(جدة) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ أكدت دراسة نشرتها مجلة «نيو ساينتيست» العلمية أن الرجل الذي يتزوج من أكثر من امرأة وتكون لديه عائلة كبيرة يحظى برعاية أفضل خلال مرحلة الكهولة ويعيش لفترة أطول، كما أفادت دراسات اجتماعية مصرية أن تعدد الزوجات هي الطريقة الأمثل لمواجهة العنوسة، حيث 8 ملايين عانس يعشن في مصر. وعلى الرغم من أن «التعدد» جاءت به الشريعة السمحة، وفصل فيه الشارع، وجاءت نماذجه في حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وفي صحبه الأخيار، إلا أن «التعدد» لا يزال أكبر القضايا التي تثير سخط النساء. وبين أستاذ الدراسات الإسلامية الدكتور موسى الشريف أن تعدد الزوجات ماهو إلا حاجة شرعها الله سبحانه وتعالى عند الحاجة لها، ولذا قال سبحانه وتعالى: «فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع» عند الحاجة.. ولذا أتبع قوله الكريم سبحانه: «فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة».. إذن الأمر ليس واجبا، وإنما شرع للحاجة. وأضاف «بالطبع المرأة غالبا لا تريد التعدد، وهذه هي الطبيعة البشرية لها، لكن لا يجوز لها الاعتراض على جواز التعدد في الشريعة الإسلامية، لكن لها ألا تقبل بالتعدد في حياتها، أو التصريح بأنها لا تستطيع العيش من رجل متعدد». واستطرد الشريف: «إن الإحصاءات في المجتمع السعودي تشير إلى وجود مليون وثلاثمائة ألف عانس تقريبا، وهو رقم كبير جدا، فكيف سيكون الحل لذلك، ما لم يتم القبول بتعدد الزوجات. فالمرأة التي بلغت الأربعين عاما ستجد في التعدد خيارا لها لتكوين أسرة وأبناء، وكذلك الحال لبعض العاملات في قطاعات مختلفة لاسيما الطبيبات اللاتي لا يستطعن الإيفاء بمتطلبات المنزل بسبب ظروفهن العملية.. فالحل في ذلك هو التعدد، وسبحان من أنزل في كل شيء حكمة». واختتم قائلا: «أتمنى وجود جمعيات تدعم تعدد الزوجات على غرار جمعيات المساعدة على الزواج، فالمجتمع عليه أن يدرك حجم الاحتياج الذي تريده المرأة التي تجاوزت الخمسين عاما بلا زواج، لاسيما إذا لم يكن لها عائل، فمثل هذه الجمعيات تعد حبل إنقاذ لمن يشكلن نصف المجتمع.. لكنهن لا يستطعن إنشاء أسرة». من جهتها، بينت أستاذة علم الاجتماع في جامعة أم القرى الدكتور ريما سعد أبو حيمد، أن الله خلق الخلق وشرع لهم ما يحقق لهم مصالحهم في العاجل والآجل فهو سبحانه اللطيف الخبير الذي لا تخفى عليه خافية، لافتا إلى أن مما شرعه الله تعالى تعدد الزوجات لعلمه سبحانه أن الرجال والنساء سيحتاجونه لسبب أو لآخر ولذا نجد أن الله تعالى أباحه. وأضافت: «من هنا نقول إن تعدد الزوجات كمسألة شرعية جاءت بها الآيات ونطقت بها أحاديث السنة النبوية لا يمكن بحال أن تخضع لعقولنا مهما بلغنا لنقيم حكم الله تعالى بميزاننا البشري حسب السلبيات والإيجابيات، وإنما الذي نعرض له في هذه الكلمات هو التطبيق البشري لحكم تعدد الزوجات الذي شرعه الله تعالى لا الحكم نفسه، فالله سبحانه شرع تعدد الزوجات وجعل له شروطا من أبرز هذه الشروط العدل»، مبينة أن من الأمور التي تجعل الكثير من النساء ينفرن من التعدد هو السلبية الناتجة عن سوء تطبيق بعض الرجال لمبدأ العدل، فضلا عن أن ذهن المرأة سيرتبط بأن زواج زوجها عليها سيفقدها المحبة والرعاية والاهتمام لها ولأبنائها، أو ربما ربطت التعدد بسبب تقصير منها أو عيب فيها وهذا بالطبع يؤذيها نفسيا. وأكدت أبوحيمد أن أهم نقاط الخلاف في تعدد الزوجات والمشاكل الناتجة عنه من مشاكل أسرية ومشاكل في تربية الأبناء تعود إلى عدة نقاط: أولا: عدم العدل، ثانيا عدم المقدرة على الإنفاق، ثالثا ضياع الأولاد وعدم إعطائهم حقهم في التربية، رابعا القلق النفسي الذي يرثه الأبناء لكثرة المشاكل الناجمة بين الزوجات. وبينت أن تعدد الزوجات أصبح قليلا في الآونة الأخيرة، ولم يعد كما في السابق وربما هذا عائد لعدة أسباب منها الظروف الاقتصادية، فتعدد الزوجات تترتب عليه تبعات مادية كثيرة، كما أصبحت لدى المجتمع ثقافة مختلفة ترفض التعدد جملة وتفصيلا فلم يعد كما في السابق مقبول في المجتمع. إلى ذلك، رأى المدرب الأسري الدكتور صالح دردير، أن التعدد من النعم التي شرعها الإسلام للحفاظ على الجنس البشري وكبح جماح الفئة التي لا تكفيها امرأة واحدة، مبينا أن التعدد سبب لتكثير الأمة، ومعلوم أنه لا تحصل الكثرة إلا بالزواج، وقد تبين من خلال الإحصائيات أن عدد النساء أكثر من الرجال في أغلب المجتمعات، كما أن الرجال عرضة للحوادث التي قد تودي بحياتهم؛ لأنهم يعملون في المهن الشاقة، فاحتمال الوفاة في صفوفهم أكثر منه في صفوف النساء، وقد تكون الزوجة عقيمة أو لا تفي بحاجة الزوج أو لا يمكن معاشرتها لمرضها». وقال: «وقد تكون المرأة من أقارب الرجل ولا معيل لها، وهي غير متزوجة، أو أرملة مات زوجها فالتعدد يعد سترا لها، كما أن هناك مصالح مشروعة تدعو إلى الأخذ بالتعدد: كالحاجة إلى توثيق روابط بين عائلتين، أو توثيق الروابط بين رئيس وبعض أفراد رعيته أو جماعته، لكن هناك شروط تجب على من يريد التعدد، وهي ضرورة الاحتياج، القدرة على التعدد جسديا وفكريا وماديا وأخلاقيا، موافقة زوجته الأولى على التعدد ومرضاتها بذلك، العدل والحزم، مخافة الله فيما يملك، الاستشارة والاستخارة.