كتب/ الخبير الفني شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ • قدم الاتحاد والأهلي واحدة من أقوى المباريات مساء يوم الجمعة.. ولا أقول أجملها.. وذلك بحكم التنافس الشديد بين الفريقين الكبيرين.. سواء على مستوى المنطقة أو على مستوى الدوري العام.. •• ومن طبيعة اللقاءات التي يحكمها التنافس الذي يبلغ في بعض الأحيان درجة الصراع أن تشهد الكثير من «الفوضى» في الأداء العام.. فتضيع بذلك ملامح الخطة.. وتحدث الأخطاء.. والأشطر في الفريقين هو الذي يعرف كيف يستفيد من تلك الأخطاء.. وهذا ما حدث بالفعل في هذه المباراة الكبيرة التي غلب عليها التوتر فافتقدت بعض «جمالياتها» وإن لم تفقد عنصر الحرارة.. والقوة.. •• لكنها بصورة عامة كانت مباراة قوية.. ظهرت فيها مصادر القوة.. كما انكشفت نقاط الضعف سواء عند اللاعبين أو المدربين.. أو الجماهير أيضا.. الأهلي: تكامل عناصري ولكن •• لعب فريق الأهلي هذه المباراة مباشرة بعد مباراة النصر والشباب التي حقق فيها النصر فوزا كبيرا ب (3/ صفر) وعزز بذلك صدارته متجاوزا الأهلي الذي وصل إلى النقطة ال (28) من (12) مباراة قبل مواجهة الاتحاد، فيما وصل النصر إلى النقطة ال (34) من (13) مباراة بعد فوزه على الشباب، ليبقى الأهلي ثانيا بعد تعادله في ديربي جدة ويصل إلى النقطة (29) من (13) مباراة. ففوز النصر الكبير على الشباب باعد المسافة بينه وبين الأهلي، مما وضع لاعبيه في حالة نفسية معقدة، فدخلوا المباراة بتحديين.. الأول هو أن يفوزوا على الاتحاد باعتباره المنافس التقليدي الأول.. والثاني الاستمرار في ملاحقة النصر المتصدر وتقليص فارق النقاط بينهما.. •• هذا الجو النفسي الذي لا يجب تجاهله.. كان سببا مباشرا في أن ظهر الأهلي «متوترا» منذ البداية.. وظهر تحكمه في الكرة في الشوط الأول أقل بكثير من إمكاناته المتاحة بحكم تكامله عناصريا.. وخططيا.. وكذلك بحكم استقرار تشكيلته في الآونة الأخيرة.. لكن وسط الفريق بدا أقل تماسكا.. فكان مسرحا لتحركات اتحادية نشطة لعب فيه «محمد نور» دور القائد والموجه الأكثر حيوية عن ذي قبل فيما غاب دور «تيسر الجاسم» تماما.. وتحمل «وليد باخشوين» المهمة بمفرده فكان شديد التوتر.. فيما كان مصطفى بصاص تائها.. وعديم التركيز.. إلى حد بعيد.. •• لكن الحالة النفسية ليست هي العامل الوحيد الذي أثر في المستوى العام للفريق الأهلاوي في هذا الشوط.. وإنما هو تكتيك المدرب الذي اعتمده منذ (3) مباريات على الأقل، عندما أدخل مصطفى الكبير وداني إلى وسط الهجوم قريبا من «عمر السومة».. تكثيفا للقوة الهجومية الأهلاوية حتى يكون لديه أكبر قوة هجومية كاسحة في المملكة.. من شأنها أن تشكل خطورة متناهية على أي دفاع ومنطقة حراسة مقابلة.. •• وهذا وإن كان صحيحا.. لابد لكل من اللاعبين الثلاثة (السومة/ الكبير/ داني) مزاياه الخاصة.. إلا أنه أدى إلى: (1) ضعف الأطراف الأهلاوية (2) تضخم الكتلة الهجومية مع عدم توفر التعاون الكافي بين الثلاثة لتشكيل خطورة حقيقية على المرمى الآخر.. بحكم تفاوت ملكاتهم ومهاراتهم.. فالسومة.. لاعب خطاف يجيد التمركز.. ويحسن التصويب برأسه وقدمه.. ويتقن فن المباغتة للحارس المقابل.. في الوقت الذي يمتلك الكبير قدما قوية ولكنه