يناقش خبراء محليون ودوليون في المجال التطوعي مقترحا بربط الحصول على الشهادات التعليمية في مؤسسات التعليم العالي والتعليم العام بالمملكة، بتقديم خدمات تطوعية للمجتمع. ويأتي ذلك في الندوات التي ستقام على هامش معرض الجهات التطوعية، الذي تقيمه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الفترة من 13 إلى 16 مارس 2010، وتشارك فيه 60 جهة خيرية وتطوعية، تناقش العديد من شؤون العمل التطوعي ومستقبله والتحديات التي تواجهه. ويذكر الدكتور سالم الديني المشرف على وحدة العمل التطوعي بالجامعة أن مناسبة مهرجان اليوم التطوعي، التي تنفذ سنويا كتجربة رائدة على مستوى الجامعات السعودية كمحاكاة لفكرة الأيام التطوعية الكبرى التي تقام في جامعات الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويجتمع فيها آلاف المتطوعين في تظاهرة لخدمة المجتمع. ويوضح الديني الذي يحمل خبرة أكثر من 10 سنوات من العمل في تنفيذ برامج الأعمال التطوعية في الولاياتالمتحدةالأمريكية أن التطبيق الأولي لهذه الفكرة جاء خلال العام الماضي وسجل نجاحا غير متوقع بمشاركة 1500 طالب من طلاب الجامعة وتفاعل كبير من الجهات التطوعية والمؤسسات الحكومية في المنطقة الشرقية، مما دفع المشرفين على تنفيذ المهرجان إلى زيادة أعداد المشاركين في المهرجان بنسبة 25 في المائة، إضافة إلى زيادة تقارب 40 في المائة في الجهات المستفيدة من البرنامج. ويضيف "هذا المهرجان هو بمثابة حوار وطني بين الآلاف من شباب الوطن يمثلون مختلف أطيافه غير أنه حوار بلغة العطاء، تتحد فيه الجهود نحو تنمية المجتمع وخدمة الإنسان"، ويهدف مهرجان اليوم التطوعي إلى نشر ثقافة العمل التطوعي بين شباب المجتمع، وتقديم الخدمة التطوعية للمحتاجين، ونقل العمل التطوعي إلى مستوى أكثر احترافية يدار بطريقة مؤسسية والتأكيد على دور المؤسسات الحكومية والتعليمية بشكل خاص في تقديم خدمات تطوعية وبرامج لخدمة المجتمع. مشيرا إلى أن تجربة العام الماضي أثرت العاملين في البرنامج، الذي يعد الأول من نوعه على المستوى المحلي وأفادت في إعادة تقييم العديد من البرامج التطوعية واستحداث برامج أخرى للوصول إلى مستوى يلبي الاحتياجات الفعلية للمجتمع، ويقول "لمسنا حاجة في جوانب لم تصلها يد المتطوعين من قبل وفي مهرجان العام الحالي سوف نغطيها" ويبين الديني أن مهرجان اليوم التطوعي هو مظلة تجمع المتطوعين في تظاهرة ضخمة وإلا فإن وحدة العمل التطوعي في الجامعة تهدف إلى إيجاد عمل تطوعي دائم على مدار السنة وذلك عبر تكوينها لعشرات الفرق التطوعية التي تضم مجموعات صغيرة من المتطوعين تعمل على مدار العام لمعالجة مشاكل معنية في المجتمع بشكل متخصص ومتقن. من جهة أخرى، يشارك ألفا طالب متطوع من جامعة الملك فهد في تنفيذ برنامج مهرجان اليوم التطوعي الثاني بالمنطقة الشرقية تحت شعار "امدد يد العطاء"، وتقيمه وحدة العمل التطوعي بالجامعة الخميس 11 مارس 2010. وتأتي هذه المشاركة ضمن مبادرة الجامعة لنشر ثقافة العمل التطوعي على المستوى المحلي وإخراج الأعمال التطوعية بصورة أكثر احترافية. وتتضمن فعاليات المهرجان تقديم أكثر من 12 ألف ساعة عمل تطوعي في 30 موقعا في مدن الدمام والخبر والظهران وصفوى والقطيف، تشمل أنشطة بيئية وتنموية وتثقيفية وصحية وتعليمية وتوزيعا للأغذية والأثاث وترميما لمنازل ذوي الدخل المحدود في عدد من أحياء مدن المنطقة. ويأتي هذا المهرجان بعد النجاح الذي تحقق لمهرجان اليوم التطوعي الأول، الذي أقيم بتاريخ 16 أبريل 2009، وشارك فيه 1500 متطوع من طلاب الجامعة بالتعاون مع العديد من الجهات التطوعية في المنطقة في تقديم 9 آلاف ساعة عمل تطوعي في 17 موقعا في مدن المنطقة الشرقية.