حفظ جاءت نتائج قمة الدوحة الخليجية في مجملها في مصلحة الشعب الفلسطيني وتمخض البيان الختامي مؤكدا على المواقف المشتركة والمصالح التي تجمع ما بين دول مجلس التعاون وتعزيز العلاقات بينهما والعمل على تحقيق الاستقرار والأمن بمنطقة الخليج العربي ومحاربة الإرهاب وبناء علاقات حسن جوار مع إيران على قاعدة عدم التدخل بالشؤون الداخلية وضرورة إنهاء احتلال الجزر الإماراتية الثلاث، كما دعم استقرار وسيادة الدول العربية التي تشهد إرهابا وتخريبا، إضافة للعلاقات والأهداف المشتركة لدول مجلس التعاون بما يخص الأمن المشترك. والجزئية الهامة التي تضمنت البيان تتعلق بدعم الرئيس عبدالفتاح السيسي ودعم مصر قيادة وشعبا لتنفيذ خارطة الطريق، وطبعا التأكيد المتواصل في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، ورفض وإدانة الإجراءات الإسرائيلية التعسفية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي مقدمتها القدس الشريف والمسجد الأقصى، وما يتعرض لم من استفزازات ومحاولات التهويد. وعكس حرص القمة على دعم مصر عندما قال وزير الخارجية القطري إن وجود مصر قوية هو أمر يخدم كل العرب، ولكن الأهم هو ما تحدث به رئيس القمة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد في كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة، والتي يمكن اختصارها في: إن قمة الدوحة يؤمل أن تكون انطلاقة جديدة بالعلاقات الخليجية. وإن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، للاتحاد الخليجي ستبقى هدفا ساميا سيتم العمل على تحقيقه بالواقع وإن التجربة قد علمتنا أن الخطوات يجب أن تكون تدريجية، وقائمة على تكامل المصالح، وأن لا نسرع في تحويل الخلاف في الاجتهادات السياسية، والتي قد تنشأ بين القادة إلى خلافات تمس قطاعات اجتماعية اقتصادية وإعلامية، وأن العلاقات بين الشعوب مفروغ منها، حتى في مراحل الأزمات، فهذا يعني أن يبقى مجلس التعاون لدول الخليج العربية تجربة فريدة وناجحة في جميع تجارب الوحدة العربية حتى الآن، ويجب أن لا ننشغل بخلافات جانبية حول التفاصيل. وليس هناك شك أن قوة مصر هي من قوة العرب وتأكيد مجلس التعاون على ذلك يعكس حرصها على مصر قوية وأمنه وهو ليس فقط من مصلحة العرب بل من مصلحة تعزيز المنظومة العربية الأمنية الاستراتيجية وعليه فإننا نهنئ قادة مجلس التعاون على نجاح القمة وتعزيز التقارب مع مصر.