يتجدد الصراع وتحتدم المنافسة، مساء الغد، في الجولة الثالثة عشرة من دوري «جميل» في لقاء لا يقبل أنصاف الحلول للغريمين الأهلي والاتحاد، اللذين يلتقيان بعد غياب، ولأول مرة تحديدا في ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية، في ليلة وسهرة كروية أشبه ما نطلق عليها بليلة «الغضب»؛ نظرا لما يمثله هذا النزال المختلف عن غيره من النزالات الكثر التي جمعت الجارين في كل بطولات الموسم، وبعيدا عن الإحصائيات نتوقع أن تكون قمة الغد عودة للقاءات الإثارة والتميز الذي دائما ما يكون عنوانا للقاء قطبي العروس، من حيث الحضور الجماهيري الطاغي المعروف عن جماهير جدة العاشقة لكرة القدم، والذي دائما ما يتميزون به عن غيرهم في دعم فريقيهما ومساندتهما طوال شوطي المباراة بالشيلات والأهازيج وبث روح الحماس على مدار ال90 دقيقة دون توقف، ما يضفي على أجواء مباريات الدربي تميزا لا يمنح إلا لهم. وبقراءة متأنية لخطوط الفريقين وعناصرهما القادرة على إحداث الفرق والإضافة الفنية، نجد أن الأهلي يتفوق عن الاتحاد في حراسة المرمى بوجود المعيوف ومقارنته بالناهض، وخط دفاع الأهلي يتميز بتجانس وتناغم الهوساويين أسامه ومعتز عن المنتشري إخوان، الأمر الذي جعله ثاني أقل الفرق ولوجا للأهداف في مرماه، في الوقت الذي نجد أن ظهيري الجنب الاتحادي غير مستقرين على تشكيلة متفاهمة، ويمكن اختراقهما كثيرا، فتارة الظميري والقميزي، وأخرى نرى العبسي والرهيب، في الوقت الذي يتفوق شيفو والمولد عليهما في الشقين الهجومي والدفاعي، ويبقى التنافس محتدما في منطقة الوسط الممولة للهجوم والمساندة في المحور بوجود الجاسم وداني والمقهوي وباخشوين في الأهلي، يقابلهم وجود ماركينهو وباجندوح ودياكيتيه وبو سبعان، ويبقى الفيصل بين حساسية أقدام وتركيز رؤوس السومة والكبير ومختار والمولد المتوقع منهم أن يشعلوا المدرجات طربا بقدرتهم على إسعاد جماهيرهم وتسجيل كل الفرص السانحة في مرمى الفريق المنافس والحصول على النقاط الثلاث. هذا النزال كما أسلفنا يختلف كليا عن كل اللقاءات، ويعني الشيء الكثير للمتبارين، فإلى جانب كونها بطولة خاصة بين غريمين تقليديين، تعتبر أيضا فرصة مواتية لتقدم الأهلي ووصوله للنقطة 31 وقريبا من المنافسة على تصدر جدول ترتيب الدوري، وتعويضا للاتحاد بعد خسارته الأخيرة وفقدانه العديد من النقاط وبقائه عند النقطة 22 . وتبقى التمنيات أن نحظى بمباراة ماتعة يقدمها عناصر الفريقين تليق باسمهما وحضورهما البهي داخل الميدان، وكونهما ثنائيا مميزا ومؤثرا في خارطة دوري جميل. متفرقات .. متفرقات أساليب التخدير والتشويش التي لجأ لها البعض قبل قمة العروس باتت وأصبحت وأمست طرقا عقيمة ولم تعد مؤثرة بالأمر الذي يعتقد الواهمون أنها قد تدب إلى قلوب وتفكير ونفسيات اللاعبين حتى يمكن السيطرة عليهم وتشتيت أذهانهم عن أجواء المباراة وكسب اللقاء، فنحن في زمن الاحتراف يا هؤلاء ولاعبونا لم يعودوا يهتمون بمثل هذه الهرطقات. حكم مباراة الغد الإسباني بوربلان عرف عنه الانضباطية والحزم وكثرة إخراج الإنذارات ويطلق عليه «الظالم»، فحذارِ من اندفاع ومخاشنة لاعبي الفريقين؛ حتى لا يتحصلوا على البطاقات ويكونوا السبب في إحراج فرقهم بالطرد لا سمح الله وإياك أعني واسمعي يا جاره. الزج في كل شاردة وواردة برئيس اتحاد كرة القدم أحمد عيد ليس إنصافا في حق وجهود الرجل منذ أن كان لاعبا وحتى انتخب رئيسا وبالإجماع، ومطالبته بالتنحي وحل الاتحاد ولجانه حتى ممن يتوسم أنهم أكثر إنصافا وحيادية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك من يسعى للإطاحة به ليترجل ويصبح المكان شاغرا له. لم أزل على يقين أن المولد سعيد سيبقى أهلاويا ولن يغادر أسوار القلعة.