يتهمني البعض بأنني اكتب كتابة شخصية، لا تتصدى لمشاكل المجتمع اليومية، وهذا بحد ذاته ليس اتهاما ولكنها حقيقة، وأنا شخصيا لا انكرها البتة، بل إنني اصر عليها، لأنني اولا: لست بصحفي مع احترامي لكل صحفيي العالم، وثانيا: هناك العشرات من الكتاب الأفذاذ الذين يناقشون وينتقدون وينظرون ويقترحون يوميا لكل القضايا، وكلها مطروحة على الصفحات أمام أعين المسؤولين، فلن يزيدهم قلمي الضعيف مجالا، إن لم يزدهم بطبيعة الحال إلا خبالا. وثالثهم: وهذا هو المهم ، وأقولها لأول مرة وبالفم المليان دون اعتذار أو خجل: إنني لا أكتب إلا من أجل ان اتسلى واروح عن نفسي بالدرجة الاولى، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، لست مسؤولا عن خلائق الله، فلهم رب يحميهم، ولم اكتب يوما لأعلم الناس كيف تكون اخلاقهم المحترمة. والذي اجبرني على هذا التوضيح أو الاستدراك هو ما قرأته لأحدهم رمز لاسمه ب (شخص) ويقول: مشعل أنا متابع لك منذ اربعة أيام فقط، بصراحة استغرب واتعجب مما تكتب، لا أجد فيه شيئا يفيدني اجتماعيا أو ثقافيا، بالعكس تستعين بكلمات لا تليق، مشعل أنت هنا تكتب لكي تثقفنا وتوعينا لكي تفيدنا بما تكتب، لا تكتب مشاكلك مع اصدقائك أو تجاربك. وفي النهاية يطلب مني أن اجيبه عن الرسالة أو الهدف مما أكتبه. وجوابي عليه احيله على ما ذكرته في بداية مقالي. وأزيد عليه قائلا: يا عزيز (الشخص) الذي رفضت أن تفصح عن اسمك، إنني أحترم رأيك، وأزيدك من الشعر بيتا، فحتى أنا شخصيا لا تعجبني بعض مقالاتي، هل تدري لماذا؟!، لأن هناك الكثير عندي أريد أن أبوح به ولكن مثلما يقولون: في فمي ماء مالح زعاق، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى، فليس هناك مقال من مقالاتي وإنني اتحداك لا توجد بها معلومة أو دلالة أو تجربة قد يستفيد منها من في رأسه ذرة عقل، اقرأ على الأقل ما بين السطور. الكتابة المباشرة يا عزيزي هي مجرد تلقين وفرض واجب، وإنني أربا بنفسي ان أفعل ذلك، لأنني احترم القارئ وأعلي من شأنه واعتبره أرفع درجة حتى من قلمي، الا تلاحظ أنني في الغالب أكون الشخص الضعيف أو المهزوم؟!، ويا ليتني كنت جبارا. وأختم هذا المقال برد القارئ (ابو جوري) على القارئ (الشخص) عندما قال: للأسف هناك الكثير من القراء يعتقدون أن مهمة الكتاب مناقشة القضايا المحلية والاجتماعية والسياسية، وهذا مفهوم خاطئ، ففي جميع صحف العالم ما يعرف بكتاب الأعمدة الساخرة، فإذا كنت لست من هواة هذه المقالات، فلست مجبرا أن تضيع وقتك في قراءتها ولا تجبر كاتبا بما تريد. و(للشخص) تحياتي، وكذلك ( لابو جوري). *** أهنئ الجميع بالعام الجديد، وليس لي من أمل إلا أن يسود السلام في هذا العالم، وتسود المحبة بين الناس، على مختلف أجناسهم والوانهم وعقائدهم. وأن أنال أنا ما يعتمل في صدري، قبل أن تغرب شمسي.