(بيشة) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ رغم العوز والحاجة الملحة للقوت اليومي إلا أن أغلب الأسر الفقيرة التي تعيش في بيشة لا تمد يدها لتستجدي أحدا، من باب الحياء والعفة التي جبلوا عليها. في أحياء وقرى المحافظة، ما زالت هناك العديد من صور الحاجة، والتي تبدأ بمنزل متصدع وتنتهي بغرف مهجورة لا تشتمل إلا على أجساد دون أثاث، وأرواح بلا غذاء وقوت يومي. في حي المطار بوسط بيشة حيث وقفنا على منازل أول ما يشاهدها الإنسان يعتقد بأنها مهجورة لقدمها واهترائها حيث تسكن في إحداها الأرملة أم مساعد التي قالت: فقدت زوجي منذ نحو ثلاث سنوات، وتقدمت للضمان الاجتماعي للحصول على معونة، وحصلت عليها بعد محاولات عديدة، ولكنها وللأسف الشديد لا تكفي لسد الحاجات الأساسية للفرد لعيش حياة كريمة، مضيفة أنها عندما حاولت البحث عن وظائف تناسبها لم تجد بحجة أنها أمية، وعندها لجأت إلى الجمعيات الخيرية للبحث عن مساعدات، ولكن هذه المساعدات لا تسمن ولا تغني من جوع. وأضاف عبدالله العدواني الذي يسكن في بيت قديم جدا ومتصدع، أن لديه 3 عوائل وعدد أفراد أسرته يصل إلى 22 فردا ما بين نساء وأطفال، وللأسف لا يوجد لهم أي دخل مالي سوى من فاعلي الخير في الحي الذين يجودون عليهم بالمواد الغذائية وباقي الأطعمة من حين لآخر، بينما الجمعيات الخيرية لا تقدم إلا حاجات قليلة ولمرة واحدة في السنة وهذا لا يفي بشيء في ظل الغلاء المعيشي الذي نعيشه الآن. وأشارت أم بدرية الدوسري (مطلقة)، إلى أن مخصصاتها من الضمان الاجتماعي لا تتجاوز (860) ريالا، مؤكدة أن هذا المبلغ لا يكفيها إلى نهاية الشهر، وخاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة، ولعدم وجود دخل إضافي لها، مضيفة أنها تسكن مع والدتها المعاقة والتي لا يزيد دخلها على 500 ريال؛ نتيجة تقاضيها راتبا تقاعديا لوالدها، موضحة أنه لا يكفي لسد حاجة إخوتها الخمسة. فيما ذكر أبو محمد (75 عاما) أنه يعيش هو زوجته الطاعنة في السن والتي أنهكتها الأمراض والأسقام في عزلة تامة فلا يقوم برعايتهما بعد الله إلا أهل الخير والمحسنون في بيشة وعلى ما يأخذه من الضمان الاجتماعي كل شهر والذي يذهب أغلبه في تسديد المديونيات والإيجار. وتقول مشاعل في أواخر العقد الثالث: توفي أبي وأمي وأصيب أحد إخوتي بإعاقة حركية وفقدنا العائل بعد الله وعائلتي ولد واحد وأربع بنات، لم نجد من يعولنا ويعيننا على الرزق ولقمة العيش، إلا من بعض أهل الخير من الجيران والمحسنين ومما يجودون به علينا من التبرعات التي نتقاضاها من الجمعية الخيرية. أم سعد مطلقة ولها ستة من الأبناء ولا يوجد بينهم من يعمل فهم لا يزالون بالمدارس في مختلف المراحل وليس لهم أي دخل مالي سوى راتب الضمان القليل والذي لا يفي بحاجات المنزل والأبناء وإيجار البيت والكهرباء. من جانبه، ذكر أمين الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام في بيشة «رأفة»، سلطان تركي المعاوي أن الجمعية تقوم بدور بارز وبجهود ذاتية وإمكانيات محدودة في المحافظة لرعاية الأسر والعوائل ومساعدتهم في كل ما يحتاجونه من معونات مالية وغذائية وعلاجية وغيرها الكثير، حيث كفلت الجمعية 1557 يتيما ويتيمة يصرف لهم مبلغ مالي كل شهر 389200 ريال (بمعدل 249.9 ريال) بالإضافة إلى رعاية 528 أسرة، وقد بلغت تكاليف علاج من تعولهم الجمعية في المستوصفات 24303 ريالات، وكذلك تأمين الماء ل289 أسرة. وأضاف المعاوي: تم صرف 359200 سلة غذائية لعامي 1434ه و1435ه على الأسر الفقيرة والمحتاجة، في حين بلغ إجمالي كفالة الأيتام 5271103 ريالات. من جانب آخر تم الاتصال بمدير الضمان الاجتماعي في بيشة لأخذ رأيه في هذا الموضوع وأجابنا بضرورة إرسال فاكس على مدير العلاقات العامة بوزارة الشؤون الاجتماعية وبالفعل قمنا بإرسال الفاكس لهم منذ أكثر من ثلاثة أشهر وللأسف لم يصلنا منهم أي رد.