يلعب فريقا الاتحاد والأهلي بعد غد واحدة من أصعب مباريات الدوري وأكثرها تعقيدا لاسيما في ظل تكافؤ الفريقين وإن اختلفت دوافعهما للفوز بالمباراة.. فالأهلي مازال كبير الأمل في أن يحافظ على المركز الثالث من الدوري بعد النصر والهلال لكي يضمن التأهل للآسيوية وهو مؤهل حقيقة لتحقيق هذه المرتبة في حدها الأدنى.. بينما الاتحاد حريص على الابتعاد أكثر عن المؤخرة التي وضعته فيها ظروفه الإدارية والمالية وغياب النجوم إلى درجة تهديده بالهبوط إلى صفوف فرق الدرجة الأولى (وتلك مصيبة المصائب وفضيحة القرن).. كما أنه يريد أن يطمئن جماهيره إلى أنه أوشك على التعافي من تلك الحالة المرضية الخانقة.. لكي يدفعهم إلى التفاؤل بمستقبل النادي ولا سيما بعد مجيء رئيس جديد للنادي يتطلع إلى الانعتاق من أزماته ومشاكله والالتفات للاعبين أكثر.. باعتبارهم الاستثمار الحقيقي في النادي.. ومصدر سعادة الجماهير.. تلك هي الأسباب النفسية العامة التي يدخل بها الفريقان بعد غد إلى أرض الملعب تحيط بهما جماهيرهما التي تحمل قدرا كبيرا من التفاؤل بفوز فريقها بهذه المباراة.. أما بالنسبة للظروف الفنية فإنها تبدو متقاربة وإن كان مدرب الاتحاد جديدا ومازال يدرس الفريق ولن تكون له بصمات واضحة عليه.. وإن كانت مشاركة المهاجم الصريح «ليال» في مقدمة الأهلي .. ومن خلفه «المحور المتقدم وصانع الألعاب» الجديد «اريك اوليفيرا» سيحدثان فارقا كبيرا جدا في أداء الفريق إذا تحقق بينهما الانسجام الكامل وتمكنا من «أكل» دفاع الاتحاد.. وبالذات إذا أحسن المدرب «بيريرا» تنشيط الأطراف ولعب عليهما بكل من «بصاص» و «موسورو» وجعل خلف الجميع كلا من «تيسير الجاسم» و «وليد باخشوين» وأراح في هذه الحالة على دكة الاحتياط «سوك» من اللعب في هجوم المقدمة.. ولم يغامر على حساب تكامل وتجانس خط الهجوم ودقة تنظيمه.. وإذا هو أضاف إلى دكة الاحتياط كذلك الظهير الأيمن «عقيل بلغيث» ولعب في الدفاع بكل من «منصور وأمان وهوساوي والزبيدي» هذه التشكيلة الأهلاوية تعني أن الفريق سيلعب بخطة مغايرة هي (2/4/4) في الحالة الهجومية.. على النحو التالي: على أن تتحول في الحالة الدفاعية إلى (3/4/3) وذلك بتراجع الظهيرين إلى الخلف.. وتكامل (أوليفيرا) مع كل من تيسير وباخشوين.. أو برجوع أحد الجناحين (بصاص) أو (موسورو) إلى الخلف قليلا لمؤازرة الدفاع أو البقاء إلى جانب (اوليفيرا) انتظارا للهجمة المرتدة والانطلاق بها من جديد إلى المقدمة وتحويل الهجمة الاتحادية إلى هجمة أهلاوية صاعقة لحارس مرماهم.. وقد يجد الجناحان نفسيهما مطالبين في بعض فترات المباراة بالقيام بدور دفاعي لتعطيل جناحي الاتحاد المتوقعين (فهد/ العمري) وشل حركتهما وإن كنت أعتقد أن هذا الدور سيكون على حساب فعالية هجومهم.. وإبقاء الأهلي في وسط الملعب أطول وقت.. وإذا لعب «بيريرا» بغير هذه التشكيلة التي نقترحها وهذا التكتيك الذي أشرنا إليه فإنه سيربك كلا من الوسط والهجوم ويلعب المباراة بخطة قد تفيد الاتحاد كثيرا.. لأن طريقة «موسورو» المربكة لمنطقتي الوسط والهجوم ستكون على حساب تنظيم المنطقتين.. وسوف تفقد الفريق الهوية تماما وسوف يصبح الوسط مهزوزا إلى حد كبير.. وربما