تخلى أكثر من 1700 طالب، من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، عن إجازتهم الأسبوعية، لتقديم أكثر من 12 ألف ساعة عمل تطوعي، في نحو 30 موقعاً، موزعاً على مدن الدمام والخبر والظهران وصفوى والقطيف. وكسر الطلاب عبر برنامج «مهرجان اليوم التطوعي الثاني»، الذي نظمته وحدة العمل التطوعي في الجامعة، احتكار الجهات الخيرية الرسمية والأهلية، في تقديم يد العون والمساعدة لمختلف شرائح المجتمع، وتوقع القائمون على البرنامج استفادة أكثر من سبعة آلاف أسرة وفرد، من أنشطة البرنامج، إضافة إلى نحو 600 يتيم، انخرطوا في الأنشطة الترفيهية. ووزع الطلاب مواد غذائية على نحو 300 أسرة محتاجة، إضافة إلى مشاركة أسر في تأثيث 60 منزلاً لأسرة محتاجة. وفيما تخصص الجهات الخيرية وغيرها، في تقديم جوانب من المساعدات العينية والمالية، وأخرى في إقامة محاضرات توعوية وتثقيفية، جمع منظمو البرنامج عدة أنشطة، تتناول أغلب الجوانب ذات الصلة بالمجتمع، ومن بينها أنشطة بيئية وتنموية وتثقيفية، إضافة إلى البرامج الصحية والتعليمية. وانخرط المشاركون في عمليات ترميم لمنازل ذوي الدخل المحدود في عدد من الأحياء. وضم البرنامج زيارة دور الأيتام والمسنين ودار الملاحظة الاجتماعية والسجون والمستشفيات، ومجمعات الإسكان الخيري، والواجهات البحرية والمرافق العامة. واعتبر مدير الجامعة الدكتور خالد السلطان المهرجان «صورة حية لمشاركة الطلاب من أجل إحداث تغيير إيجابي في المجتمع، وحياة الآخرين، انطلاقاً من قيم البذل والعطاء». وتتجاوز مبادرة الجامعة في مشاركتها في «اليوم التطوعي الثاني»، قضايا مساعدة الفقراء وتلبية احتياجاتهم، إلى «نشر ثقافة العمل التطوعي على المستوى المحلي، وإخراج الأعمال التطوعية في صورة أكثر احترافية». وفيما استطاعت «وحدة العمل التطوعي» تسجيل 1500 متطوع، بالتعاون مع جهات أخرى، ونحو تسعة آلاف ساعة عمل، في 17 موقعاً، في مهرجان التطوع الأول، الذي أقيم في العام الماضي، تمكنت في نسخة المهرجان الثانية من تسجيل ألفي طالب، ورفع ساعات العمل إلى 12 ألف ساعة ونحو 30 موقعا في المدن الخمس. وتدخل الجهات الحكومية والخيرية، كشريك في المهرجان الثاني، وشاركت نحو 60 جهة خيرية في معرض للجهات التطوعية، ينطلق غداً، ويستمر ثلاثة أيام. ويقام على هامشه ندوات ومحاضرات، تتناول «قضايا العمل التطوعي ومستقبله والتحديات التي تواجهه»، ويناقش المشاركون، من الخبراء المحليين والدوليين في المجال التطوعي، مقترحا ب»ربط الحصول على الشهادات التعليمية في مؤسسات التعليم العالي والتعليم العام بتقديم خدمات تطوعية للمجتمع». ورأى الديني أن «المهرجان تجربة رائدة على مستوى الجامعات السعودية». مرجعاً تكرار التجربة إلى «نجاح المهرجان الأول في العام الماضي، والذي شاركت فيه جهات تطوعية ومؤسسات حكومية، ما دفع المشرفين إلى زيادة أعداد المشاركين في نسخته الثانية، بنسبة 25 في المئة، وزيادة تقارب 40 في المئة في الجهات المستفيدة من البرنامج». وشبه الديني «المهرجان بحوار وطني بين الآلاف من شباب الوطن، يمثلون مختلف أطيافه، إلا أنه حوار بلغة العطاء، تتحد فيه الجهود نحو تنمية المجتمع وخدمة الإنسان». وألمح إلى أن «تجربة العام الماضي، التي تعد الأولى من نوعها على المستوى المحلي، أثرت في العاملين في البرنامج، وأفادت في إعادة تقويم عدد من البرامج التطوعية، واستحداث برامج أخرى، للوصول إلى مستوى يلبي الاحتياجات الفعلية للمجتمع»، موضحاً «لمسنا حاجة في جوانب لم تصلها يد المتطوعين من قبل، وفي مهرجان العام الحالي سنغطيها». وأشار إلى أن «مهرجان اليوم التطوعي مظلة تجمع المتطوعين في تظاهرة ضخمة»، مضيفاً أن «وحدة العمل التطوعي في الجامعة، أوجدت عملا تطوعيا دائما على مدار السنة، عبر تكوينها عشرات الفرق التطوعية، التي تضم مجموعات صغيرة من المتطوعين، تعمل على مدار العام لمعالجة مشكلات معنية في المجتمع في شكل متخصص ومتقن».