عبدالقادر فارس (غزة) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ قال مستشار الرئيس الفلسطيني الدكتور محمود الهباش إن فشل المفاوضات وعدم جدية إسرائيل وراء قرار القيادة الفلسطينية الذهاب لمجلس الأمن لتقديم مشروع إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين. وحمل، في حوار ل«عكاظ»، إسرائيل وحماس مسؤولية إفشال المصالحة. وأضاف أن إحباط المشروع سيدفع الفلسطينيين للانضمام إلى اتفاقية روما ومحكمة الجنايات الدولية لمعاقبة إسرائيل على جرائمها، محذرا من أن الاعتداء على المسجد الأقصى سيشعل حربا دينية يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليتها. ونوه الهباش بالمواقف الأوروبية بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية. لماذا مجلس الأمن رغم الضغوط الأمريكية والمعارضة الإسرائيلية؟ أساس تحركنا أننا نسعى إلى إنهاء الاحتلال، وأي وسيلة تضمن لنا ذلك نحن معها، وقرار الذهاب لمجلس الأمن سببه فشل المفاوضات وعدم جدية إسرائيل، وبالتالي لم يعد هناك من إمكانية للاستمرار في هذه المفاوضات لعدم جدية إسرائيل، وقررنا الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي لتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال، وإذا وجدنا أي خيار بديل أقل كلفة فنحن جاهزون له؛ شرط إنهاء الاحتلال في فترة زمنية محددة يتم الاتفاق عليها وحل كافة القضايا التي ترتبت على وجوده. ما الخيارات والبدائل إذا أحبط المشروع الفلسطيني في مجلس الأمن؟ أمامنا 3 سيناريوهات: أن لا نتمكن بسبب الضغوط الأمريكية وغيرها من الحصول على 9 أصوات، أن نحصل على 9 أصوات ثم تستخدم أمريكا (الفيتو) لإفشال القرار، والثالث أن يمر القرار، ولكن إذا أحبط القرار وفشل مجلس الأمن في القيام بواجبه لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، فليس أمامنا إلا الذهاب إلى المنظمات الدولية المختلفة لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وسنذهب مباشرة للتوقيع على صكوك الانضمام إلى المنظمات والمعاهدات الدولية، بما في ذلك معاهدة روما ومحكمة الجنايات الدولية، وسنعيد النظر في آليات العلاقة مع إسرائيل بما يضمن المصالح الفلسطينية ويدفع باتجاه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. تلقيتم الدعم لمشروعكم من الجامعة العربية وقمة الدوحة، كيف تقيمون هذا الدعم وماهي مطالبكم الأخرى؟ المشروع الفلسطيني الذي قدم لمجلس الأمن يحظى بإجماع عربي، وأصبح مشروعا عربيا، ونحن بكل تأكيد لا غنى لنا كفلسطينيين عن الحاضنة العربية والدعم العربي، ولكن نأمل أن يتم تفعيل شبكة الأمان العربية؛ لأننا على يقين أن أي خطوة فلسطينية بهذا الاتجاه ستقابل بعقوبات من جانب الولاياتالمتحدة، وسنجد أنفسنا بحاجة أكثر إلى شبكة الأمان العربية، وهذا القرار اتخذ في أكثر من قمة عربية وإسلامية، ولكن بحاجة إلى تفعيل وتنفيذ ونأمل أن نجد تفعيلا قريبا. كيف ترون الاعترافات المتتالية للبرلمانات الأوروبية بدولة فلسطين؟ بكل تأكيد، هذه خطوات إيجابية في الاتجاه الصحيح، صحيح أنها رمزية؛ لأنها تقتصر فقط على البرلمانات، ولكن دعنا نتذكر أن موقف الحكومة السويدية كان موقفا متقدما، ونحن على ثقة أن فلسطين الدولة الحرة قادمة لا محالة على الصعيد القانوني والسياسي وعلى صعيد الاعترافات الحكومية، ولكن هذه الخطوات مهمة ومؤثرة؛ لأن في الديمقراطيات الأوروبية الرأي الشعبي هو رأي مهم، وبالتالي الضغوط البرلمانية على الحكومات آجلا أم عاجلا ستسفر عن مواقف متقدمة من الحكومات توازي مواقف البرلمانات. ما زالت المصالحة متعثرة وعمل الحكومة معطلا والإعمار متأخرا في غزة والخلافات تتعمق، كيف يمكن الخروج من ذلك لتقوية الموقف الفلسطيني؟ للأسف الشديد، هناك جهتان تعملان على إفشال المصالحة بين إسرائيل وحماس، وبصراحة حماس أفشلت المصالحة بإجراءاتها العبثية وإصرارها على أن تتفرد كسلطة داخل السلطة، هناك حكومة وفاق وطني تم الاتفاق على تشكيلها، وحماس لا تريد أن تعترف بهذه الحكومة ولا تريد لهذه الحكومة فرصة للحياة والاستمرار، ولا تريد أن تمكن هذه الحكومة من القيام بواجباتها تجاه المجتمع الفلسطيني في غزة، وخصوصا على صعيد إعادة الإعمار، هذا العبث من جانب حماس وإصرارها على استمرار سيطرتها الأمنية على غزة واستمرار التصرف كحكومة في ظل وجود حكومة رسمية، للأسف أفشل المصالحة والإعمار، والحل البديل أن تلتزم حماس بالمصالحة وأن تلتزم بتمكين الحكومة بالقيام بواجباتها، وأن تلتزم بالذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية تنهي حالة الانقسام. هناك تصعيد إسرائيلي.. كيف ترون هذا التصعيد وما سبل مواجهته؟ التصعيد الإسرائيلي متواصل، وقد بلغ ذروته في عملية قتل الوزير زياد أبو عين لإفشال المقاومة الشعبية، والرد على هذا التعنت والإجرام يكون باستمرار المقاومة الشعبية السلمية التي أحرجت إسرائيل، ونحن على يقين أنها ستؤتي ثمارها، وسنستمر بهذه المقاومة الشعبية في تحدي الاحتلال وتعزيز صمود شعبنا. ومن الخطورة استمرار إسرائيل بالاعتداء على المقدسات، ما يعني بشكل واضح تفجير حرب دينية، الأمر في غاية الخطورة وسيدفع المجتمع الدولي بأسره ثمنا باهظا لهذه الحرب الدينية إذا اشتعلت، وبالمقابل لا يمكن أن نسلم لإسرائيل بأن تستمر في العبث بالمقدسات، ونحن من جانبنا سنواصل دعم صمود شعبنا والرباط في المقدسات والدفاع عنها بالمقاومة الشعبية والتحرك السياسي على الساحة الدولية.