انتشرت في الآونة الأخيرة في الأسواق الشعبية وعلى مداخل المحلات تجميع الملابس القديمة وبيعها على شرائح من الناس من الذين يكتوون بنار الغلاء للملابس الجديدة وتوسع هؤلاء الباعة الوافدون الى الوصول الى عالم النت لوضع بروشورات دعائية على ملابسهم (القديمة) وذات الماركات العالمية. بيد ان هذه الملابس قد تحمل العديد من الامراض وقد يدفع المشتري لها الثمن الباهظ الاعتلال بمرض جراء هذه الملابس. (الندوة) في جولتها رصدت مجموعة كبيرة من الوافدين وخاصة (البنغاليين) يعرضون الملابس المستعملة للبيع داخل سوق شعبي الجامعة الذي يكتظ بالمتسوقين نهاية الاسبوع ويفترش الافارقة يومي الخميس والجمعة الارض ويبيعون الملابس القديمة بمختلف التشكيلات والالوان وبأسعار زهيدة لا تقارن مع اسعار الملابس في المحلات المخصصة لبيع الملابس الجاهزة، في الوقت الذي يشتري هؤلاء الوافدون الملابس المستعملة من الذين يقومون بتجميعها من سكان الاحياء في جدة بواسطة أعداد من الافريقيات اللائي تقمن بطرق ابواب المنازل والشقق السكنية يطلبن من ساكنيها الملابس المستعملة، وذلك عبر جولات صباحية واحياناً مسائية. مبالغ رمزية يقول يعقوب بائع ملابس مستعملة انني أحقق من بيع الملابس مكاسب معقولة، لأنني اشتريها بمبالغ رمزية من الافريقيات اللائي يتجولن داخل الأحياء ويحصلن عليها مجاناً ولا تزيد السعر عن 4 ريالات للقطعة الواحدة، لاننا نقوم بتنظيمها وعرضها بسعر اعلى، موضحاً ان ربحه اليومي في الفترة الصباحية لا يقل عن 50 ريالاً. للمعتمرين والزوار فيما يقول ابراهيم وهو بائع آخر يجلس بجوار يعقوب ان معظم زبائننا من المعتمرين والزوار الاجانب الذين يقبلون علينا بعد الانتهاء من مناسكهم يشترونها بالسعر الذي نحدده لهم، كما لا يستطيع احد التمييز بينها وبين الجديدة، لأننا نقوم بتنظيفها بطريقة خاصة ومن ثم نعدها للبيع. إخفاء البضاعة ويقول احد اصحاب المحلات التجارية الذي لم يذكر اسمه ان وجود الباعة المتجولين في تزايد مستمر رغم حملات البلدية المستمرة لأنهم يختفون ببضاعتهم عند رؤية رجال البلدية، ويظهرون بعد ذهابهم من السوق، خاصة الذين يفترشون الأرض أمام المحلات، مما يسبب لنا ضيقاً وازعاجاً، اضافة الى عرقلتهم لحركة دخول زبائننا للمحل، كما أن تواجدهم بهذا الشكل العشوائي يعرقل الحركة مما يجعل الشوارع ضيقة أمام سيارات المتسوقين بسبب الكميات الكبيرة من الملابس المستخدمة التي يطرحونها على مساحات كبيرة داخل السوق. ظاهرة غريبة فيما يقول المواطن حسن عسيري هذه الظاهرة غريبة ودخيلة على مجتمعنا لأن الناس قد تعودوا على اقتناء الملابس الجديدة لهم ولأطفالهم، وهو يتساءل كيف يقبل الشخص ان يستخدم ملابس اشخاص آخرين وربما يكون صاحب الملابس شخصاً متوفي أو مريضاً وقد تحمل الملابس المستخدمة امراضاً معدية لا تستطيع اعلى درجات حرارة الغسيل القضاء عليها، كما ان آثار الاستعمال تكون واضحة. ويرى عسيري ان من يقوم ببيع الملابس المستعملة للبسطاء او الزوار او الوافدين فإنه لا يساعدهم بل يتسبب في اصابتهم بعدوى أمراض قد تودي بحياتهم، وهو يناشد المسئولين القضاء على هذه الظاهرة. تسبب الأمراض ويقول د. غالب لاشك ان الملابس المستعملة ذات تأثير بالغ على الجلد كالحساسية والحكة وظهور بقع حمراء على الظهر والفخذين وكل المناطق الحساسة في جسم الانسان، لذا أحذر من يشتري الملابس المستعملة خاصة الداخلية منها، بصرف النظر عن رخص سعرها حيث يمكن أن تتسرب في طياتها الطفيليات أو الفيروسات او البكتيريا، كما ان نقلها للأمراض وارد، وعليه أنصح بعدم شراء وارتداء الملابس المستعملة من قبل الآخرين.