شهدت أجواء معرض ملتقى التراث العمراني الوطني الرابع بمنطقة عسير حالة من التلاقي الذي يعزز التوجه نحو الحفاظ على التراث العمراني والطراز المتنوع في مختلف مناطق المملكة، حيث عرضت عدة أمانات مشاريعها ذات الصلة بإبقاء التراث العمراني شامخا، بطرق مختلفة، موزعة العديد من الهدايا المتميزة. وقد جسد جناح أمانة العاصمة المقدسة البيت المكي ومفرداته المعمارية؛ مثل الرواشين والشوابير والشبابيك الخشب، والمقتنيات الداخلية؛ مثل الكرويتة ونصبة الشاي واللبس القديم للمرأة «المحرمة والمدورة» والزي المكي للعارضين، كما تم توزيع هدايا عبارة عن مصاحف وعلب المستكة بخور ومجسمات لساعة مكة وباب الكعبة وعلب حلوى مكة اللدو واللبنية وماء زمزم. وركزت أمانة منطقة المدينةالمنورة على عرض الصور الفوتوغرافية التي تضم عددا من اللقطات التي تتناول التراث العمراني للمدينة المنورة، والنموذج المديني للتراث العمراني من حيث التخطيط والبناء، ليكون رمزا واضحا للهوية، وما تتميز به من طابع عمراني فريد، علاوة على تجسيد ما يحتويه من مكونات تراثية أصيلة تعرف الأجيال الحاضرة بالموروث العريق، عبر إبراز تقسيماته ومقتنياته من الأثاث والتحف، وبما تشتمل من تفاصيل تلك الفترة الجميلة من الزمن التي روعي في تقديمها البساطة والسلاسة في العرض، حيث يستطيع الزائر التعرف عليها من خلال المعروض. واختارت الأمانة تصميما لجناحها يحاكي الطراز المعماري لشارع العينية التراثي المعروف، كما يضم الجناح عرضا يحكي دور الأمانة في المحافظة على التراث. وفي جناح مميز في مقدمة المعرض، عرفت أمانة منطقة عسير بالمشاريع ذات العلاقة بالتراث العمراني، ومنها مشروع تطوير وسط أبها الذي يحتوي على 3 قرى تراثية، إضافة إلى المشروع البحثي الخاص بتوثيق 60 قرية تراثية بعسير، والتي حصلت على جائزة الأمير سلطان بن سلمان التي وزعت على هامش الملتقى بجامعة الملك خالد وعدد من المشاريع الحديثة التي أخذت في تصميمها الهوية العمرانية التراثية لعسير؛ مثل مشروع المركز الحضاري. وسلم الجناح 25 بروشورا لكل زائر، يضم كافة المشاريع في مجال السياحة والتراث والطرق. وأبرز جناح أمانة منطقة نجران استخدام الأمانة لمنتجات المنطقة من حجر الجرانيت في معظم التصاميم والاهتمام بالنمط المعماري النجراني واتخاذه كنقطة وميزة جمالية في كافة المباني التابعة لها ومراكز الخدمات والمركز الحضاري وتطوير القرى التراثية ومنطقة أبا السعود التي تحتوي على قصر الإمارة وسوق الجنابي والمنطقة المركزية بالمرافق والمواقع البلدية، ناهيك عن تعميم الشكل النجراني في الشوارع والميادين، بينما وزع الجناح تمر البياض المشهور في نجران كهدايا للزائرين، بالإضافة لبروشورات وكتيبات تعريفية عن المنطقة. أما جناح أمانة محافظة الأحساء، فقد أظهر الحفاظ على التراث العمراني، عبر شاشة ذكية، منها الحصول على جائزة الأمير سلطان بن سلمان لأفضل دارسة في المملكة حول تطوير منطقة وسط الهفوف التاريخية، والجهود الأخرى مثل إعادة تأهيل وتطوير قصر إبراهيم والمدرسة الأميرية وسوق القيصرية وميناء العقير التاريخي وسوق الحميدية وتطوير أحياء وسط الهفوف التاريخي. وقدم الجناح التمر الفاخر ومطبوعات خاصة بالتمور ومجلدات لمشاريع الأحساء للعام الماضي.