يفتقد التركيز في التصويب أو توجيه الكرة إلى الزميل.. أما داني.. فإنه يبالغ كثيرا في الاحتفاظ بالكرة.. وفي العودة إلى الخلف والدوران حول نفسه.. وبالتالي فإن تكتلهم في مساحة ضيقة لا يخدم الهجمة الأهلاوية بقدر ما يؤدي إلى اختناقها.. وتمكين الدفاع المقابل من السيطرة عليها.. واستثمار التفاوت الكبير في المهارات بين الثلاثة.. وهذا ما فعله دفاع الاتحاد ونجح فيه. (3) اضطرار السومة إلى الهروب من منطقة المواجهة للمرمى إلى الذهاب إلى أحد الأطراف.. وبدء الهجمة من هناك.. فكان هذا «الهروب» في صالح دفاع الاتحاد الذي استطاع تنظيف منطقته أولا بأول من هجمات تعدم التجانس بين الكبير وداني تماما.. •• أما وسط الأهلي.. فإن تصميم المدرب «جروس» على استمرار «مصطفى بصاص» على أن يظل محورا متاخرا إلى جانب «تيسير الجاسم» هو تصميم غريب وغير مفهوم.. وكان من نتائجه أن فقد اللاعب حاسة الوظيفة الهجومية.. واستخدام مهاراته في الاختراق وتشكيل خطورة على المرمى الآخر بتمريراته البينية المتميزة في الماضي لأقرب مهاجم إليه.. •• والحقيقة أن تأخير المدرب «جروس» لبصاص وتيسير كمحورين دفاعيين.. وتقديم «وليد باخشوين» كمحور متقدم هو عكس طبيعة مهارات اللاعبين الثلاثة وأخشى أن يفقد الوسط الأهلاوي مع مرور الأيام هؤلاء اللاعبين المتميزين لأنهم وضعوا أمام مهام تتعارض تعارضا تاما مع مهاراتهم.. لأنه لا تيسير.. ولا بصاص.. يصلحان كمحورين دفاعيين.. في الوقت الذي لا يجيد فيه «وليد باخشوين» مهمة صانع الألعاب بعكس تميزه كمحور متأخر يقوم بمهام دفاعية مساندة.. من جهة.. وبتحرك مع الأطراف في الوقت المناسب من جهة ثانية. •• ونتيجة لهذا التكتيك غير المبرر.. فإن الأهلي كان أشد ارتباكا في هذه المنطقة الحساسة.. مما أدى إلى استحواذ الاتحاد على الكرة فيها.. كما أدى إلى كثرة أخطاء لاعبي وسط الأهلي المكلفين بمهام لا تناسبهم.. ولو استمرت المباراة لعشر دقائق أخرى لطرد منها وليد باخشوين الذي بدت العصبية عليه في أشد حالاتها ولا سيما بعد هدف الاتحاد في مرماه.. •• ولولا أن المدرب عالج أخطاءه التكتيكية هذه بتغييرات مهمة لخرج مهزوما.. •• فقد أخرج «داني» وأحل محله «مهند عسيري» وأصبح لديه مهاجم ثانٍ صريح.. يجيد التمركز واستخدام الرأس ويستثمر الهجمة بصورة أفضل وبدون لف أو دوران.. كما استبدل «مصطفى الكبير» الذي أوجد حالة تضخم كبيرة في المقدمة لا مبرر لها.. بإدخاله عبدالله المطيري الذي يجيد اللعب كمحور وصانع ألعاب خلف المهاجمين وأخر وليد باخشوين ليلعب في مكانه الطبيعي كمحور دفاعي فأحدث بذلك التوازن بين الهجوم والوسط إلى حد كبير وبالذات بعد أن استغنى عن خدمات مصطفى بصاص في منطقة المحور المتأخر بالمهاجم «سلمان المؤشر» ليلعب كمهاجم أيسر.. ثم أيمن وبدأت الأطراف تشتغل بشكل جيد.. ونتج عن ذلك: (1) عودة السومة إلى الهجوم الصريح بمواجهة المرمى.. (2) تحسن مستوى انتشار الفريق. (3) تحرك الأطراف وتشكيلها قوة ضغط حقيقية على الظهيرين.. ونتج عن ذلك هدف التعادل بخطأ من ظهير الاتحاد الأيسر «الضميري» أمام تحرك «الكبير» القوي أمامه وخطفه الكرة وتمريرها ل «مهند عسيري» الذي مررها للسومة حيث أحسن وضعها في المرمى بذكائه المعهود ومن موقعه الذي