في حوش غير مكتمل، مكتظ بالنفايات وبقايا الأخشاب بسوق الصواريخ، تجد بعض الوافدين الأفارقة يجلسون بجوار محل لبيع الملابس المستعملة، ملابس لا يدري الإنسان مصدرها، وفيما إذا كان من سبق أن استخدمها مصابا بمرض خطير، والشيء الذي يدعو إلى الاستغراب أن هناك من يشتري هذه الملابس البالية، والأدهى من ذلك أن الملابس المعروضة في الهواء الطلق موجودة في موقع مليء بالنفايات من كل شكل ولون. وأجمع عدد من رواد الحراج أن سوق الملابس المستعملة رائج في هذا الموقع، وأن نابشات القمائم يجلبن الملابس القديمة ويتم غسلها وكيها ومن ثم عرضها في حوش النفايات. وقال محمد على المنتشري: إن السؤال الذي تتصاعد وتيرته، كيف يسمح لهم بعرض ملابس مستعملة في سوق له تاريخه؟ وأين مراقبي البلدية الفرعية من هذا المشهد الذي يصدم العين؟. وفي نفس السياق، أوضح علي الرشيدي أن الملابس المستعملة يتم جمعها بواسطة نابشات القمائم من البيوت، حيث يطرقن أبواب المنازل بحثا عن الملابس المستعملة. وأضاف أن هناك مشترين أفارقة يأتون خصيصا إلى الحراج من أجل شراء الملابس المستعملة وتصديرها إلى بلدانهم في حزم كبيرة، داعيا إلى ضرورة ملاحقة باعة هذا النوع من الملابس بواسطة الجهات المعنية. وأضاف أن هذه الملابس ربما تكون حاملة للأمراض، وأن الضرورة تقتضي قيام مراقبي البلدية الفرعية بمتابعة مثل هذه المشاهد. من جهة أخرى، حذر عدد من أخصائيي الأمراض الجلدية من استخدام الملابس المستعملة لأنها وسيلة لنقل الأمراض لأنها على حد قولهم تكون في الغالب ملوثة بالبكتيريا والفطريات. وأضافوا أن ظاهرة بيع الملابس المستعملة في الأسواق الشعبية لها مخاطر جمة، وأن أكثر مستخدمي هذه الملابس هم من الوافدين، وأن على البلديات الفرعية منع مثل هذا النشاط التجاري الذي يضر بالصحة، لأن هذه الملابس تحمل في أنسجتها فيروسات البكتيريا والفطريات، وربما يتعرض مستخدمها إلى الإصابة بالحساسية التي يصعب علاجها، كما أنها قد تسبب الحكة الشديدة وتنقل الأمراض الجلدية كالجرب والتينيا أو البهاق إضافة إلى أمراض تنتقل إلى الشخص السليم عن طريق العدوى.