تنتقل المشكلة إلى أحد الطرفين لو فكر في إحلاله محل (بصاص). ولا أستبعد أن تدفعه قناعته ب «موسورو» إلى الدفع به للعب على الطرف الأيمن.. وإرسال (بصاص) إلى الطرف الأيسر.. نظرا لغياب السوادي الموقوف، وذلك أخف الضررين.. وإن كان ليس هو الأفضل على كل حال.. ولو فعل هذا فإنه سيخدم الاتحاد بعض الشيء لأنه سيخفف من ضغط وسط الأهلي المتكامل على وسطه الذي يعاني من الضعف النسبي.. الاتحاد: مصادر القوة والضعف أما بالنسبة لفريق الاتحاد فإن من المرجح أن يلعب هذه المباراة بآخر تشكيلة لعب بها أمام التعاون وتعادل معه (1/1) والمتمثلة في الآتي: وهي اليوم بحاجة إلى تعديل أساسي في توزيع الأدوار.. وتحديد المهام بدقة للأسباب التالية: (1) إن وجود مختار بمفرده في المقدمة أمام رباعي الدفاع الأهلاوي لن يمكنه من الضغط الكافي على هذا الدفاع واختراقه. (2) إن عبدالرحمن الغامدي.. مهاجم أكثر منه صانع ألعاب.. لأن صانع الألعاب له مواصفات لا يملكها الغامدي ويأتي في مقدمتها.. مراقبة خط دفاع الخصم بدقة.. واستغلال الفجوات الموجودة فيه.. وسرعة تمريره الكرة للمهاجم الصريح.. أي أن عليه أن يقوم بدور الممول.. بالإضافة إلى القيام بدور آخر هو مباغتة مرمى الخصم بتهديفات قوية من الخلف.. وهو في هذا الجانب ضعيف إلى حد ما.. ولذلك فإن الأفضل والأنسب للاتحاد أن يلعب ب «عبدالرحمن» كمهاجم ثان.. يتبادل مع مختار كرات سريعة شريطة أن يتخلص من عيب الاحتفاظ بالكرة.. وتصريفها بسرعة.. وتشكيل ثنائي متجانس مع (مختار) والبعد عن اللعب الفردي.. وتبادل المراكز مع لاعب الوسط الأيمن والأيسر بسرعة كافية.. (3) إن اللاعب عبدالرحمن العمري لاعب مجهود.. يلعب بكلتا قدميه.. وإن كان يجيد اللعب بقدمه اليسرى.. ولذلك فإنه لابد أن يلعب على الطرف الأيسر ويتحرك في اتجاهين فقط هما خط الوسط.. ومتابعة هجوم المقدمة وتمرير الكرة لثنائي هجوم المقدمة (الغامدي/ مختار) أو أن يلعب كمحور خلف هذين المهاجمين.. ويقلل من الحركة بعيدا عن هذا الخط حتى تجد الهجمة المرتدة من يكملها.. كما يشترط عليه أن يقلل من المحاورة والاحتفاظ بالكرة طويلا. لذلك أقول إن التشكيلة المثلى لفريق الاتحاد التي يجب أن يلعب بها هي: هذه التشكيلة ستكفل للاتحاد: (1) قوة كافية في الطرف الأيمن بالتعاون الوثيق بين كل من راشد الرهيب في المؤخرة وأحمد عسيري في الوسط وفهد المولد في الطرف الأيمن. (2) تحقيق مستوى أفضل من الثقل لمنطقة الوسط بوجود كل من أحمد عسيري ومحمد أبو سبعان في قلب الفريق.. بالرغم من الحاجة الملحة إلى عسيري في قلب الدفاع إلى جوار «باسم» وإن كان بإمكانه أن يكون أقرب إلى الدفاع في حالات اشتداد هجوم الأهلي.. لإغلاق المنطقة تماما وبالذات في حالات التعادل أو تقدم الأهلي بهدف.. (3) ستعطي هذه الخطة الاتحاد فرصة أفضل للتحرك المحسوب على الأطراف (دون مبالغة أو تهور) من قبل الظهيرين (الرهيب/ قاسم) وإن كان على محوري الدفاع عسيري/ أبو سبعان أن يكونا متيقظين عند تقدم أحد الظهيرين بحيث يسارع أحدهما للتراجع وتغطية وإغلاق منطقته بسرعة كافية. وإذا أراد الاتحاد أن يفوز أو أن يتعادل على أقل تقدير فإن عليه أن يفرغ (أحمد عسيري) لمهمة