أوضح مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن الرقية بالمأثور وما ورد من الكتاب والسنة من أكثر أسباب شفاء المريض، محذرا من الكذب والأباطيل والدجل والتلاعب والخداع للمرضى. وقال، في خطبة الجمعة أمس بجامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض، إن بعض الرقاة غلب عليه الجهل والطمع، فجعلها مهنة يعلن عن مكانها ووقتها ويجمع الناس في صالة واحدة ويرقي بمكبر الصوت، فهذا كله خلاف السنة وما شرع الله تعالى. وبين أن البعض يفرق بين الأرحام مدعيا تحديد الساحر للمسحور، وبعضهم يدعون الاستعانة بإخوانهم من الجن ليعينوهم على تشخيص السحر والعين، فهؤلاء يستعينون بالجن وربما عبدوهم من دون الله ليعينوهم على رقية المريض، فهذا من الأنواع المحرمة، مضيفا «من عرف عنهم محاورتهم للجن واستنطاقهم لا يجوز الذهاب إليهم، فهؤلاء يصرفون الناس عن اللجوء إلى الله تعالى». وقال «الاستعانة بالجن وادعاء اكتشاف علاج المرضى، فهو خداع للجهال وأخذ مال بغير حق وضحك على الناس»، لافتا إلى أن من أخطاء بعض الرقاة أيضا الرقية عن بعد وبطريق التلفاز أو الاتصال الهاتفي، مبينا أن كل هذا جهل وخرافات وضلالات، فالقراءة تكون مباشرة، أما تلك فدعايات باطلة وافتراءات. وأضاف: من أخطاء بعض الرقاة أنهم يرقون في الماء الذي بداخل الخزان، ثم يوزعونه على المرضى، فهذا خلاف السنة وأكل مال بغير حق، وذكر أن المشارطة في الرقية بتكليف المريض شيئا فوق طاقته لا يجوز، وكله خداع وتغرير بالمرضى. وبين أن من شروط الرقية ألا يترتب عليها ضرر على المريض وتحميله ما لا يطيق، لافتا إلى أن بعضهم يضرب المريض ضرب مبرحا فربما كان مهلكا ويترك آثارا في الجسم، كما أن بعضهم يخلو بالمرأة التي يرقيها مدعيا أن خلوته بها لتكون رقية خاصة لها مواصفات معينة بمقابل معين فهذا خطأ، وكذلك تحديد المرض وزمن شفائه للحث على الاستمرار على المجيء ليستغله، فكل ذلك من الكذب والافتراء، ومن الأخطاء أيضا ادعاء الغيب والقول على الله بلا علم، وكل ذلك حماقات وجهالات، كما أن من تلك الأخطاء جهل بعض الرقاة بالأحكام الشرعية، فربما أرعب المريض وزاده مرضا، وكل ذلك لا يجوز.