( ليلة خميس طرز بها نور القمر .. شط البحر .. نصف الشهر .. والليل من فرحه عريس .. ليلة خميس ) كلمات رائعة أنشد بها الأهلاوي فنان العرب محمد عبده منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود كل كلمة في هذه الأغنية تجلت بكل معانيها وحروفها لليلة الخميس الماضي التي تألق فيها سفير الوطن قلعة الكؤوس الشامخة التي أبهرت قارة آسيا بعرضها وطولها هذا الموسم ووصلت للحلم الكبير نهائي دوري أبطال آسيا النقطة الأخيرة قبل الوصول لحلم العالمية والمشاركة في نهائيات كأس العالم للأندية بالعاصمة اليابانية طوكيو. قصة الأربعاء الماضي كانت في ليلة خميس وعادة سعودية أن تلك الليلة تكون ليلة فرح والمباراة كانت على ساحل البحر الأحمر مدينة ( جدة ) وتحديداً على ملعب الأمير عبدالله الفيصل والمباراة كانت في نصف شهر ذي الحجة آخر شهور السنة الهجرية ليلة خميس كان الأهلي هو العريس وزف في مدينة العروس وزفته جماهيره على كورنيشها وشارعه ومقره التحلية ابتهاجاً واحتفالاً بعريس ليلة الخميس الماضي. الفرحة انطلقت من ملعب الأمير عبدالله الفيصل لحظة صافرة الياباني تيشمارا حكم القمة الآسيوية بين الأهلي ومنافسه وجاره وغريمه التقليدي الاتحاد بعدما دخل من نفق ضيق اثر خسارته في مباراة الذهاب بهدف وكان لابد الفوز على الاتحاد بهدفين وكان رجال القلعة كانوا في الموعد وجعلوا من عيد جماهيرهم عيدين بعدما احتلفوا قبل ثمانية أيام بعيد الأضحى المبارك وأضاف لهم الفيكتوري تيم هدية الوصول للنهائي الآسيوي. موقعة العروس رغم صعوبة المباراة ودخول الأهلي إليها وهو متأخر بهدف وحيد في مباراة الذهاب ولعب منافسه الاتحاد بفرصتي الفوز والتعادل إلا أن الدعم الجماهيري الكبير والهدير العالي الذي كان يعلو من مدرجات لون الحياة كان له أكبر الأثر لظهور رجال الأهلي وحرث الملعب طولاً وعرضاً والضغط من بداية المباراة على مرمى الاتحاد حتى سجل الفريق هدفه الأول في الدقائق الأخيرة من زمن الشوط الأول ليدخل الأهلي في شوطه الثاني أكثر راحة من الضغوطات الكبيرة بعد ما تعادلت الكفة بين الفريقين وكان الشوط الثاني بمثابة المباراة الفاصلة وكان شوط مدربين الذي تميز من خلاله التشيكي جاروليم الجريء والذكي والذي صنع فريقاً لا يقهر على صعيد القارة الصفراء ففاجأ الأسباني كانيدا باللاعبين الحيويين صغار السن أمثال الموهبة المقبلة بقوة الصاروخ مصطفى بصاص والحربي والموسى وطبق نجوم فرقة الرعب تكتيك مدربهم باحترافية عالية مع انضباط تكتيكي وتركيز عالٍ اعطى الأهلي الأحقية الكاملة بالفوز وخطف بطاقة التأهل للنهائي الآسيوي الكبير في مدينة أولسان بكوريا الجنوبية وتحقق الهدف دون الوصول للأشواط الإضافية عن طريق فيكتور سيموس في الدقيقة 83 والذي أجهز على طموحات الاتحاديين تماماً وأعلن عن وصول الأهلي للنهائي الآسيوي بعد غياب 26 عاماً بعد أن كان أول فريق عربي وسعودي يصل لنهائي آسيا وخسر يومها أمام دايو الكوري ولكن هذه المرة يريد أن يرد دينه للفرق الكورية وفي عقر دارهم في يوم العاشر من نوفمبر الجاري. أحداث محزنة عندما يحدث عراك داخل أي ملعب في العالم بين فريقين من دولتين مختلفتين في بطولة قارية فهي بالتأكيد أحداث مؤسفة ويأسف لها الجميع ولكن عندما يكون الفريقان من بلد واحد بل ومن مدينة واحدة وجارين فهو أمر محزن للغاية كانت الشرارة من لاعب فريق الاتحاد إبراهيم هزازي عندما هاجم لاعب الأهلي الخلوق منصور الحربي الذي بدوره كانت له ردة فعل وواصل الهزازي الركل والرفس حتى تدخل العقلاء من الفريقين وفي الوقت الذي يهدئ مدير الكرة بنادي الأهلي لاعبيه خشيه تعرضهم لعقوبات الاتحاد الآسيوي خاصة وأنهم تنتظرهم مباراة نهائية للبطولة الآسيوية بكوريا إلا أن كيال تلقى ( لكمة) من أسامة المولد وسط استغراب الجميع وتدخل رجال الأمن لفض الاشتباك الذي حدث بين اللاعبين وأشهر الياباني البطاقة الحمراء في وجه الهزازي والحربي إلا أن بطاقة الأخير هي ما كانت مثيرة للجدل خاصة وأنه اللاعب المعتدى عليه مما استدعى إدارة النادي الأهلي لرفع خطاب تظلم في اليوم الثاني مباشرة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم تطالب فيه بإسقاط