لم يكن حب التدريس دافعا لمدير مكتب التربية العربي لدول الخليج الدكتور علي القرني، للالتحاق بمعهد المعلمين الثانوي بالطائف في نهاية الثمانينيات الهجرية من القرن الماضي لكنها مجريات الحياة وسطوة الإمكانات وإلا فإن الرغبة كانت باتجاه آخر «وإذ لم يكن ما أراد فقد أردت ما كان» وهذه مقولة الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ وزير المعارف آنذاك رحمه الله وعفا عنه. وقال القرني: «عملي في سبت العلاية، أصقل شخصيتي وبهذه الروح تعلمت أبجديات التربية وعزمت على التميز في التدريس، وأدركت صعوبة المهنة وتحدياتها في ذلك الصف، وتذوقت حلاوة الإنجاز حين يتقن طلابي مهارة أو يتمكنوا من معلومة، ولم يرتو نهمي للتعليم فانتسبت للثانوية العامة ويممت شطر الرياض العاصمة حيث كان التعليم الليلي متاحا ولم يمر عام إلا وقد حصلت على فرصة الالتحاق ببرنامج إعداد معلمي اللغة الإنجليزية في أمريكا عدت بعدها معلما في المتوسطة والثانوية، وبعد سنوات ثلاث وجدت نفسي كالمنبت لا أنا انقطعت عن الدراسة ولا حصلت على الدرجة الجامعية وكان ذلك مؤلما». وأضاف: «منحتني وزارة التربية والتعليم «المعارف سابقا» فرصة إكمال دراستي الجامعية في أمريكا ولم أعد من هناك إلا بعد أن حصلت على الماجستير، وبدأت عملي في الإشراف التربوي حيث نضجت خبرتي وكانت سنوات الإشراف ماتعة ومثرية حصلت بعدها على بعثة للدكتوراه، وهنا لا بد من كلمة شكر وعرفان لوزارة ديناميكية منتجة لاحقتني وأنا القروي الذي لا سند له إلا الله إلى أن أوصلتني لأعلى الدرجات العلمية. واختتم القرني حديثه قائلا:" «بعد أن تركت اللغة الإنجليزية، اتجهت إلى مجال مختلف كليا هو الأساليب الكمية في التعليم الذي يعتمد على الرياضيات والإحصاء ويتركز في الاختبارات والمقاييس وهذا تطلب مني العودة إلى قاعات طلبة البكالوريوس إلى أن استطعت بعد خمسة أعوام من الحصول على الدكتوراه من واحدة من أقوى الجامعات في العالم هي جامعة ويسكانسن - ماديسن، وعدت إلى الوزارة باحثا ومسؤولا وأمينا عاما للجنة العليا لسياسة التعليم إلى أن انتقلت إلى القطاع التعليمي الخاص مشرفا عاما على مدارس المملكة التابعة لسمو الأمير الوليد بن طلال وهناك أدركت الفرق بين التنظير والتطبيق، حتى حظيت بثقة ولاة الأمر للعمل مديرا لمكتب التربية العربي لدول الخليج.