يجيد اللعب فيه.. •• أما بالنسبة للدفاع الأهلاوي فإن عودة محمد عبدالشافي إلى مركز الظهير الأيسر قد سد ثغرة كبيرة في هذه المنطقة.. لكن الخط بمجمله في هذه المباراة كان أفراده يلعبون فرادى كجزر متباعدة.. ولا انسجام بينهم ولكل منهم طريقته وبالذات أسامة هوساوي ومعتز هوساوي.. في متوسط الدفاع.. وسعيد المولد في اليمين الذي كان في هذه المباراة «مرهقا» وفي غير فورمته.. وتلاعب هجوم الاتحاد بهم كثيرا.. وكان يمكن أن يحقق من خلالهم نتيجة أفضل لولا خطأ مدرب الاتحاد التكتيكي بإبعاد «ماركينهو» عن منطقة تأثيره الرئيسي خلف المهاجم الصريح.. •• وهذا يعني.. أن خط الظهر الأهلاوي بحاجة إلى تدارس وضعه بعناية شديدة.. وذلك بتقليص الفروق الواضحة في طريقة لعب كل منهم.. تحقيقا لمستوى أعلى من الانضباط الدفاعي الأفضل فيما بينهم وبين حلقة الاتصال المحورية الرئيسية بينهم وبين خط الوسط.. عن طريق التمارين المهارية الكافية وتوزيع الأدوار بعناية وتحقيق التغطية الملائمة لكل منهم في حالة تقدم أحدهم وضرورة رجوع الآخر لكي يحل محله.. بدلا من اندفاع متوسطي الدفاع أماما.. أو يمينا أو يسارا وترك المنطقة فارغة.. وبدلا من اندفاع الظهيرين إلى الأمام لأداء أدوار هجومية غير منسقة وترك الأطراف لمهاجمي الفريق الآخر كما يفعل عبدالشافي والمولد باستمرار. •• واذا استمر الدفاع الأهلاوي يلعب بطريقته الحالية.. فإن أي مدرب ذكي يستطيع الوصول من خلاله بسهولة إلى مرمى «المعيوف» كما حدث في هدف الاتحاد الذي استغل خطأ من «وليد باخشوين» وفجوة بين أسامة هوساوي ومعتز هوساوي.. كشفت مرمى المعيوف أمام الغامدي فحقق هدف الاتحاد بمهارته المعهودة.. •• وللمرة الثانية.. فإننا ننصح مدرب الأهلي أن يعتمد الخارطة التالية في المباريات القادمة.. وإلا فإنه يساهم في خسارة الفرق للبطولة التي بدا قريبا منها.. •• ولا يمنع أن يكون مصطفى الكبير وداني لاعبين احتياطيين.. شريطة أن يلعبا في مواقعهما التي تحتاجهما المباراة فيها وبما يتفق مع ظروف كل مباراة.. إلى جانب «مهند عسيري» المطلوب في حالة الحاجة إلى مهاجمين أساسيين في المقدمة: •• وسوف تلاحظون على هذه الخارطة التالي: (1) عودة وليد باخشوين إلى مركزه الطبيعي كمحور دفاعي. (2) الاستفادة من المطيري في التشكيلة الأساسية بعد أن تحسن أداؤه وقل بطؤه عن السابق.. لتشكيل محورين دفاعيين يساعد أحدهما الهجمة بحسب الجهة التي تتطلبها.. (3) إعادة تيسير وبصاص إلى منطقة الوسط المتقدمة كمحركين للهجمات.. بدلا من أدوارهما الدفاعية الحالية «غير الملائمة» قبل أن نفقد مهاراتهما الجيدة. (4) إدخال المؤشر كلاعب أساسي في التشكيلة الرئيسية لتبادل المواقع على الأطراف بينه وبين بصاص وتحريك الأطراف الأهلاوية المعدومة الأثر من مدة.. (5) الاكتفاء بالسومة في المقدمة وعدم شغله بأي مهام دفاعية لعدم استنزاف لياقته وللحصول على الحد الأعلى من التركيز في التهديف وتشكيل الخطورة الكافية على المرمى المقابل. •• إذا لعب الأهلي بهذا التشكيل وذلك التكتيل فإن فرصة اللحاق بالنصر تصبح ممكنة.. وإلا فإنه لن يتمكن من تحقيق ما يصبو إليه هذا العام.. وبالذات بعد تعادله الأخير مع الاتحاد.. الاتحاد: حماس يحتاج إلى اللياقة •• لعب الاتحاد هذه المباراة بأمل كبير في الفوز لتحسين فرصه في الدوري العام بعد هزيمته (غير المستحقة) أمام الشباب في الأسبوع الماضي، كما لعب بهدف تحسين فرص ظهوره أمام الهلال في مباراته القادمة في جدة.. وبالذات بعد أن راجع المدرب الجديد «بيتوركا» حساباته.. وسمع النصيحة.. واسترد طاقم اللعب المتجانس الذي لعب به أمام الشباب والأهلي.. واحتفظ بالنجوم الجدد في بنك الاحتياط.. وأراح حمد المنتشري الذي يحتاج إلى مزيد من التمارين وإعادة التأهيل للتجانس مع خط الظهر واللعب بطريقة مختلفة أمام فرق شابة.. ومؤهلة.. •• لكن ما لم يكن مفهوما (بالمرة) هو استبعاد مدرب الاتحاد للاعب المجيد «أحمد عسيري» واللاعب الحي «محمد قاسم». •• وفي تصوري.. أن التجانس الذي بدا بين لاعبي الهجوم الاتحادي بين «فهد المولد.. وعبدالفتاح عسيري.. وعبدالرحمن الغامدي.. وماركينهو» هو الذي اقترب بالاتحاد من الفوز جنبا إلى جنب لعب «نور» هذه المباراة بروح التحدي لقدراته ولياقته وتخلصه من المحاورة والمداورة والاستعراض الممل.. وتفرغ لدور القيادة ولعب الكرة من لمسة واحدة في أكثر الأحيان، في الوقت الذي أبدى فيه الدفاع الاتحادي تماسكا لا بأس به واستثمر «فوضى» التشكيلة الهجومية الأهلاوية تماما.. •• فقد وضح منذ اللحظة الأولى أن الفريق مصمم على الفوز وتحدي كل التحليلات والتقديرات التي منحت الأهلي بطاقة التفوق بحكم تكامل صفوفه. •• لكن الأهلي «البارد» في أدائه التكتيكي وتحضيراته البطيئة في العادة بدا هذه المرة بصورة مختلفة.. ولعب المباراة منذ اللحظة الأولى بعزيمة الفوز للحاق بالنصر المتقدم وللتغلب على المنافس التقليدي.. لكن الاتحاد لعب هذه المباراة بضغوط نفسية أقل وقدم مباراة جميلة بكل المقاييس طابعها الحماس.. ومزاياها التجانس الفائق.. والمهارات العالية لمهاجميه.. وروح الاتحاد التي لا تعرف الهدوء ولا تفكر في نتائج الاستنزاف المبكر للياقة.. لأنهم يلعبون الشوط الأول في العادة بكامل طاقتهم ولا يفكرون في المخزون اللياقي وذلك وإن أظهرهم بالصورة الأفضل في الأشواط الأولى إلا أنهم يتراجعون في الشوط الثاني كثيرا.. وذلك يشير إلى أن الاتحاد لا تنقصه المهارة وإنما تنقصه اللياقة التي يجب ادخارها على مدى المباراة بشوطيها.. وهذا ما حدث يوم أمس الأول.. •• لكن اللياقة لم تكن هي العامل الوحيد الذي خذل الاتحاد في هذه المباراة.. وإنما هي التغييرات غير الموفقة لمدربه وهي تغييرات كان يمكن تفاديها لو أنه لعب ب«محمد قاسم» كظهير أيسر.. ولعب ب«أحمد عسيري» كمحور ارتكاز دفاعي منذ البداية.. هجوم الاتحاد: حيوية معطلة أخطأ مدرب الاتحاد «الجديد» منذ اختار تشكيلة هجومية جديدة ابتداء من مباراة الشباب السابقة.. عندما لعب ب«ماركينهو» في الطرف الأيمن.. وكتل الهجوم بإدخال كل من عبدالفتاح عسيري وفهد المولد.. للعب في متوسط الهجوم خلف عبدالرحمن الغامدي.. وأضعف الأطراف من فعالياتها عندما أبعد ماركينهو عن منطقة المحور وصانع الألعاب لتشكيل تهديد حقيقي على المرمى الأهلاوي.. وذلك أفقد هذا الزخم الهجومي الاتحادي فعاليته وأهميته.. لأنه جعل دور «ماركينهو» ثانويا.. وبدت منطقة صانع الألعاب شاغرة.. لأن «فهد المولد» لاعب طرف.. بحكم تكوينه وطبيعة