أجمع خبراء ومختصون على الدور الريادي الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإرساء قيم المواطنة المتساوية بين كافة مكونات المجتمعات الدولية، ونزع أسباب التعصب الديني والسياسي، ومكافحة جميع أشكال إساءة استخدام الدين لتبرير العنف أو الحض على الكراهية. وأكد أمين عام مركز عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، في كلمته خلال اللقاء الدولي «متحدون لمناهضة العنف باسم الدين»، والذي نظمه مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بالعاصمة النمساوية فيينا، على أن تمزق أوصال المجتمعات الدينية في سورية وشمال العراق وما يتعرض له مواطنو الدولتين من ظلم وقتل وتشريد على أيدي تنظيمات إرهابية اعتمدت العنف الديني والسياسي لتبرير جرائمها، يستند إلى أفكار ومعتقدات غريبة لا تمت للأديان بأي صلة. واتفق الجميع على الدور الريادي الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين في خدمة الإسلام والمسلمين، من خلال مبادراته الدائمة التي تدعو للوحدة والصلح ونبذ الخلاف. وحذر ابن معمر من فشل إدارة المشكلات والنزاعات عن طريق الحلول العسكرية دون غيرها، وما يترتب على ذلك الفشل من فوضى وتطرف سياسي وديني وفكري في أماكن عديدة في العالم، وظهور جماعات لها ولاءات خارج النطاق المحلي والإقليمي في بعض الدول، ما كان سببا في صراعات كثيرة تم فيها استخدام الدين والسياسة بصورة تتعارض تماما مع أخلاقيات وقيم دين ومعتقد خاص على غرار ما يحدث في سورية وشمال العراق، مؤكدا على أن رسالة مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات هي الإسهام في صنع السلام عن طريق الحوار العقلاني الذي يجمع بين القيادات الدينية وصناع القرار السياسي. وقال ابن معمر: إن مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات يشعر بالفخر لاحتضانه هذا الجمع الموقر من القيادات الدينية والسياسية والخبراء الذين جاءوا من جميع دول العالم للتضامن لمناهضة العنف باسم الدين، الذي تعاني منه مناطق كثيرة، خصوصا العراق وسورية. مؤكدا أن القيادات الدينية من مسلمين ومسيحيين ومندائيين وأيزيديين وغيرهم، وتجمعهم كثير من المشتركات الإنسانية التي تعبر عن انتمائهم لأوطانهم ومساواتهم في الحقوق والواجبات. وأعلن ابن معمر تأكيده على أن جميع مكونات وأطياف وشرائح المجتمعين العراقي والسوري الدينية والعرقية هم من السكان الأصليين وليسوا غرباء ولا طارئين، ولذا يجب صيانة هذا الحق عبر المواطنة والتفاهم والتعايش، ونزع أسباب التعصب الديني والسياسي والواقع على أي طرف كان، والعمل على اندماج وتعايش الجميع والحفاظ على كرامتهم بغض النظر عن المعتقد أو العرق انطلاقا من حقوق المواطنة وحقوق الإنسان. مؤكدا على أن رسالة مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات هي الإسهام في صنع السلام عن طريق الحوار العقلاني الذي يجمع بين القيادات الدينية وصناع القرار السياسي من خلال توجيه القيادات الدينية والفكرية إلى مهارات الحوار والاتصال وإنجاز خارطة عالمية لمشاريع السلام وعبر شراكات منتجة مع كثير من المؤسسات الدولية والقيادات الدينية والثقافية في كثير من دول العالم. وكانت حلقات النقاش قد بدأت حول الترابط الاجتماعي والتنوع والتعايش وكيفية التعامل مع آثار العنف في المنطقة ونوعية المشاريع المقترحة والبرامج وتحديد التحديات الراهنة، وكيف يمكن إيجاد تعاون بين القيادات الدينية وصانعي القرار السياسي لدعم الترابط الاجتماعي وتقديم الإغاثة للمتضررين، وكيف يمكن المساعدة في إرساء عملية السلام والمعالجة في أعقاب النزاع، وكيف يمكننا جعل أجيال المستقبل تحتفي بالتنوع. كما نوقش في حلقة النقاش الثانية دور المؤسسات الدينية والمجتمع المدني في بناء السلام، وكيف يمكن تصويب خطاب العنف والتحريض الذي يستخدم فيه الدين لإشعال الفتن، وكيف يمكن الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في ترسيخ الأمن، وكيف يمكن التوفيق بين حرية التعبير والحد من خطاب العنف والكراهية، وكيف يمكن المحافظة على التنوع الديني وترسيخ المواطنة.وحظيت مناقشة دور الدين والتعليم في مواجهة العنف بنصيب وافر من المناقشات لتعزيز التفاهم والتعاون والتعايش بين مكونات المجتمع، حيث ناقش المجتمعون دور التربية الدينية والتعليمية في احتضان التنوع وترسيخه، وكذلك الأدوات المستخدمة لمساعدة المهجرين واللاجئين، وكيف يمكن تعزيز الحوار بين الفئات التي عانت من التطرف وارتباط مشروع تثبيت الأمن والسلام عبر تطوير التعليم ودعم المناهج بأدوات تشجع على ترسيخ المواطنة والاحتفاء بالتنوع.