محمد عبدالرزاق القشعمي شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ نشرت جريدة الشرق في عددها 1100 الصادر يوم الاثنين 16 صفر 1436ه الموافق 8 ديسمبر 2014م في صفحتها الأخيرة خبرا مفرحا تحت عنوان: (اللغة العربية إلزامية في القطاع التجاري الإماراتي بعد 22 يوما) وقال الخبر إن استخدام العربية لغة رسمية، وترك ما عداها من لغات أخرى، وقال إن وزارة الاقتصاد التجاري والخدمي في دولة الإمارات حددت مطلع يناير المقبل 2015م موعدا للتعريب بدءا بتعريب الفواتير، وأن الوزارة ستفرض غرامات مالية على المراكز غير الملتزمة، وأعاد الخبر للأذهان أن مجلس الوزراء سبق له أن اتخذ قرارا عام 2008م يلزم فيه جميع الوزارات والمؤسسات في الدولة باعتماد اللغة العربية لغة رسمية في جميع أعمالها ومخاطباتها. ومعلوم أن سمو الأمير خالد الفيصل سبق أن أنذر المؤسسات والمراكز التجارية والفنادق في المنطقة الغربية – عندما كان أميرا لمنطقة مكةالمكرمة – وحدد موعدا لاستبدال الأسماء والمخاطبات بستة أشهر، ولا أعلم ماذا تم حيال ذلك. والآن ومركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية يجاهد من أجل توحيد كلمة أقسام اللغة العربية بالجامعات وغيرها لوضع الاستراتيجيات والخطط المؤسساتية الخاصة باللغة العربية، فهل نرى المركز وقد تبنى استصدار أمر سام ملزم بتطبيق الأوامر السابقة بالمحافظة على اللغة العربية من الاندثار كما هو حاصل لمئات اللغات المندثرة ومثلها المهددة بالانقراض؟، فلغتنا هويتنا فيجب علينا المحافظة عليها، وسد الأبواب أمام زحف اللغات الأخرى التي بدأت تغزونا فأصبحنا كالغرباء في بلادنا. فجميع مخاطبات البنوك والفنادق وخطوط الطيران والمؤسسات التجارية وغيرها تتخاطب باللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات الأخرى. وكما لا يخفى أن لغتنا العربية كان لها شأن ومكان بارز فهي لغة القرآن وكانت أغلب الدول الإسلامية القريبة لا تتخاطب إلا بها، وأقرب مثال على ذلك أن دولة باكستان عند انفصالها من الهند اعتبرت اللغة العربية هي اللغة الرسمية. فقد نشرت جريدة المدينة في عددها (381) ليوم الخميس 20 جماد الآخرة سنة 1370ه الموافق 28 مارس 1951م في صفحتها الأولى خبر يقول: «نشرت جريدة الدون في كراتشي الصادرة في 2 كانون الثاني سنة 1951م وهي أكبر جريدة في باكستان ما يلي: أصدر مجلس حزب العصبية الإسلامية الإقليمي في شرق الباكستان (البنغال) أصدر قرارا مؤكدا فيه بإلحاح اتخاذ اللغة العربية لغة باكستان الرسمية، وقد سبق أن قدم السيد جودري معظم حسين أحد أعضاء المجلس التشريعي اقتراحا بشأن لغة دولة باكستان، وقال يجب أن تكون اللغة العربية هي اللغة الرسمية لباكستان لا الأوردية... ولدى وضع الاقتراح في التصويت كان هناك 48 صوتا ضد 36 في جانب اتخاذ اللغة العربية لغة الباكستان الرسمية..». وعلقت الجريدة – المدينة – بقولها: نقدر للشعب الباكستاني هذا الشعور الفياض نحو لغة القرآن الكريم، ونرجو أن لا تذهب هذه الدعوة سدى فإن تحقيق هذه الفكرة جمع للشمل وتوحيد للهدف وعز للإسلام.. إلخ. فهل يا ترى نتخلى عن لغتنا العربية بينما غيرنا يطالب بأن تكون لغته الرسمية. لا يجهل أحد أن قوة اللغة قوة للوطن، فمحافظتنا عليها واجب بل وفرض عين. فهذه دعوة ورجاء وأمل ألا يكل ولا يمل العاملون على مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية بالعمل على سد الثغرات واستصدار القرارات الملزمة وفرض الغرامات المؤلمة لمن يعمل على هدم وتقويض اللغة. وختاما لعلنا ننتهز فرصة اليوم العالمي للغة العربية، والذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام والذي أقرته اليونسكو في دورتها 190 في أكتوبر 2012م وسبق أن أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973م اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية لها، ويكون موعدا لنا لإعلان وقف هذا الزحف القوي الذي كاد أن يقضي على لغتنا حتى لكأننا أغراب في وطننا. وبالله التوفيق،،،