مهاراته.. •• صحيح أن تكثيف الهجوم الاتحاد بالتركيز على (العسيري/ الغامدي/ المولد) في المقدمة شكل إزعاجا كبيرا لدفاع الأهلي إلا أنه كان يمكن أن يكون إزعاجا مثمرا.. لو أن «ماركينهو» وضع في مكانه.. لأداء المهام التالية: (1) التمرير المتقن لرأس الحربة (الغامدي) لكرات قاتلة في معظم الوقت. (2) تفرغ العسيري والمولد للعمل في الأطراف لإجبار ظهيري الأهلي على الارتباك وبدء الغزو من الناحيتين اليمنى واليسرى وهو ما لم يتحقق وبدا الظهيران مرتاحين لعدم وجود المقاومة أمامهما.. (3) استقبال الهجمات المرتدة وتصويبها نحو المرمى بقوة اللاعب المعروفة.. •• والدليل على خطأ وضع «ماركينهو» بعيدا عن منطقة المواجهة للمرمى المقابل هو: (1) أن جميع الكرات الثابتة الخطرة التي وجهت إلى مرمى الأهلي كانت من ماركينهو وهذه هي وظيفة المحور وليست وظيفة الجناح. (2) أن ماركينهو صنع هدف الاتحاد.. بتمريرته الذكية للكرة إلى الغامدي في الوقت وفي المكان المناسب عندما أعيد إلى مكانه الطبيعي في الشوط الثاني. (3) أن الاتحاد بهذا التغيير أعاد للأطراف حيويتها وخطورتها حين عاد «العسيري» إلى الطرف الأيمن والمولد إلى الطرف الأيسر وإن كان العكس هو الأفضل. •• حدث هذا لأن المدرب كان يريد «نور» في موقع القيادة الرئيسي مستفيدا من العوامل النفسية ومن خبرته الأفضل بلاعبي الأهلي.. وهو وإن نجح في هذه المهمة إلا أن نور كان مشغولا بمهمة القياة وأكثر انشغاله بمهمة تغذية الهجوم بكرات قاتلة كان يحتاجها عبدالرحمن الغامدي طوال الشوط الأول فلم يجدها. الوسط الاتحادي: حركة غير متوازنة •• مع أن نور استطاع أن يملأ هذه المنطقة ولاسيما في جانبها الدفاعي بصورة أساسية وفي تغطية فراغات الأطراف بالتعاون مع الظهيرين «الضميري/ الرهيب».. إلا أن الخلل كان واضحا في ضعف التكامل بينه وبين جمال باجندوح.. في منطقة المحور الدفاعي المكلف بمسح المنطقة الخلفية وبدت هذه الفجوة بصورة واضحة في الشوط الأول.. ولولا ضعف التجانس بين مهاجمي الأهلي لكثرة كثافتهم العددية وتنازعهم للأدوار لانكشف خط الظهر الاتحادي كثيرا.. لأن جمال باجندوح كان وحيدا في منطقة كبيرة أرهقته كثيرا.. دفاع الاتحاد: نجاح غير مطمئن •• لم يقصر خط الدفاع الاتحادي طوال المباراة في أداء مهامه بالرغم من انشغال الظهيرين (الضميري والرهيب) بمهام هجومية على حساب وظيفتهما الدفاعية لتغطية الفراغ الذي أحدثه المدرب بإدخال (العسيري والمولد) إلى منطقة وسط الهجوم.. ولولا ضعف الأطراف الأهلاوية.. وعدم تقدم الظهيرين الأهلاويين كثيرا لكانت منطقة الظهيرين ساحة مفتوحة لغزو أهلاوي متكرر.. ولولا تعاون كل من باسم المنتشري وطلال العبسي وحيوتهما وسرعة تداركهما للفراغات التي كان يحدثها تقدم ظهيريهما لكانت الأهداف الأهلاوية على مرماهم كالمطر لاسيما في ظل عدم اكتمال الطمأنينة إلى منطقة الحراسة لغياب الحارس الأساسي.. •• والحقيقة أن الحارس «هاني الناهض» قدم صورة مغايرة عنه في هذه المباراة بحسن توقيتات خروجه على الكرة ومنع هدفين على الأقل وذلك يؤكد أهمية اشتراكه في مباريات أكثر خلال المسابقات بدل الاعتماد على الحارس الأول طوال الوقت بهدف تعزيز ثقته بنفسه وتطوير قدراته وإكسابه خبرات