حفظ الكثير لا ينكر بأن نظام ساهر كان ومازال سببا في عزوف كثير من السائقين عن السرعة الجنونية وبالتالي انخفضت ولله الحمد نسبة حوادث السيارات وقلت الوفيات، وسجل ذلك نجاحا ملحوظا للمرور. ولكن للأسف الشديد بقية التجاوزات والمخالفات المرورية باقية كما هي، بل وتزداد سوءا، فلا يكاد يخلو شارع من وجود مخالفات مرورية في وضح النهار. حدث ولا حرج عن تلك المخالفات هنا وهناك: عكس السير، تظليل أسود كاتم، سيارات تتجاوز الطابور وتدخل على أوله، سائقون يضعون الأطفال في حجرهم، تغطية أرقام اللوحات، عدم ربط حزام الأمان، رمي بقايا الأكل والشرب من نوافذ السيارة، وقوف خاطئ، قطع إشارات.. وغيره كثير. والجميع يعلم بأن التحدث في الهاتف أثناء سياقة السيارة يعد مخالفة، فكيف إذا بمن يرسل الرسائل (واتس أب وغيره) أثناء السياقة ؟؟ وتظهر تلك السيارة التي يرسل صاحبها الرسائل بسهولة فهي تترنح يمنة ويسرة لأن صاحبها مشغول بالرسائل. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا يرى الناس أولئك المخالفين والمتجاوزين لقواعد المرور بوضوح ولا يراهم رجل المرور؟؟ إن كثرة تلك المخالفات والتجاوزات المرورية في الشوارع تجعل هناك استسهالا للمخالفة، بل ورغبة في تنفيذها، لأن السائق الذي يسير بشكل نظامي سيجد نفسه معطلا عن الوصول إلى مكانه بشكل سريع وسيجد أن السائق المتجاوز والمخالف يصل وجهته بشكل أسرع. وللأسف فإن تلك المخالفات والتجاوزات المرورية تولد الاحتقان في الشارع بين السائقين وتنتج حالة من توتر الأعصاب تؤثر على نفسيات السائقين وعلى إنتاجياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية. الحل بسيط جدا، وهو تطبيق النظام الصارم على الجميع بلا استثناء وأولهم على رجال المرور أنفسهم مع تفعيل نظام النقاط على الرخصة. ولابد أن يعاد اختبار السواقة لحامل الرخصة من فترة إلى أخرى حتى يتم التأكد من أهليته وقدرته. فالسياقة في الشارع مسؤولية تجاه السيارات الأخرى. وأهم من السيارات الناس الموجودون فيها فلا يجوز بأي حال من الأحوال التفريط والإهمال في ذلك. وأتعجب أكثر وأكثر... عندما أسمع بأن هناك من يطالب بسياقة المرأة!! وهل هذا ممكن في ظل الوضع المروري الحالي!! أعرف شبابا (ناهيك عن الكبار) يتمنون أن يجلبوا سائقا خاصا لهم ليجنبهم جزءا كبيرا من توتر أعصابهم عند السياقة.... ينفع كده ؟؟؟ [email protected]