من ذلك فإنه بات على المجتمع الدولي، المبادرة والتحرك السريع لوقف هذا التمدد المدفوع بقوى إقليمية قبل أن يستفحل وتصعب السيطرة عليه، وعلى جميع الأحزاب اليمنية والتيارات السياسية والقوى الشعبية بكافة انتماءاتها دعم مؤسسة الرئاسة الشرعية وحكومة رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح والالتزام بتنفيذ بنود المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني واتفاقية السلم والشراكة التي وقعت عليها جميع الأطراف السياسة ومن ضمنها جماعة الحوثي المتمردة.. لكي يعيش الشعب اليمني بأمن وأمان بعيدا عن التدخلات الإقليمية والمؤامرات الطائفية التي تديرها إيران لتحويل اليمن إلى معقل للإرهاب الطائفي.