أكد عدد من الخبراء والسياسيين في مصر على أهمية دعم مجلس التعاون الخليجي في قمة الدوحة أول من أمس لخارطة الطريق المصرية، ودعم برنامج الرئيس عبدالفتاح السيسي السياسي، عادين ذلك تتويجا لقمة الرياض التي عقدت في 16 نوفمبر الماضي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية عمرو عمار، إن "قمة الرياض جنت ثمارها في قمة الخليج التي شهدتها الدوحة، إذ كانت هناك خلافات شديدة بين قطر من جانب، وبقية دول الخليج من جانب آخر، فيما يتعلق بالملف المصري، وبعد اتفاق الرياض فكرت المملكة بما يمكن أن يعيد عقارب الساعة إلى وضعها الطبيعي في العلاقات العربية - العربية، وهذا ما تم عمليا". وعدّ المفكر السياسي وعضو مجلس الشعب السابق جمال أسعد بيان الدوحة متوازنا، وتناول قضايا محورية في المنطقة العربية بشكل عام، خاصة وأنه يؤكد على التعاون بين دول الخليج في علاقتها الخاصة، وفتح صفحة جديدة لمزيد من التعاون مع المحيط العربي لمواجهة الأخطار المحيطة بالمنطقة. ومضى أسعد يقول "إشارة البيان إلى أن دول الخليج تتوافق مع مصر وتؤيد خارطة الطريق وتساند مصر؛ يتطابق مع منطلق دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لفتح صفحة جديدة في العلاقات الخليجية المصرية، وبطبيعة الحال يمثل تتويجا لمبادرة خادم الحرمين في قمة الرياض. الكرة الآن في ملعب أشقائنا في قطر، ومن المفترض أن نرى متغيرات على أرض الواقع. نحن متفائلون". أما عبدالله المغازي، المتحدث الإعلامي السابق باسم الحملة الانتخابية للرئيس عبدالفتاح السيسي وعضو مجلس الشعب السابق، فيجد أن البيان الختامي لقمة دول مجلس التعاون الخليجي الخامسة والثلاثين يدعو إلى التفاؤل، فيما يتعلق بمستقبل العلاقات بين القاهرةوالدوحة. وأسهب المغازي في حديثه بالقول "لا يجب أن نفقد الأمل في أن تكون هناك علاقات عربية سوية. تأكيد البيان على التأييد الخليجي لخارطة المستقبل المصرية وللقيادة المصرية ممثلة في الرئيس السيسي، يعد أمرا إيجابيا، كما أنه يعد تأكيدا على قوة الدور السعودي على المستويين العربي والخليجي". ويعدّ رئيس حزب الغد المهندس موسى مصطفى موسى، أن إقرار الدوحة لقرارات القمة لا سيما من ناحية دعم مصر، إشارة على الحكمة الخليجية التي أدارتها وتديرها الرياض في مختلف الملفات، لا سيما الملف المصري. وأكد أن المنطقة لا تحتمل في الوقت الحالي الخلاف حول السياسات الخارجية، فدول مجلس التعاون اختارت الحكمة الخليجية، ومن المؤكد أن الدوحة ستبذل الجهد بالصورة التي تتوافق مع سياسات دول الخليج، ومن هذا المنطلق يرى مصطفى أن على جميع الدول العربية أن تتحد لمواجهة التهديدات الحالية، من إرهاب وقرصنة وانخفاض في أسعار النفط، فضلا عن الاستفادة من التجربة السياسية لدى الاتحاد الأوربي، وهو ما عكسه تأكيد المملكة العربية السعودية على ضرورة التفكير في الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد والوحدة الخليجية".