لم يمر بالبشرية زمان كانت فيه الحقائق والصواب جلية وواضحة وضوح الشمس مثل زماننا هذا بسبب التطور الحضاري وانتشار التعليم والإنترنت والمنهجية العلمية في بحث ودراسة كل انواع الظواهر في كل مجال ووجود احصائيات دقيقة عن كل كبيرة وصغيرة وكل العالم بكل انواع خبراته وتجاربه الماضية والحاضرة مكشوف بالكامل للمقارنة والدراسة، فما هو سبب تعثر العالم العربي والاسلامي وغرقه في اوحال الإرهاب والعنف والنكوص للهمجية والتخلف من كل وجه عن ركب التنمية والتطور والتقدم العالمي بينما دول العالم حولهم ناهضة بقوة وتنافس الغرب وبدأت تتفوق عليه؟ السبب أن العالم العربي والاسلامي لا تزال تستبد به ثقافة «غرور الأنا غرور النفس الإيجو Ego الكبر» الغرائزية اللاعقلانية، بينما بقية العالم باتت ثقافته السائدة متولدة من العقل والعقلانية، فالإنسان مكون من؛ منظومة دنيا غرائزية لاعقلانية ولاواعية ومركزها غرور الانا ونزعته الاساسية «فرض الهيمنة والاخضاع» بالعنف والخوف، وطبيعة عليا ربانية عقلانية واعية «الروح» ونزعتها للتطور والترقي، ولهذا ثقافة غرور الانا السائدة بالعالم الاسلامي تمثل حاجبا عن نوع الادراك والوعي الموضوعي اللازم لإحداث نقلة نوعية تخرج المسلمين من المنحدر الحضاري الذي هم فيه، ولذا المسلمون يدورون بدوائر مغلقة على كل صعيد ولا يتعلمون من اخطائهم، فما تقوم به داعش مجرد تكرار لما فعلته مثيلاتها بالجزائر وغيرها وكلها فشلت رغم أنهار الدماء التي أجرتها، فمن انماط غرور الانا؛ توهم اصحابه أنهم شيء فريد غير مسبوق وأعظم من أن تصح مقارنتهم بغيرهم، والمكابرة على الإقرار بالحقائق والأخطاء، ورؤية الذات ليس على صورتها الحقيقية المنحطة إنما على صورتها الذهنية المثالية الموهومة. وتضخيم الهوية التاريخية للمسلمين ضخمت غرور اناهم الجماعي وغيبت وعيهم عن واقعهم الحقيقي المخجل.