متابعة ومراقبة (اريك اوليفيرا) والحد من نشاطه وحركته لأنه سيكون مركز ثقل الأهلي في هذه المباراة وبالذات في ظل حاجة (ليال) إلى إمداداته.. فإذا نجح الاتحاد في تقليل خطورة (ليال) فإن لاعبي طرف الأهلي أو أحدهما سيضطر إلى الانكماش إلى الوسط وذلك سيكون على حساب حركة الأطراف وضعف الكرات العرضية التي تهدد دفاع الاتحاد كثيرا.. صحيح أن لعب (أحمد عسيري) بأسلوب (مان/تو/مان) مع (اوليفيرا) قد يقلل من خطورة هجوم الأهلي إلا أنه سيكون وبكل تأكيد على حساب حركة وسط الاتحاد وفي هذه الحالة فإن على (أبو سبعان) أن يقوم بالدور كاملا بالتعاون مع بقية لاعبي الوسط الآخرين في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى مع ظهيري الفريق ومتوسطي الدفاع.. وهذا يعني أن يلعب الاتحاد اليوم بطريقة متوازنة هي (4/3/3) في أكثر الأوقات.. وإن كان مضطرا للعب في بعض الأحيان بطريقة (4/2/4) للإبقاء على مستوى هجومي أفضل لاسيما إذا تحقق انسجام كاف بين (الغامدي) و (مختار) وقام فهد المولد بدوره على أكمل وجه وتحرك العمري بهدوء وتركيز أكبر، وبحساب دقيق للمساحة التي يتحرك فيها ولم يستنزف نفسه وجهده مبكرا.. وإذا حدث شيء من هذا وأرهق مبكرا فإن دكة الاحتياط ستدفع ب «هتان باهبري» ليحل محله.. وقد يحتاج الاتحاد في هذه المباراة إلى خبرة (حمد المنتشري) إذا كان جاهزا من الناحية اللياقية والنفسية.. وإن كنت أشك في أنه سوف يحتاج إلى هذا التغيير.. كما أنني لا أشعر بأنه قد يحتاج إلى أي من المحترفين لديه اليوم لأنهما يلعبان كرة بطيئة.. وبعيدا عن روح الاتحاد وحيويته. ولست أدري مدى جاهزية اللاعب الاتحادي الجديد (رود ريقيز) لكي يلعب هذه المباراة.. وحتى وإن كان جاهزا فإن خبرته بمباراة كهذه يغلب عليها الطابع النفسي والتنافسي قد لا تساعده على تقديم أي مستوى وأنا لا أنصح بالزج به اليوم.. وإذا احتاجه الفريق.. فإن ذلك لا يجب أن يكون من الشوط الأول وإنما في الربع الساعة الأخير من المباراة لمجرد اكتشاف قدراته وإن كانت مباراة اليوم لا تحتمل الاختبارات أبدا. وبصورة عامة.. فإن استقرار منطقة الحراسة في الفريقين يشكل عامل طمأنينة لهما غير أن الفجوات الموجودة في خط دفاع الفريقين هي التي قد تحدث الفارق تبعا لمستوى أداء الهجومين.. وإن كان هجوم الأهلي أكثر خطورة من الهجوم الاتحادي.. وإن كان التفاهم بين لاعبي الاتحاد أكبر والتعاون أعظم.. في حالة تحققه على الأرض. لكن الفارق الكبير بين الفريقين يظل في الوسط لصالح الفريق الأهلاوي.. لأن رباعي أو خماسي الوسط (وليد/ تيسير/ اوليفيرا/ بصاص/موسورو) أكثر قوة وتماسكا من وسط الاتحاد (المولد/العمري/ العسيري/ أبو سبعان) وإن كان الفصل في النهاية سيكون للياقة البدنية وقدرة كل فريق على توزيع جهوده على شوطي المباراة.. وللقيام بالأدوار الدفاعية والهجومية بتوازن كاف.. وهي المهمة التي ستحدد فوز أحدهما بالمباراة بكل تأكيد.. وإذا كان الأهلي هو الأقرب إلى الفوز إلا أن روح الاتحاد المعنوية وعدم وجود ضغوط نفسية كبيرة عليه كما هي على لاعبي الأهلي قد تجعله ندا قويا.. ومستعصيا على الفوز عليه.. بل قد يفاجئ الجميع بفوزه نظرا لتجانس لاعبيه وجماعيتهم.