البطاقة الحمراء عن اللاعب منصور الحربي مقرنة خطابها بلقطات تلفزيونية وصور فوتوغرافية تبين ما حدث بين اللاعبين معتبراً البطاقة التي تحصل عليها اللاعب ظالمة ومطالبة بإسقاطها ليتسنى للاعب المشاركة في النهائي أمام أولسان الكوري مطالبة الاتحاد الآسيوي باستدراك ما حصل وما دونه مراقب المباراة الذي تواجد في أرضية الملعب. كرنفال على الكورنيش ما حصل على كورنيش العروس بعد تأهل الأهلي رسمياً لنهائي دوري أبطال آسيا على حساب غريمه وجاره الاتحاد كان بمثابة كرنفال أهلاوي كبير فقد اكتست الشوارع باللون الأخضر والجميع من شباب وصغار وكبار السن وحتى النساء لا يتحدثون في شوارع العروس إلا عن الأهلي وكانت الانطلاقة من استاد الأمير عبدالله الفيصل ( جنوبجدة ) حتى شارع التحلية مقر النادي الأهلي واحتفلت الجماهير بلاعبيها ورددت الأهازيج الأهلاوية الشهيرة ورقصت المزماز حتى ساعات الصباح الأولى ابتهاجاً بهذا الانجاز التاريخي الذي سجله فريقهم في بطولة قارية وحول خسارته بهدف في مباراة الذهاب إلى فوز مستحق في مباراة الإياب وما ميز فرحة الكورنيش مشاركة الكثير من صغار السن والعديد من العوائل وزوار جدة خاصة وأن إجازة عيد الأضحى المبارك خدمت المباراة واضفت عليها شكلا جماليا في ظل توافد آلاف المتنزهين والزوار على عروس البحر الأحمر والذين شاركوا جماهير الأهلي فرحتهم على الكورنيش وكانت التقليعات الأهلاوية في غاية الروعة على السيارات وكذلك الألبسة والتشيرتات والأعلام الكبيرة التي تزينت بها السيارات والجمهور وحمل علم ( أخضر وأبيض ) كبير والسير به على الكورنيش مما أضفى روعة على طريقة التشجيع التي انتهجتها الجماهير الأهلاوية ولقيت استحسان وتفاعل كل المتواجدين حينها للتنزه بالكورنيش . لعبة سفير الوطن التاريخ يقول إن مباريات الفريقين في البطولات الخارجية هي ماركة ( أهلاوية ) خالصة للراقي أمام جاره ومنافسة وابن مدينته الاتحاد فرغم العراقة في تنافس الفريقين والممتدة طوال 75 عاماً ومواجهتهما في الكثير من البطولات وبمسميات كثيرة ومختلفة إلا أن البطولات الخارجية ظلت حكراً على ( سفير الوطن ) فلم يستطع الاتحاد إخراج الأهلي في أية بطولة خارجية يتواجهان بها سواء عربية أم على الصعيد القارة الصفراء ( آسيا ) وظل الأهلي هو من يخرج الاتحاد ويتأهل على حسابه في جميع البطولات الخارجية التي تواجه الفريقين فيها فسبق أن تواجهها في بطولة دوري أبطال العرب في مباراتين تعادلا في الأولى وكسب الأهلي الثانية وتأهل الأهلي ويعود التاريخ ويسجل نفسه في عام 2012م ولكن هذه المرة في بطولة دوري أبطال آسيا أقوى البطولات الآسيوية على الإطلاق وأشهرها وخسر الأهلي مباراته الأولى وفاز في الثانية بهدفين ليتأهل لنهائي البطولة وأيضاً على حساب جاره ومنافسه العتيق الاتحاد ليقف التاريخ مع الأهلي في البطولات الخارجية ويحتكر أية منافسه بين الفريقين خارجياً. تواضع الداهية لعبها صح الداهية جاروليم مدرب فريق الأهلي الأول لكرة القدم وقدم نفسه واحداً من افضل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب قلعة الكؤوس التي جلبت أشهر المدربين إليها ومن ينسى البرازيلي ديدي ومواطنه سنتانا إلا أن هذا التشيكي وضع اسمه واسم بلده ضمن أفضل المدربين الذين قادوا النادي الجداوي العريق ورغم الطريقة والتكتيك الذي نقل فريقه للنهائي الآسيوي وصنعه منذ موسمين لفريق لا يقهر على صعيد القارة الآسيوية إلا أن تواضعه الجم جعله بعد الفوز يشكر لاعبيه ويقول إنهم هم من صنعوا هذا الفوز وخص بالذكر الموهبة القادمة للكرة السعودية مصطفى بصاص والبرازيلي ( الفيكتوري تيم ) فيكتور سيموس حيث قال جاروليم " من يستحق الشكر والإشادة هم جميع لاعبي الأهلي لأنهم كانوا في قمة مستواهم ونفذوا المطلوب منهم وتفادوا الأخطاء التي وقعوا فيها في لقاء الذهاب وكان دخولنا لقاء الإياب بفرصة واحدة هي الفوز هو حمل ثقيل والذي كان لا بديل عن الفوز لتأهل الفريق إلى نهائي دوري أبطال آسيا" وأضاف جاروليم " اللاعب مصطفى بصاص لاعب ذكي ويعرف ويفهم ما أريده في الملعب واستفدنا من خطورة فيكتور الكبيرة في الهجوم واستطاع تصديع دفاعات المنافس وتسجيل هدف غال".