متوالية.. •• لكن الدفاع الاتحادي بحاجة إلى تدارك سريع لإعادة بنائه وإعادة توزيع الأدوار بين لاعبيه ولاعبي الوسط.. وذلك لن يتأتى إلا إذا أعيد تشكيل الفريق على النحو التالي: •• وهذا يعني: (1) الاحتفاظ بطاقة احتياطية كبيرة وجاهزة ممثلة بكل من «محمد نور» و«أبوسبعان» في الوسط إلى جانب النجم الجديد تركي الخضير.. وب«مختار فلاتة» ويحيى دغريري وعبدالرحمن العمري» في الهجوم.. وب«محمد الضميري وصالح القميزي».. في خط الظهر.. (2) تحقيق الأمان الأفضل في خط الدفاع بوجود محورين دفاعيين قويين (عسيري/ باجندوح) لمساندة الدفاع ودعم هجوم المقدمة وتحريك الأطراف.. (3) وجود صانع ألعاب ذكي وقوي القدم ومجيد للتمرير خلف المهاجم الصريح.. بوجود «ماركينهو» في منطقة المحور المتقدم.. (4) إعطاء الفرصة للعب بمهاجمين اثنين في المقدمة في حالة الحاجة إلى خدمات العسيري أو المولد للعب بجوار المهاجم الرئيسي وذلك عند الحاجة إلى تغيير أحد متوسطي الدفاع وإرجاع العسيري إلى المؤخرة مقابل الاستفادة من نور لأي سبب من الأسباب. •• هذه الخارطة إذا لعب بها الاتحاد وتم توزيع الأدوار بين اللاعبين بدقة.. أمام الهلال يوم الثلاثاء القادم في بطولة كأس ولي العهد.. فإن الاتحاد يستطيع أن يطمئن لمستواه كي يحسن وضعه في سلم مباريات الدوري، مستفيدا من ظروف الهلال الحالية غير المشجعة نتيجة غياب «ناصر» وتراجع مستوى «نيفيز» وإرهاق «الدوسري» و «العابد» الشديد.. •• وبصورة عامة.. فإن حرارة الدوري بدأت ترتفع بتقدم النصر الكبير.. وهو التقدم الذي يؤكد إصراره على الاحتفاظ بالمقدمة.. وكذلك بتحسين أداء الأهلي وعدم تعرضه لأي هزيمة حتى الآن.. وإصرار الهلال على ألا يتأخر كثيرا أكثر مما تأخر عن البطولة في الوقت الذي يبقى الاتحاد بمثابة فرس رهان يحمل للجميع بعض المفاجآت ولا يريد أن يستسلم أكثر مما استسلم.. ولو بتحقيق مركز أفضل من المركز ال (الخامس) الذي يشغله حتى الآن.. وكلها عوامل تحرك المسابقة وتجعل لمباريات الكبار طعما افتقدناه منذ بداية الموسم لا سيما في ظل تراجع الشباب الكبير وغير المتوقع. •• شيء أخير لا أريد تجاهله هو: •• أن تعادل الأهلي جاء نتيجة اختيارات موفقة من قبل مدربه للبدائل.. مقابل تغييرات سيئة للغاية من قبل مدرب الاتحاد.. •• فقد أنزل «أحمد عسيري» بدلا من «باسم المنتشري» الذي تعرض لإصابة.. ولولا ذلك لظل اللاعب خارج الملعب رغم تميزه وحاجة الفريق إليه في مركز أكثر حيوية هو «محور دفاعي» إلى جانب جمال باجندوح.. •• لكن التغيير الأسوأ تم بإخراج عبدالفتاح عسيري من خط الهجوم وإبداله بلاعب الوسط «محمد أبوسبعان» بهدف تعزيز الدفاع للمحافظة على الهدف.. وهو تغيير غير موفق.. وعقيم.. لأن اللجوء إلى الدفاع نظرية بالية وإلا فإن الهجوم هو أقوى سبل الدفاع وأحسنها.. وخروج اللاعب عبدالفتاح عسيري.. أراح دفاع الأهلي ووسطه ومكن هجومه من التقدم وتحقيق التعادل وأكد بذلك أن نظرية دافع لتحافظ على الفوز خاطئة وغبية.. •• أما تغيير عبدالرحمن الغامدي في الهجوم ب«مختار فلاتة» فإنه وإن كان بسبب إرهاق اللاعب.. إلا أن خروج اللاعب في وقت كان فيه سعيدا بتحقيق الهدف جعله يشعر بمزيد من الحيوية وليس بالإعياء حتى يغيره بلاعب آخر في آخر لحظة.