عزيزي رئيس التحرير قرأت ما ورد في وجهة نظر الاخ هشام عبداللطيف النعيم في عدد (اليوم) الصادر في 11 محرم حول تعدد الزوجات وتنفيره للنساء من الزواج بالمتزوجين لانه حسب تصوره لم يبق شيء اسمه العدل. وتنفيره للرجال من الزواج على زوجاتهم بسبب ما ينجم من ذلك على حد تصوره من مشاكل تفضي في نهاية المطاف الى الطلاق وتشرد الاطفال ونشوء نفسيات معقدة ومحرومة من الرعاية والحنان.. الخ. والمرجو ان يراجع الاخ الكاتب وجهة نظره من التعدد في ضوء الافكار والتصورات التالية: 1 لا ننسى ان تعدد الزوجات امر شرعه الله سبحانه لعباده وليس مجرد فكرة او اقتراح لحل مشكلة العنوسة. والله سبحانه لا يشرع لعباده الا مافيه صلاحهم وحاشا ان يشرع مافيه خراب البيوت وتشتت الاسر. 2 العدل التام بين الزوجات غير ممكن لقوله تعالى: (ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل).. الآية. فالمنهي عنه هو الميل الشديد الى احداهن. 3 يقول الاخ الكاتب. اذا كان الشاب غير قادر على فتح بيت واحد لزوجته فكيف يستطيع ان يفتح بيوتا عدة لعدة زوجات. وهذا القول مردود عليه بان الرغبة في التعدد لاتنشأ لدى الرجال في بداية الحياة الزوجية ولكنها تنشأ في الغالب في وقت متأخر عندما يكثر الاولاد وتتحسن الاحوال وتتقدم السن بالزوجة الأولى. 4 اذا لم يكن التعدد سببا لزواج العوانس اللاتي يقدر عددهن حاليا بنحو مليون ونصف حسب احصائية محلية وفي زواج المطلقات والمتوفى عنهن وذوات الظروف الخاصة فمن يا ترى سيتزوجهن اذا علمنا ان الشباب لا يرغبون في الزواج الا من الفتيات اللاتي يقاربنهم في العمر..؟ 5 التعدد وسيلة شرعها الله لإعفاف النساء اللاتي لا يتيسر لهن الزواج الا من رجال متزوجين. ووسيلة لإعفاف الرجال الذين لاتكفيهم زوجة واحدة واذا استطعنا بمثل هذه العيوب والمساوئ الافتراضية للتعدد ان نؤثر على قناعات اخواتنا المواطنات بعدم الزواج من الرجال المتزوجين وطالبنا المسئولين بمنع الزواج من الخارج فأننا والعياذ بالله نسد باب الامل في وجوه الجميع او نشجع على ارتكاب ما حرم الله. 6 اذا اصبح التعدد ظاهرة شائعة قبلت به النساء وتلاشت حساسيتهن هذه وما قد يرتبط بهذه الحساسية من رد فعل غير محمود. واخيرا فقد شاهدنا في مجتمعنا وعايشنا حالات تعدد كثيرة لم ينجم عنها شيء من المشاكل التي يصورها البعض. اما الحالات النادرة فلا يقاس عليها. محمد حزاب الغفيلي الرس