غزة – يوسف أبو وطفة الاندماج بين حركة الجهاد وحركة حماس تم تضخيمه إعلاميا المقاومة الفلسطينية حققت في المواجهة الأخيرة إنجازا كبيرا ليس لسرايا القدس بل لكافة فصائل المقاومة نحن مع أي اتفاق أو إجراء يوقع بين حركتي حماس و فتح قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام أن دخول حركة حماس للسلطة أثر على دورها في المقاومة الفلسطينية، وفي ردها على العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. وأضاف عزام في حوار مع «الشرق»: «التصعيد الأخير لم يشهد أي تنسيق بين حركة الجهاد الإسلامي مع الأخوة في حماس رغم العلاقة الجيدة معهم» مشيرا إلى أن الاندماج بين حركته وحركة حماس تم تضخيمه إعلاميا وأنه ما زال في مراحله الأولى. وفيما يلي نص الحوار * - ما هي الحسابات التي كانت مطروحة أمام حركة الجهاد الإسلامي في التصعيد الأخير مع إسرائيل؟ - بالتأكيد هناك حسابات طرحت منذ دخولنا على ساحة المعركة الأخيرة مع إسرائيل، كان في مقدمتها أننا لم نطمح أن نحول حياة الشعب الفلسطيني إلى أحزان وأن يقتلوا بمناسبة وغير مناسبة، لكن إسرائيل من بَدَأ بالاعتداء على المقاومة والشعب الفلسطيني حين اغتالت زهير القيسي الأمين العام للجان المقاومة الشعبية وعددا من عناصر الجهاد الإسلامي. لكن المقاومة الفلسطينية حققت في هذه المواجهة إنجازا كبيرا ليس لسرايا القدس وحدها بل هو لكافة فصائل المقاومة الفلسطينية، والشعب الفلسطيني الذي شارك بصموده وتضحياته. * - إلى أي درجة كنتم مستعدين للذهاب بالمواجهة مع إسرائيل ؟ - نحن نتحدث بموضوعية، ونعلم أن إمكانات إسرائيل أكبر مما تملكه المقاومة والشعب الفلسطيني، ولكن لا يمكننا التراجع وكنا وسنظل نقاتل حتى الرمق الأخير في المواجهة مع إسرائيل، لأنه لا يجوز أن نفرط بحقوقنا، والأمور غير متوازنة وموازين القوى ليست في صالحنا، ومبرر تباين القوى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل لا يمكن على الإطلاق أن يدفع للتسليم أو الخضوع. * - هل غياب حركة حماس عن المشاركة بصورة مباشرة بالمواجهة الأخيرة ساعدكم أم أضر بكم؟ - حركة حماس حركة كبيرة ولها إنجازات ضخمة لا يستطيع أحد أن ينكرها وكنا نتمنى أن تشارك معنا في الجولة الأخيرة، لكن الإخوة في حماس كان لهم وجهة نظرهم الخاصة، ولهم اجتهادهم، ومشاركة كتائب القسام كان سيعطي للموقف الفلسطيني قوة أكبر. * - إسرائيل تقول أنها نجحت في تحييد حركة حماس خلال المواجهة الأخيرة معها ؟ وهل دخول حماس للسلطة أثر على دورها المقاوم؟ بالنسبة للشق الأول من السؤال، لا تعليق، أما بخصوص دخول حركة حماس فالأمر بات يحتاج إلى تقييم فشعبية حماس الكبيرة كسبتها وهي في مربع المقاومة، ومن المؤكد أن إنجازات حماس في المقاومة كانت عظيمة وهناك عراقيل كثيرة ما تزال توضع أمام حركة حماس في الحكومة الآن، والأمور باتت تحتاج إلى نقاش فيما يخص وجود حماس في السلطة وهذا النقاش يجب أن يجري حتى يستفيد الجميع منه وتستفيد حماس. ومن المؤكد أن دور حماس في المقاومة أفضل من دورها في السلطة، ونحن نحتاج لدورها أكثر من حاجة الشعب الفلسطيني لحماس في الحكومة والسلطة، وجود حماس في السلطة يضع قيوداً على حركتها ويضع قيوداً على خطواتها وبالتأكيد هذه القيود يمكن ألا تكون موجودة في حال كونها خارج السلطة، وحضور حماس في السلطة أثر على دورها المقاوم بشكل أو بآخر، وهو ما ظهر في المواجهة الأخيرة. * - هل كان هناك أي تنسيق متبادل مع حماس لإدارة الساحة الفلسطينية خلال التصعيد الإسرائيلي الأخير؟ - في هذا التصعيد على وجه التحديد لم يكن هناك تنسيق رغم العلاقة الجيدة بحركة حماس ونسعى إلى أن تكون هذه العلاقة أفضل بكثير ولم يكن هناك تنسيق بأي شكل من الأشكال. * - كيف ترد على من قال إن إسرائيل تريد أن تختبر قدرة الفصائل الفلسطينية في غزة قبيل توجيه ضربة عسكرية واسعة لإيران ؟ وهل من الممكن أن نشهد مشاركة للجهاد حال ضرب إيران؟ - من السابق لأوانه الحديث في هذا الأمر لأن الأمر معقد وحساس ولا نظن أن هناك ضربة وشيكة لإيران، ولا نريد أن نخوض في هذا الأمر قبل وقوعه. * - الجهاد الإسلامي خسرت خلال التصعيد الأخير 14 عنصراً من عناصرها من سرايا القدس عدا الإصابات.. هل الخسائر البشرية تؤثر عليكم؟ - بالتأكيد الأضرار كبيرة ونحن حينما نخسر أخاً واحدا نشعر بخسارة وقيمة الإنسان عندنا كبيرة جداً وحينما نفقد 14 مجاهدا لهم دورهم في مشروع المقاومة ولهم دورهم في هذه المواجهة فهذه خسارة كبيرة، لكن هذه الضريبة التي يدفعها الفلسطينيون نتيجة لمقاومتهم. * - خلال 48 ساعة من إعلان التهدئة شهدنا عدداً من الغارات الإسرائيلية على غزة عدا إطلاق بعض الجماعات الصغيرة لصواريخ غراد.. ألا تخشون من فشل التهدئة نتيجة وجود بعض الجماعات التي لا تحتكم لرأي الفصائل الفلسطينية الكبرى ؟ - نظن أن الكل ملتزم والجميع يقدر المصلحة العامة للشعب الفلسطيني، ونحن لهذه المصلحة وافقنا على التهدئة والكل الفلسطيني لديه مسؤولية سيلتزم بهذا الاتفاق الذي يمثل معظم الفصائل العاملة في الساحة، ونحن نراقب ما يجري بلا شك على الساحة من خروقات التهدئة هنا وهناك اتصالات مستمرة مع الجانب المصري بهذا الصدد. * - كان هناك حديث في الآونة الأخيرة عن اندماج بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى أين وصلتم في ذلك، وهل من الممكن أن نشهد بالفعل جسماً واحدا يجمع بينكم؟ - ربما كان هناك مبالغة من قبل البعض في موضوع الاندماج بيننا وبين الإخوة في حركة حماس والحديث عن اندماج الآن، لكن هناك لقاءات دائمة في الفترة الأخيرة بين الجانبين لتطوير العلاقة بين الحركتين وبهدف تلافي أية إشكالات موجودة على الأرض وهذا بلا شك يعود بالنفع على كلا الحركتين وعلى القضية الفلسطينية بشكل عام، وهذا الحوار ما زال مستمراً وموجودا، ونحن نطمح إلى الوصول إلى الهدف الكبير بالوحدة الاندماجية في المستقبل البعيد. يجرى حالياً دراسة العديد من الأشكال للتنسيق المتبادل بين الحركتين في القضايا المختلفة على الساحة الفلسطينية لكن هذا الحوار موجود مع الإخوة في حماس وأن تتطور العلاقة وأن يكون هناك تجسيد للرؤى المشتركة بخصوص القضايا العديدة. * - ملف المصالحة يشهد تراجعا كبيراً في الفترة الأخيرة، ما هو موقفكم في حركة الجهاد الإسلامي من هذا التراجع؟ - التراجع في ملف المصالحة يثير الأسى، والموضوع طال كثيراً وتوصلنا لاتفاقات عديدة وكنا نشعر بأننا نقترب من إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، لكن بعد فترة كانت تظهر عقبات والأمور مؤسفة بلا شك والوضع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني يحتم الإسراع في تنفيذ جهود المصالحة، ولا يجوز أن ينظر إليها على أنها إنهاء لخلاف بين فصيلين مع تقديرنا لحماس وفتح، لكن يجب النظر للمصالحة على أنها طي لصفحة الانقسام وفتح صفحة جديدة من التضامن والعمل المشترك لمواجهة الأخطار الكبيرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وما جرى في الأيام الأخيرة في التصعيد مع إسرائيل يلزمنا بالوحدة المشتركة لكي يكون أداؤنا أفضل في مواجهة العدوان وإسرائيل. * - تحدثت عن قضايا وملفات أفشلت تنفيذ باقي بنود اتفاقات المصالحة التي جرى التوقيع عليها هل لك أن تطلعنا على تلك الملفات؟ - الخلاف على بعض الأمور الفرعية والثانوية الصغيرة كان يشكل عقبة أمام تنفيذ بنود المصالحة الفلسطينية الموقعة بالقاهرة في العام المنصرم، كذلك بعض الأمورالإجرائية، وصلاحية الوزراء ومسائل فنية تماماً هي التي تقف عقبة أمام المصالحة ويجب أن تتسارع الجهود لإراحة الشعب الفلسطيني. * - شهد إعلان الدوحة توافقاً فلسطينياً على اختيار محمود عباس رئيساً للوزراء، ما هو موقفكم في حركة الجهاد من ذلك ؟ وألا تخشون من تبني الرئيس عباس المسيرة السلمية من جديد؟ - أولا نحن مع أي اتفاق أو إجراء يوقع أو يتفق عليه بين حركة حماس وحركة فتح، طالما أنه يريح شعبنا الفلسطيني، وطالما أنه يصل بنا إلى المصالحة، ونحن لسنا طرفاً أساسياً في ملف تشكيل المصالحة ونحن لم نشارك في الحكومات السابقة ولن نشارك في الحكومة المقبلة على الأرجح، والمهم أن يتفق الإخوة في حماس وفتح على ذلك، كونهما الطرفين الأبرز في ملف الانقسام. أما بخصوص عودة الرئيس عباس للمفاوضات من جديد فصلاحياته في الرئاسة أكبر من رئاسة الحكومة، ونحن رفضنا طوال الوقت موضوع المفاوضات وكنا نتحدث بشكل موضوعي وليس بالشعارات، والمفاوضات لم تجلب شيئاً لشعبنا ومن غير المنطقي الاستمرار في طريق بات الجميع يعلم أنه لا فائدة منه، ونحن لا نشعر بالقلق من مسيرة التسوية نتيجة تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه وبالمقاومة التي تدافع عن حقوقه، وإسرائيل ليس لديها ما تقدمه للمفاوض وللشعب الفلسطيني، ولا يجوز أن يبقي الرئيس عباس يراهن على المفاوضات رغم فشلها. * - فيما لو تعقدت الأمور بشكل أكبر وفشلت جهود إنهاء الانقسام.. هل من الممكن أن تخرج علينا حركة الجهاد الإسلامي وتعلن عن الطرف المعيق للمصالحة وتكشفه أمام الشارع الفلسطيني؟ - الموضوع الداخلي حساس جداً وإعلان كهذا يجعلنا طرفاً في الصراع الداخلي ونحن ابتعدنا بأنفسنا طوال الوقت عن الصراع الداخلي ولا نريد أن نكون طرفاً به ولا نريد أن نكون مع طرف دون آخر، لأننا نريد أن نحافظ على علاقتنا مع الكل الفلسطيني و نحرص على استمرار التواصل والخطاب بيننا وبين الجميع ونحاول أن نقرب المواقف. * - ملف الاعتقال السياسي عانت منه حركة الجهاد الإسلامي بشكل كبير في الضفة الغربية من خلال اعتقال عناصرها ومؤيديها هناك، ما موقفكم من عدم إنهاء هذا الملف إلى الآن؟ - ملف الاعتقال السياسي من أكبر الملفات التي تعيق المصالحة الفلسطينية، ونحن ضد الاعتقال السياسي مهما كانت الجغرافية والانتماء للشخص الذي يعتقل على خلفية فكره أو اجتهاده السياسي، لا يجوز أن يعتقل فلسطيني في سجن فلسطيني مهما كانت الأسباب إلا في حالة الأسباب الجنائية والأمنية. * - بصفتكم عضواً في لجنة المصالحة المجتمعية إلى أين وصلت جهودكم في ظل تشبيه البعض لهذا الملف « بالقنبلة الموقوتة» ؟ - ملفات المصالحة تشهد تشويشاً كبيراً، من بينها ملف المصالحة المجتمعية وملف الانتخابات ولجنة الحريات والعديد من الملفات ويجب أن يتسارع العمل، ملف المصالحة المجتمعية ملف شائك ويحتاج إلى تضافر الجهود لمحاولة حل ولو جزء يسير من القضايا ونحتاج إلى دمج المؤسسات الأمنية وإتمام المصالحة وتشكيل الحكومة للعمل بشكل فعلي لإنهاء ملف المصالحة. * - فيما لو دعيت حركة الجهاد الإسلامي لتشكيل حكومة فلسطينية بعيداً عن اتفاقية أوسلو هل من الممكن أن تشاركوا؟ - مع الأسف كل ما يجري على الساحة السياسية الفلسطينية هو في دائرة اتفاق أوسلو الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، لكن إذا جرى الحديث عن نظام آخر يكون بعيداً عن اتفاق أوسلو كما هو الحال في انتخابات المجلس الوطني للمنظمة فعندها سنشارك في هذه الحكومة دون تردد. * - كيف تنظر حركة الجهاد الإسلامي إلى ما يجري في سوريا. خصوصاً أن حركة الجهاد الإسلامي لها مكاتب هناك هل غادرتم سوريا بالفعل؟ - الجهاد الإسلامي لم تخرج من سوريا، ونحن لا نتمنى أن تكون هناك مشكلة في أي بلد عربي ونحن دائماً نريد أن تعيش الشعوب العربية حياة كريمة تليق بها ونريد دائماً أن يكون هناك علاقة جيدة بين الشعب وأنظمة الحكم، لكننا نرفض التدخل في شأن أي بلد عربي وألا تكون هناك أي مشكلة في أي بلد عربي. طفلة فلسطينية تبكي أختها التي قتلت في غارة إسرائيلية (أ ف ب)