قديما كان الناس يعيشون في مجتمعات صغيرة مغلقة ولا تواصل لهم مع أحد خارجها ولهذا كانوا لا يواجهون طوال حياتهم رأيا أو توجها مخالفا لما عرفوه وألفوه، لكن في وقتنا الحاضر ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي والإعلامي بات غالب الناس يواجهون وبشكل يومي آراء وتوجهات مخالفة لما عرفوه وألفوه وهذا يشعرهم بالاستفزاز بشكل مستمر، وقيام أطراف بدور تحريضي إضافي أدى لمفاقمة الشعور بالاستفزاز ليصبح احتقانا متفجرا أدى لتوجهات عنيفة تفجيرية بشكل حرفي أو رمزي عبر اللغة العنيفة والمسيئة في مخاطبة المخالفين ولو كانوا شخصيات فكرية وعلمية ووصل الأمر للسطو على حواسيبهم وسرقة محتوياتها بما فيها الصور العائلية وتهديد المخالفين بنشرها إن لم يتراجعوا عن آرائهم، وفي ظل هذا الواقع السؤال الذي يطرح نفسه على هؤلاء هو: أتعرف لماذا تشعر بالاستفزاز عندما تجد من يخالفك في الرأي؟ ولأن غالب البشر يعيشون ويموتون بدون وقفة تمحيص واحدة لأحوالهم وقناعاتهم فمثل هذا السؤال غالبا لم يطرحوه على أنفسهم رغم أن جوابه يتوقف عليه مصيرهم الأبدي فالحديث النبوي يقول (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) وسبب شعور الناس بالاستفزاز هو أن «غرور الأنا - غرور النفس - الإيجو-Ego-الكبر» لديهم يتماهى مع ما يحملونه من آراء ومعتقدات وقناعات، ولهذا من يخالفها يشعرون أنه مس شخصهم وما هيتهم وهدد وجودهم، لأن «غرور الأنا» هو نزعة غرائزية غير واعية وظيفتها حماية وجود وبقاء الإنسان، وكل ما يحدث من أحوال التعصب للآراء هو يغذي غرور الأنا «الكبر» ويقويه، بينما أهل الوعي يكون رأيهم منفكا عن مثل هذا التماهي مع غرور الأنا ولهذا لا تكون لديهم الانفعالات الشخصية المفرطة تجاه المخالفين. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة