خان عبد الرحيم، بائع ملابس مستعملة في حراج الصواريخ في جدة، يتحدث بسعادة كبيرة عن حجم الإقبال الكبير للحجاج على السوق، بعد انتهائهم من أداء المناسك، حيث يحرصون على شراء الهدايا رخيصة الثمن بعيداً عن الماركات العالمية، مؤكداً أن أغلب المستفيدين من هذه الفئة من الزبائن هم تجار بسطات الملابس المستعملة. ويفيد أنه يحصل على الملابس من أفريقيات يحصلن عليها بطرق مختلفة، إما عن طريق أسر سعودية تتصدق بملابس أمواتها، أو جلبها من جوار صناديق النفايات بعد تركها في أكياس من قبل واضعيها. من ناحيته، أوضح البائع عبدالرحيم، أنه وزملاءه الباعة يشترون هذه الملابس بالكيلو، ويحرصون على غسلها وفرزها وبيعها في السوق بعد وضعها في أكوام فوق بعضها البعض لجلب الزبائن. أما سعر القطعة فيبدأ من أربعة ريالات ويصل حتى 20 ريالاً. ويشاركه الرأي بائع بسطة أخرى، يدعى آدم محمد، مضيفا أنهم في كل نهاية موسم حج وبعد قدوم الحجاج لمدينة جدة لشراء الهدايا، يحرصون كتجار ملابس مستعملة على توفير القطع المختلفة بأعداد كبيرة حتي يحققوا دخلاً مادياً مناسباً، حيث يجلبونها من سيدات يمارسن مهنة التسول على المنازل والحصول عليها من الأسر، فأغلب هذه الملابس تكون لأشخاص متوفين خاصة التي تجلب عن طريق إفريقيات يجلسن بجانب المقابر وعلى أرصفة الشوارع القريبة منها. وقال إنهم يفرزون هذه الملابس ويغلفونها بأكياس من النايلون ويعرضونها على المشترين من الحجاج والمقيمين. ويجمع هؤلاء الباعة على أن معدل الطلب على الملابس المستعملة - التي يعرّفها الكثير من سكان جدة ب "ملابس الأموات" - يزداد بشكل لافت في نهاية موسم الحج، فالزائر لحراج الصواريخ جنوبجدة يشاهد تزاحم الحجاج القادمين من المشاعر المقدسة على بسطات الملابس المستعملة التي اتخذ أصحابها من الأرصفة والبرحات مقراً دائماً لهم، خاصة وأن مواقع البسطات معروفة لدى الكثير من الحجاج الراغبين في شراء قطع من الملابس رخيصة الثمن ليقدموها هدايا لأقاربهم عند رجوعهم إلى بلدانهم. وعن الأضرار الصحية من ارتداء هذه الملابس استنكر الباعة الاتهامات التي يروج لها البعض، مؤكدين أنه ليس لها آثار صحية على من يلبسها. إلا أن الاستشاري في الجلدية الدكتور مصطفى إبراهيم كان له رأي آخر مخالف. وشدد على أهمية التنبيه إلى المخاطر التي قد يتعرض لها الفرد إزاء ارتداء الملابس المستعملة والملوثة بالبكتريا والفيروسات. وقال "ظاهرة بيع الملابس المستعملة في الأسواق الشعبية ظاهرة عالمية ولها مخاطر صحية جسيمة على فئة محددوي الدخل من خلال الأمراض التي تسببها هذه الملابس، مثل الحساسية التي تصيب الجلد ويصعب علاجها، كما أنها قد تسبب الحكة الشديدة وتنقل الأمراض الجلدية التي ربما يكون صاحبها مصاباً بها كالجرب والتينيا، وهي أمراض تنتقل إلى الشخص السليم عن طريق العدوى". إلى ذلك، أشار مدير إدارة المراقبة التجارية بأمانة محافظة جدة الدكتور بشير مصطفى أبو النجم إلى أن الأمانة صادرت ما يقارب 20 ألف قطعة من الملابس المستعملة غير الصالحة للاستهلاك الآدمي بحراج الصورايخ بجدة. وأضاف أنه سيتم خلال الأسابيع المقبلة قيام فرق الرقابة بالأمانة بجولات ميدانية على بائعي الحراج، وخاصة بائعي الملابس المستعملة لمصادرتها وإتلافها لما لها من أضرار على الصحة العامة، مؤكداً أن معظم هؤلاء البائعين من المخالفين.