(الرياض) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ افتتح أمس في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية المؤتمر الدولي عن دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب، بحضور نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر وعدد من المسؤولين وسفراء عدد من الدول العربية. وناقش المؤتمر أمس عددا من أوراق العمل المتعلقة ب(الإعلام ومواجهة الإرهاب)، حيث قدم الدكتور إبراهيم حمداوي في الجلسة الأولى ورقة بعنوان (دور الإعلام الجديد في نشر ظاهرة الإرهاب) تناول فيها ما يعرض على القنوات الفضائية، حيث يوقع العديد منها المشاهد في شرك نفسي وعقلي ولا يستطيع المتلقي التمييز بين الحقيقة والوهم، كما لا يستطيع إدراك ما وراء الخبر خصوصا أن المجتمع يعتمد بشكل كلي على الإعلام في الخبرة والخبر والثقافة الجماهيرية. وأضاف بأن هذه الأمور مجتمعة وفرت أجواء عامة سوغت الوقوف عند العديد من المحطات الأخلاقية والإشكاليات التي فرضت نفسها على ساحة الأحداث المحلية والدولية، فالإرهاب والإعلام بينهما تلك العلاقة الجدلية التي تتطلب التأمل حيث يحاول كل منهما السعي وراء الآخر إلى درجة أننا أشبه ما نكون أمام علاقة بين طرفين أحدهما يصنع الحدث والآخر يقوم بتسويقه. كما قدمت الدكتورة إيمان الشرقاوي ورقة بعنوان (جدلية العلاقة بين الإعلام الجديد والممارسات الإرهابية) وأوضحت أن الورقة تناقش التعرف على طبيعة العلاقة بين تكنولوجيا الاتصال وما أفرزته من إعلام جديد والممارسات الإرهابية التي تتم بالاعتماد على هذا الإعلام من جهة، ودور هذه الممارسات في فرض رقابة أمنية عليه من جهة أخرى. وطرحت الشرقاوي عدة تساؤلات، منها: هل هناك علاقة طردية بين التسهيلات التي تتيحها الإمكانات الاتصالية لوسائل الإعلام الجديد واستغلال الجماعات الإرهابية لهذه الإمكانات في تحقيق أهدافها المادية والمعنوية والتنظيمية من خلال أشكال جديدة من الممارسات الإرهابية، وتوصلت الدراسة إلى أنه زادت استخدامات الجماعة الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة وأصبحت تمثل خطرا لا بد من مواجهته. بعد ذلك قدم الدكتور محمد العقيل ورقة عمل بعنوان (التحريض الإلكتروني على الإرهاب تكييفه الفقهي وحكمه)، قال فيها «أثبت الواقع أن الجماعات الإرهابية هي أكثر فئات المجرمين استخداما للتقنيات الحديثة وأكثر استفادة من معطيات الحضارة». بعد ذلك بدأت الجلسة الثانية وقدم فيها الدكتور أحمد باسردة ورقة بعنوان (إشكالية الإعلام العربي في مواجهة الإرهاب)، موضحا أنه تبين خلال جدلية الإعلام والإرهاب بأنه لا إرهاب بدون إعلام ما يؤدي إلى خلق حالة من الفوضى وقتل الأبرياء وإصابة المجتمع بالخوف والشلل، ومن المؤكد أن الإعلام العربي يواجه عدوا شوه الصورة الحضارية للإنسان العربي وقيمته وخلق صورة نمطية غير محببة ولا يعكس حقيقته. كما قدم الدكتور أحمد الأصفر ورقة بعنوان (محددات الخطاب الإعلامي ومشكلات التطرف والإرهاب في المجتمع العربي الراهن) بين فيها أن هناك ثلاثة محددات وهي الإطار الاجتماعي والديني والسياسي، لافتا إلى أن إنتاج الخطاب الإعلامي يمكن أن يسهم في تقريب مظاهر التباعد بين مكونات المجتمع وتوفير الشروط المناسبة للاندماج الاجتماعي والاستفادة من مصادر القوة التي تتصف بها مكونات المجتمع في كليته.بعد ذلك قدم الدكتور عبدالله شلبي ورقة بعنوان (نقد خطاب الإرهاب مقدمات لسياسات المواجهة الثقافية والإعلامية)، أشار فيها إلى أنه منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر صار الإرهاب كالفيروس يتواجد في كل مكان ولم يعد محصورا في أطر جغرافية محددة، بل أصبح عابرا للحدود وشاع وانتشر في كل مكان، إلى الحد الذي تمكن فيه من كوكب الأرض وصار في قلب العالم، لذلك أصبح الإرهاب هو المدخل لرؤية القرن الحادي والعشرين بمعنى أنه ليس بالإمكان فهم مسار القرن الحالي من غير أن نفهم مغزى الإرهاب وبنيته الذهنية وخطابه ومشروعه.